سينجح مرسى سينجح

بإذن الله، وخذ بالك، هدَّأ الله حالك، وأربك بالهم وأحوالهم،هم يراهنون على إفشال الرئيس، وكما قلت أمس: إنه ليس مهمًّا على الإطلاق أن يصير الواحد منهم أعور، لمجرد أن يعمى الآخرون، ولا يعلمون أن مصر اليوم صارت مرهونة بنجاح هذا الرجل، وأول القصيدة هو بَطَر الحق وغَمْط الناس، والتمادى فى رفض المشاركة، حتى فوجئنا بأحد المقربين من الرئيس، يقول فى حزن: "إن كل مَن نعرض عليه الحكومة ، يبالغ فى طلبات صلاحياته، ويضع شروطًا تعجيزية".
هم يضغطون من أجل أن يضطر الرئيس إلى تسليم الحكومة إلى حزب الحرية والعدالة، ثم يعودون بعدها ليصرخوا بألسنة مدلاَّة من أفواه عطِنة، وبقولون: "ألم نقل لكم إن الهدف هو استحواذ الإخوان على كل شىء، ألم نحذركم أن الإخوان لا كلمة لهم ولا وعد، وأنهم يغيرون مواقِفَهم بحسب الخُطوات التى اكتسبوها، ألم نكن معكم، حينما وقفنا باكين، أن طيور الظلام سرقت مجلس الشعب، ثم مؤسسة الرئاسة، وها هى الحكومة أيضًا" وسيقولون وسيقولون، وأقول لكم بكل ثقة فى الذى سمك السماء وأخزاهم، إنهم لَمفضوحون، ثم إنهم لمصطلون فى جبال سعير الحقد، ووديان الحسد، وأنهم لن يشمتوا فينا، طالما وقفنا بجوار رئيسنا .
يقفون ليراقبوا أُولَى زيارات الرئيس، وأول تصريحاته، وما إن أُعلن عن زيارة الرئيس إلى السعودية، حتى ناحوا وفاحت قلوبهم بعطن الكهوف، وقالوا: هو يرتمى فى حِضن السعودية، ها هى مصر ستصير وهَّابية، ها هو ذاهب ليشحذ ويستجدي، مع أن الوحيد الذى كانت سفرياته للشحاذة والاستجداء، هو ولى نعمتهم المسجون.
وما إن جاءت تصريحات ملفقة مزيفة- هم مصدرها وناشروها على وكالة الأنباء الإيرانية- بأن الرئيس يرغب فى زيارة إيران، قاموا واصطادوا الأسماك الميتة التى قذفوها بالنهر وعلقوها فى شِبَاكهم، وقالوا : ها هى مِصر تستعيد التجربة الخمينية، ودولة المرشد. متناسين أن الدكتور مرسى أثناء جولاته الانتخابية قال بملء الفم: "لن نسمح بنشر التشيع فى مصر".
طيب، ماذا تريدون؟، والله لو جئتمونا بها يمينًا، أو ذهبتم بها شمالاً، وشرَّقتم وغرَّبتم، مراهنين على الفشل، فأنتم الفاشلون لا مصر ، وأنتم الراحلون ونحن- بإذن الله- الباقون؛ لأن مِصر تنسى الذين يقدمون أنفسهم ومصلحتهم عليها، وتحفر على جدران المعابد أسماءَ عشاقها.
تجد جريدة رأس مالها أموال مغسولة، ورئيس تحريرها سمعته محتاجة للغسيل، وهو العشنق- العشنق هو الطويل بلا فائدة- يخرج علينا بعُنوان أعرض من قفاه، نقلاً عن مفكر أجهل من دابة؛ ليقول: مرسى سيفشل سيفشل. طيب، أنصحك أن تأتى برق وطبلة وربابة، وتنادى على رفقائك من حيوانات الغابة، وتغنيها وترقص على إيقاعها.
أقول شيئًا: الرئيس سينجح سينجح بإذن الله، بثلاث صفات، أتمنى أن يسمعها منى: محبة وحزم وعدل. وسنتقابل.
m.mowafi@live.com