بين المعتصمين والمتظاهرين بميدان التحرير ضد الإعلان المكمل، والضبطية القضائية وحل البرلمان، تشعر بنبرة عتاب وندم إزاء أخطاء ارتكبها الثوار، ويرون فى لحظة صدق مع أنفسهم أنها السبب فى بقاء المجلس العسكرى مهيمنا على تفاصيل المشهد السياسى فى البلاد، رغم فوز د. محمد مرسى بمنصب رئيس الجمهورية.. يقول أحمد إسكندر: الشباب على مستوى الجمهورية كان يجب أن يتحدوا على مجلس رئاسى مدنى من البداية, يرى أن من الأخطاء الكبرى التى يقع فيها الثوار أنهم تركوا الميدان بعد التنحى مباشرة. أما عمر القط فيقول: أرى أن الخطأ الأكبر أننا لم نختر مجلسًا رئاسيًا مدنيًا من الكوادر التى كانت متواجدة فى الميدان، كالدكتور البلتاجى وغيره من الأسماء التى كانت متواجدة فى الميدان منذ بداية الثورة, إلى أن تقف الثورة على أرجلها، وانتقد "التفكير الأهوج" على حد قوله من بعض المتظاهرين والذين تورطوا فى أحداث دموية، كما فى محمد محمود وأحداث ماسبيرو، حيث كان المتظاهرون دون قيادة واعية ترشدهم. وقال مجدى صابر (نائب رئيس الجنة الإعلامية لائتلاف شباب ماسبيرو): الغلطة الأساسية أننا ارتضينا أن نوكل المجلس العسكرى، فقد أدخلنا فى طريق مظلم بسوء إدارته للمرحلة الانتقالية، وألقى مجدى باللائمة على الثوار والقوى الثورية بأنهم لم يتفقوا على مرشح ثورى واحد؛ كى لا نكون فريسة سهلة بين براسين كل من يريد إفساد ثورتنا العظيمة. وقال مصطفى عبد الرحمن من شباب التيار الإسلامى إن الثورة ليس بها إخفاقات ووصفها بأنها صعوبات عادية حدث أكثر منها بكثير فى تجارب ثورية أخرى حول العالم، وقال هذه الصعوبات ليس السبب فيها الثوار بل نظام فاسد شرس يحاول أن يقف على قدميه من جديد. ومن داخل الميدان أيضًا يقول صابر محمود إن غلطة الثوار أنهم وثقوا فى المجلس العسكرى ثم اختلفت آراؤهم فيه فلم يتحدوا على رأى واحد، والمجلس العسكرى هو الذى أصبح قائدًا للثورة رغم أنه جزء من النظام الذى قامت الثورة ضده. كما أبدى صابر استياءه من الأطروحات الفاسدة التى يتبناها الأعلام وللأسف بعض القوى الثورية، وهى الفصل بين الإخوان المسلمين والثورة، وهذا خطأ كبير جدًا فالكل يعلم أن الإخوان المسلمين فصيل أساسى فى الثورة المصرية، والقول بغير هذا يضعف وحدة الصف. ويقول ناصر محمد زاهر: اللوم على الثوار، لأنهم لم يستطيعوا أن يحافظوا على الميدان لأنهم تركوا الميدان للآخرين، وهذا يعتبر غباء من الثوار. وفى سياق متصل، يقول أحمد طلعت أخصائى شئون عاملين: ندمنا أننا تركنا الميدان واعتقدنا أن الثورة انتهت وتركناها تضيع من أيدينا والقيادات التى ظهرت الآن عندما وجدت الساحة خالية أمامهم انتهزوا الفرصة ونصبوا أنفسهم قيادات الثورة. ويقول صادق عبد العاطى إن الخطأ الذى وقع فيه الثوار أنهم لم يتكاتفوا على مطلب واحد حتى نستطيع تحقيقه.