عاشت مصر هذا الأسبوع وعلى مدار يومين مشهدًا رائعًا من الديمقراطية، وشعر كل مواطن بقيمته فى هذا الوطن وأنه ليس كمالة عدد, لأن صوته الانتخابى أصبح له قيمة كبيرة, هذا المشهد الجميل لم يكن سيكتب له النجاح إلا بفضل الله عز وجل ثم بفضل مجهودات قضاة مصر المخلصين الذين قدموا مثالاً رائعًا فى الشفافية والوقوف على الحياد، وكذلك لا ننسى جنودنا البواسل من رجال الجيش الذين أدوا دورهم على أكمل وجه من أجل خروج العملية الانتخابية بكامل الشفافية والنزاهة. ما حدث خلال العملية الانتخابية ليس له إلا معنى واحد ولا يستطيع أحد أن يجد له تفسير سوى أن قضاة مصر ضربوا للجميع مثالاً كبيرًا فى أن العدالة "معصوبة العينيين"، ولا تفرق بين أحد, ما قام به قضاة مصر كان ردًا على كل من شكك فيهم وحاول أن يطعن فى ذمتهم، ويشير إلى أنهم من الممكن أن لا يقفوا على الحياد بين مرسى وشفيق, ولكن قضاة مصر هم دائمًا مضرب المثل فى العدل والنزاهة ومراعاة الضمير, أيضًا لابد أن أتوجه بالتحية للجنة العليا للانتخابات الرئاسية وإن كنت أختلف معهم فى أشياء كثيرة ولكن الأمانة المهنية تقتضى أن أهنئهم على نزاهة العملية الانتخابية. ما حدث من المختل عقليًا "تخريب عفاشة" عندما قام بتقسيم القضاة إلى نسبة 80% يتسمون بالنزاهة و20% ينتمون للإخوان ويساعدونهم على التزوير ما هو إلا تعدٍ "سافر" على هيبة القضاء المصرى, لأن القضاة جميعهم لا ينتمون لأحد وإنما هم يعاملون الله عز وجل وضمائرهم لا تسمح لهم أن يقفوا مع شخص على حساب الآخر, ولابد من تدخل حاسم لوقف هذا "السفيه" عن توزيع الاتهامات بالباطل لأنه لو لم يحدث ذلك فسوف أتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك من يدعم هذا الشخص من داخل السلطة الحاكمة للبلاد. وكذلك لا بد من توجيه تحية حارة لأبناء الشعب المصرى البواسل الأحرار"جنود القوات المسلحة" فهؤلاء قاموا بدورهم على أكمل وجه وظلوا على مدار ثلاثة أيام لا يتذوقون طعم النوم من أجل حماية صناديق الانتخابات وبذلوا جهدًا كبيرًا للحفاظ على النظام العام وعدم السماح للمشاغبين بإثارة القلائل والفتن بين جموع الناخبين حتى تمر عملية الاقتراع بسلام, وكذلك تحية للمخلصين من رجال الشرطة الذين بذلوا جهدًا فى العملية الانتخابية وقاموا بحراسة القضاة فى رحلة توصيل مظاريف اللجان الفرعية إلى اللجنة العامة فى كل محافظة. وفى النهاية أحب أن أوجه رسالة للجميع: علينا أن نحترم نتيجة الانتخابات مهما كانت لأننا جميعًا شاهدنا مدى نزاهة العملية الانتخابية ومدى الشفافية التى كانت عليها, ولابد أن نعرف أنه قضاء الله عز وجل لأنه لن يحكمنا أحد مادام مالك الملك لا يريد, وأحب أن أوجه التهانى للشعب المصرى الذى أثبت أنه شعب يستطيع صنع مستقبله بنفسه من خلال مشاركته فى هذا العرس الديمقراطى لاختيار رئيس جديد له بعد انقضاء عهد بائد, فهنيئًا لكِ يا مصر برئيسك الجديد الذى قد لا يكون عليه إجماع من كل فئات الشعب ولكننا نتمنى أن يكون رئيسًا خادمًا للكل دون تمييز بين فصيل وآخر.