... علموه كيف يجفو فجفا/متحصن لاقيْت منه ما كفى/سارق في قوتنا ما ينتهي/أَتُراهم علَّموه السَّرَفا/أنا لو ناديته في ذلة ِ/هي ذي روحي فخذها ما اكتفى //وعلموه كيف يسرق فسرق,وعلموه كيف يحتمي فاحتمى بالحصانة,وبالغ في الإهانة. والحصانة مصطلح اتفقت الغالبية على أنه إعفاء الفرد من التزام أو مسؤولية كالإعفاء من تطبيق القواعد العامة في المسائل القضائية.,وضع تحت ذلك أمورا مرعبة كصعوبة المساءلة الجنائية والقضائية وضع كذلك أمورا أراها كبيرة ويراها غيري تافهة كاستثناء وقوف السيارة في الممنوع ,أو كعلاج أحد الأعضاء المصابين بالإنفلوانزا بالخارج على حساب سيادتك أو كما نسميها على نفقة الدولة-ما هو سيادتك والدولة إيد واحدة- وإليك فرضا خياليا لم يكن ليحدث قبل الخامس والعشرين من يناير,هب مثلا أن رجل الحديد عز ,أو رجل السيراميك أبو العينين وغيرهما,قدم فيهما محام أو حتى ضابط من جهة سيادية بلاغات بتجاوزات أيا كان نوعها لمكتب النائب العام موثقة بالمستندات,وأن جهات التحقيق تبين لها صدق الروايات ,فما السيناريو وقتها و مؤامرة موتها,وأقيموا بني أمي صدور مطيكم/فإني إلى قريبي صاحب الحصانة لأميل/ سيحدث أن تستدعي جهة التحقيق السيد العضو المحترم –على رأي فتحي سرور- المقدم بحقه بلاغات ,ويرفض النائب المبجل –على رأي صفوت الشريف- متعللا بالحصانة,فتحاول جهة التحقيق استئذان المجلس,فينتفخ الدكتور سرور ويثور,ويتشدق بلغة وينطلق كليث هادر وفحل جاسر بالمثل الدائر:لو لم أكن متحصنا لوددت أن كون متحصنا,والمجلس سيد قراره.,والعضو لا يعض جاره,والوفي لا ينبح على من في داره,-وإحنا قاعدين-مع أن القرار- لغة- من معانيه المكان المنخفض الواطي,المهم-ولا أطيل عليك- الاتهامات كانت ستذهب أدراج البرلمان,وكان سندانا فصار مطرقة,وككلام حكيم من جوف خرب سيحوط المجلس أبناءه الفاسدين بالحصانة,وهي مع الفساد كمطواة بيد بلطجي,أو لفافة بانجو في جيب مسطول و كلاهما فوق القانون ,طالما لا يقف حاميهما النائب عند كمين شرطة ولا يقبل تفتيش مباحث المخدرات- وحكى لي ضابط شرطة مهم أن تحرياته أكدت وجود شحنة حشيش في بيت نائب و وقف عاجزا, لا يملك تقديم قدم أو رفع كاب وقدم ما لديه لرؤسائه فأجابوا :أن اسكت فض الله فاك وأصاب العطن شذاك و(الحشيش عنده جوة) و كم من علاج على نفقة الدولة تاجر به نواب معروفون بالإسم المنشور في الصحافة,ولم يكترث أحد,و لما باخت وزادت تم التحقيق و لم يحبس أحد منهم, ثم غفلنا وعدنا بعد الفاصل ,و ركبنا لوحات المرور الجديدة و سرنا مطمئنين أننا كأسنان المشط عند قلم المرور فإذا بالقبب التي انهارت و الموازين التي مالت والنسور التي طارت ,قد عادت وحطت كلها فوق لوحات القانون الجديد وسلم لي على أمين الشرطة. وكنا أيها السادة لو سقطت من أحدنا تذكرة المترو اقتادته الشرطة وسلسلته وأهانته –تعرفون الباقي طبعا - وحررت محضرا وحولته للنيابة.,ولو سرق النائب الباشا فلوس علاج الأورام وفيروس سي وقال لنا(شي)لم نستطع ان نرد(يس بتشديد السين)ولو برك أحدهم بكارنيه القبة على أراضي الدولة و قال( ده مش مدينتكم ده مدينتي وده مش معماركم ده معمار المعتدي في موقعة الجمل ) وقفت الحصانة حوله ورشدته واصطفته وحمته من الغلابة وقانون الدولة المخصص لمحاسبة الغلابة. والحصانة درجات وأنواع لا تجلس فقط تحت قبة البرلمان بل تتعداها إلى الباشوات والباكوات من السلطات التنفيذية والتشريعية وحتى الصحافة و الإعلام و نجوم الفن والكرة. حصانة وثقها القانون للبعض و أثبتها -أمرا واقعا- العرف للبعض الآخر.,و ويل التعبان والشقيان والبلد الغلبان من أصحاب الفتوة أقصد- لا موآخذة بتوع الحصانات- والثورة تجب ما قبلها وتؤسس لما بعدها وتضع عقدا اجتماعيا جديدا يسوي بين البشر,فلا فضيلة المرشد-لا تفهمني غلطا- يستطيع أن يتعدى طابور الاستفتاء,ولا محافظ القاهرة –لا تفهمني صحا- يمر متعذرا بضيق وقته, الآن نحن على مرمى شهور من انتخابات تشريعية على مياه نقية وحليب يا لبن,ولا مهرب من إعادة النظر في مصطلح الحصانة,حتى يتم غلق باب الشيطان,فالنائب بالبرلمان سيدنا., وفي عرفنا أن سيد القوم (خ....) أي خادمهم فهو نائب للأمة كلها وهو مجرد فرد منها لا يحق له التميز والانفراد باستثناء قانوني,يعطيه الحق في التعدي على أي صف أو حتى مركن سيارة على أرض مصر. و بعد اتفاقنا أننا جميعا في الهم والفرح مصريون لا بك بيننا ولا باشا حسبما أعلنت ثورة يناير وقبلها بنصف قرن يوليو. -لو لم - فسنظل مطربشين,لا حق لنا.,طالما أن هناك من يحتكر الحق في التعدي وعدم المساءلة,و لسنا إذن أسوياء لأن الحصانة تفرقنا والقانون لا يجمعنا وطالما بقي ما يحتاجه النائب حراما على الجامع والكنيسة والمجتمع والناس. و تخيل برلمانا بلا حصانة هل سيتسابق ويقتتل عليه المرشحون .,وتشحذ العصبيات المنتنة ,وتنفق الأموال وتشحن كروت الموبايل .,وهل يضر الأمن الاجتماعي والسياسي شئ لو رفعت الحصانة وأصبحنا الكل في واحد ورفعنا رأسنا فوق لأنا مصريون وهتفنا بملأ الفم :النائب والشعب إيد واحدة.طالبوا معي بإلغائها يرحمني ويرحمكم الله. [email protected]