استطاع أن يقهر الإعاقة بالكثير من الصبر والإيمان والعمل ، ليعطي في ذلك دروساً ذات قيمة للأسوياء قبل المعاقين. أحمد الصديق ، أو "الشيخ أحمد " كما يلقبه أهالي منطقة البلابسة بمحافظة الإسماعيلية ، فبالرغم من ولادته كفيفاً، محروما من نعمة البصر ، لا يرى سوى خيالات مزعجة من الأضواء الساطعة ، لكنّ الله أنعم عليه بالبصيرة . المصريون التقت الشيخ أحمد الكهربائي داخل محل صغير لايتعدى مساحته 3 متر مربع ، و الذى برع فى تصليح الأجهزة الكهربائية معتمدا على بصيرته وحاسة اللمس لديه. يبلغ الصديق من العمر 45 عاما حاصل على الشهادة الثانوية الأزهرية ، متزوج ويعول طفلا صغيرا ، ولد وسط 5 من الإخوة ، الأب يعمل موظفا بالسنترال ، ويمتلك محل صغير لإصلاح الأجهزة الكهربائية أسفل منزله ليحسن دخله. كما أنه التحق بوظيفية حكومية بكلية الطب البيطرى بجامعة قناة السويس ، استغل ذكاءه وفكره فى فتح مصدر رزق له . يقول الصديق، إنه كان يجلس بجوار والده منذ أن كان شابا يسمع ما يقوله لأشقائه لتعليمهم كيفية إصلاح الأجهزة ، مشيرا إلى أنه بمجرد خروج والده من المحل يقوم بتجربة ماسمعه بجراءة ليس لها مثيل ، معتمدا على بصيرته وحاسة اللمس وإرادته القوية فى التحدى فى منافسة أشقائه وإثبات ذاته. وأضاف أنه يستطيع إصلاح معظم الأجهزة الكهربائية كالغسالات والمراوح والخلاطات والمكانس والريسيفرات ، با?ضافة الى تركيب أطباق الدش، مؤكدا أنه حاصل على دورات فى الحاسب الآلى ويتعامل معه عبر البرامج الناطقة وكذلك الهاتف المحمول، موضحا أنه لديه القدرة على قيادة السيارة الخاصة بشقيقه وكذلك الموتوسيكل الذى يستطيع العمل على إصلاحه. من جانبه وصفه شقيقه "محمود" أنه "معجزة ليس لها مثيل ، موضحا أنه يستطيع تقفيل كهرباء شقة جديدة وتوصيل وصلاتها الكهربائية بمفرده ، متفوقا علي الأسوياء، ورغم ذلك لا يصيبه الإ القليل من الإصابات البسيطة، مؤكدا أن الكثير من أهالى المنطقة يطلبونه لإصلاح حاجتهم بااسم ولا يريدون الإصلاح عند آخرين . وأعرب الشيخ أحمد عن أمنياته فى إنشاء مركز صيانة معتمد يعلم الشباب كيفية إصلاح الأجهزة الكهربائية بأنواعها المختلفة . كما أكد أن الإعاقة لا يجب أن تكون سببا في أن تتوقف طموحات الفرد، وأنه يرى المكفوفين ذو قدرات عالية بمستويات عالية من الذكاء والأحاسيس والإبداع، قائلا "العمى لا يصيب البصر ولكنه يصيب البصيرة".