فى عام 1980, انعقد فى عمان مؤتمر القمة العربية الحادى عشر, وأصدرت الجامعة وقتها بموافقة الدول العربية قرارًا ينص على التصدى للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل, وقطع جميع العلاقات مع أية دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو تنقل سفارتها إليها. وفعل ذلك القرار حين قررت كل من دولتى السلفادور وكوستاريكا، نقل سفاراتهما فى القدس فى 2006 قائلتين إنهما تريدان الالتزام بالمعايير الدولية, وجاء الرد العربى سريعًا بقطع جميع العلاقات مع هاتين الدولتين, ليتراجعا على الفور عن قرارهما. وفي أعقاب اعتراف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلادة إلى القدس, اقتصرت ردة فعل كافة الدول العربية على بيانات الاستنكار والإدانة والشجب, ولم تلوح أية دولة عربية بقطع العلاقات معها حتى وقتنا هذا. الجامعة العربية بدورها أجرت اتصالات مع ترامب، للعدول عن قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وفق ما أكده السفير محمود عفيفى المتحدث باسمها. السفير معصوم مرزوق, مساعد وزير الخارجية الأسبق, قال إن "الدول العربية برمتها منشغلة فى صراعات داخلية, وذلك أدى إلى ضياع القدس العربية", مستبعدًا أن تتخذ الدول العربية قرارًا كهذا، "فالجامعة العربية شاخت, وأصبح لا مواقف لها باستثناء الشجب والإدانة" وأشاد بموقف شيخ الأزهر والبابا تواضرس، لرفضهما لقاء نائب الرئيس الأمريكي, إلا أنه يرى أن المؤسسات الدينية لا تعبر عن الدولة, وقرار مثل ذلك يمكن فقط لوزارة الخارجية المصرية أن تتخذه, مرجحًا تمسك العراق والجزائر وتونس بقرار الجامعة العربية لعام 1980. وأشار مرزوق في تصريح إلى "المصريون" إلى أن الوقت والأموال، التى أنفقتها الدول العربية فى حروبها ضد السنة والشيعة كانا كفيلين بعمل دولة فلسطينية مستقلة, لافتًا إلى أن هناك دولاً فى أمريكا ألاتينية مثل بوليفيا والأرجنتين وغيرهما تشعر بمعاناة الشعب الفلسطينى أكثر من الدول العربية والإسلامية. وطالب بضرورة التخلى الآن عن الحروب الداخلية، والتمسك بعمل موقف عربى إسلامى موحد فى التصدى إلى تهويد القدس, مشيرًا إلى أن الصمت على قرارات مثل هذه سوف يعقبها قرارات اشد خطورة فى الفترة المقبلة. من جهته, قال الدكتور عبدالله الأشعل, مساعد وزير الخارجية الأسبق, إن "الولاياتالمتحدة وإسرائيل يعرفان جيدًا ما آلت إليه الأوضاع فى الدول العربية, وليس فى حسبانهما أى شيء يسمى القدس أو فلسطين", مشيرًا إلى أن "التشتت العربى وراء ضياع القدس". وأضاف: "بيانات الشجب والإدانة سوف تجعل العديد من دول العالم تسير على خطى الولاياتالمتحدة, ولا تستطيع وقتها دولة عربية فعل أى شيء أمامها". وأوضح أن ذلك يفتح الباب واسعًا أمام دول العالم بنقل سفاراتها إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين. ورأى الأشعل، أن الحل الوحيد لعدول ترامب عن قراره هو قطع العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع الولاياتالمتحدة، وقال إن "ذلك سيجبر ترامب على التراجع خشية من اصطفاف الدول العربية بجانب المعسكر الشرقى لروسيا والصين وغيرهما من دول الشرق الأقصي".