أصبح من المعتاد فى مصر حالياً مشاهدة الكثير من النقابات والجمعيات والإتحادات والمنظمات تمارس أنشطتها فى مختلف المجالات السياسية والحقوقية والإقتصادية ، بعضها تحت ستار جمعيات أهلية مرخصة إلا أنها تخالف النشاطات التى تم تأسيسها من أجلها ، وبعضها تمارس أعمالها بدون أية تراخيص وتقوم بعمل مواقع اليكترونية وصفحات عبر وسائل التواصل الإجتماعى بدون حسيب أو رقيب . والمثير للدهشة أن هذه الجهات تقوم بجمع أموال طائلة ويتم ادخال معظمها فى حسابات بنكية شخصية وليست قانونية أو بإيصالات " مضروبة " يتم طباعتها فى مطابع ومكتبات " بير السلم " وبدون أية أختام أو تراخيص ، وللأسف يحدث هذا بدون أى مراقبة أو متابعة وكأنهم يمارسون أنشطتهم فى دولة آخرى غير مصر . وفى الوقت الذى نجد فيه محاولات ل " تكميم الإعلام " ، نجد أن هذه الكيانات تمارس أنشطتها جهاراً نهاراً فى مختلف المجالات وبعضها يمنح دورات تدريبية فى مجالات الإعلام ، وياليت الأمر أصبح قاصراً عند هذا الحد بل إن الكارثة الأكبر أن هذه الجهات تقوم بمنح ما يسمى ب " الدكتوراة الفخرية " للمصريين والعرب مقابل مبالغ مالية طائلة . ونظرا لما تمثله هذه الظاهرة من كوارث على كافة الأصعدة قررنا فتح هذا الملف الشائك لنكشف الستار عن العديد من الوقائع والأسرار والمفاجآت المثيرة . فى البداية أؤكد أن رغبتى فى الكتابة عن هذه القضية تعود لعدة أشهر عندما وصلتنى مستندات رسمية تؤكد أن أحد المذيعين بالتليفزيون المصرى يقوم بكتابة عبارة "اعلامى دكتور "على صفحته الشخصية على الفيس بوك ، وبعد البحث والتحرى عن هذا الموضوع إكتشفت أنه حصل على " دكتوراة فخرية " مقدمة له من إحدى الأكاديميات " المشكوك فى أمرها " ، والمفاجأة أن هذه الدكتوراة " الفقرية " - عفوا الفخرية – تم منحها لهذا الشخص فى الفلسلفة وعلوم الإعلام لإسهامه الجاد والفعال فى خدمة القضايا العربية ودوره فى إرساء قيم وأخلاقيات مهنة الإعلام ( ملحوظة .. نفس الأكاديمية منحت دكتوراة فخرية مماثلة للإعلامية فاطمة فؤاد وكيل وزارة الإعلام ورئيسة القناة الثانية سابقاً وعضو مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامى حالياً ) ، و المثير للضحك والدهشة فى هذا الأمر أن نفس هذا الشخص ب " شحمه ولحمه " الذى تم الزعم أنه ساهم فى إسراء أخلاقيات العمل الإعلامى تم توقيع عدة جزاءات وقرارات ضده بسبب تجاوزاته ومخالفاته المهنية ومن بين هذه القرارات قرار بخصم عشرة أيام من راتبه فى واقعة " سب الدين " لأحد رؤسائه - لدينا صورة من القرار - والأغرب أنه يتباهى بهذا الأمر ويقول دائما أن " سب الدين " حرية شخصية ؟!!!. نأتى الى تلك الأكاديمية التى منحت هذه الشهادات لنكتشف المزيد من المفاجآت ، حيث قمت بالدخول على صفحتها على الفيس بوك وكذلك موقعها على الفيس بوك لكننى لم أعثر على كلمة واحدة توضح الجهة التى منحتها الترخيص لممارسة أنشطتها ، واكتشفت أن صاحبتها تعمل كمذيعة فى إحدى فضائيات الدرجة الثالثة وتقدم برنامجاً عن الجمال ، والمفاجأة الأكبر أن هذه الأكاديمية لها فروع فى مصر والمملكة العربية السعودية ومنحت شهادات معتمدة منها لأكثر من 2000 شخص من جنسيات عربية مختلفة على مدى 8 سنوات وبالطبع بمبالغ مالية كبيرة . كما تقوم بعمل دورات متخصصة فى التصوير والتقديم التليفزيونى والإذاعى والهندسة الإذاعية والصحافة والإخراج .. الخ !!! . كما أن صاحبة الأكاديمية التى تلقب ب " الدكتوراة " عند إجراء حوارات معها ، دائمة التأكيد على أن الأكاديمة تؤهل لعضوية نقابة الإعلاميين ، وبالطبع المقصود هنا ليست نقابة الإعلاميين التى يترأس لجنتها التأسيسية الإعلامى الكبير حمدى الكنيسى ، بل نقابة آخرى غير شرعية قام بتأسيسها " مونتير " فى ماسبيرو ولذلك نسأل : ما موقف نقابة الإعلاميين الشرعية والمنشأة بقرار جمهورى من هذه النقابات والجمعيات ؟!! . وفى إطار الحديث عن المنظمات " المشكوك فى أمرها " نشير إلى أن إحدى المنظمات التى لها علاقة بالتنمية والتكامل فى أفريقيا والمنطقة العربية ، تقوم بالزعم أنها إحدى الكيانات التابعة لجامعة الدول العربية ، رغم أنها حاصلة على ترخيص من وزارة التضامن الإجتماعى كجمعية أهلية . الطريف أن إحدى عضوات هذا الكيان قامت بالنصب على د. أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية وقامت بالتصوير معه بعد منحه شهادة تكريم " مضروبة " وعندما أبلغه بعض المقربين اليه بذلك فاجىء هذه السيدة قبل دخولها مكتبه بمطالبتها بإظهار بطاقتها الشخصية وعندما قدمتها اليه فوجىء بأنها حاصلة على " دبلوم تجارة " وهو ما جعله يصدر تعليماته لمسئولى مكتبه بعدم دخولها اليه مرة آخرى .