الشيخ أحمد صديق «كفيف» يصلح الأجهزة البصرية! «داخل محل متواضع لتصليح الأجهزة الكهربائية، يجلس الشيخ أحمد صديق، الذى حرمه الله من نعمة البصر، لكن ميزه عن غيره بذكاء غير مسبوق، فهو يستطيع من خلال حاسة اللمس أن يتعرف على عيوب الأجهزة الكهربائية، وقادر على تصليحها فى دقائق معدودة، يتحدى الشيخ أحمد المبصرين فى إصلاح جميع أعطال الأجهزة الكهربائية، كما يُبرع فى إصلاح وبرمجة الكمبيوتر من خلال البرامج الناطقة». يقول الشيخ أحمد: «لم أكمل تعليمى بجامعة الأزهر، لأن شغفى بالتعرف على الأجهزة الكهربائية جعلنى أهتم بتعلم الصيانة من والدى الذى كان يملك هذا المحل من قبلى». وأضاف، أن والدى أول من اكتشف موهبتى رغم إعاقتى، فكان دائما ما يشجعنى على التعلم، فقررت إثبات ذاتى وجرأتى جعلتنى قادرا على التعامل مع التيار الكهربائى رغم ما تعرضت له من حوادث بسيطة، وكانت تزيدنى تحديًا وإصرارًا. ويتابع صاحب هذه المعجزة، أنه بعد وفاة والده قرر فتح المحل ليكسب قوت يومه، وحينما جاءته وظيفة ال5٪ فى جامعة قناة السويس، تسلم العمل وشجعه رؤساؤه عندما علموا ما يفعله. يوم الشيخ أحمد يبدأ مع صلاة الفجر، ثم يعبء قلبه بالقرآن من خلال صوت «النقشبندى»، ويتجه لعمله مع إشراقة الصباح، ثم يعود ليفتح محله الكائن أسفل منزله. ويختتم الشيخ أحمد صديق بقوله: «الإعاقة هى إعاقة الذهن ولا يوجد أى مبرر للتواكل وانتظار الوظيفة»، مطالبا الحكومة بإعادة النظر فى نسبة ال5٪ لمتحدى الإعاقة لتوفير الوظائف المناسبة لهم، بالإضافة إلى تطوير وتنمية التعليم الفنى الذى أصبح أساسيا ومطلوبا فى سوق العمل، وعن حلمه، تمنى إنشاء مركز صيانة معتمد لتعليم الشباب.