عاشت مصر الأسبوع الماضى وعلى مدار يومين مشهدًا رائعًا من الديمقراطية، وشعر كل مواطن بقيمته فى هذا الوطن وأنه ليس "كمالة عدد", لأن صوته الانتخابى أصبح له قيمة كبيرة, هذا المشهد الجميل لم يكن سيكتب له النجاح إلا بفضل الله عز وجل ثم بفضل مجهودات قضاة مصر المخلصين, فإشرافهم على الانتخابات جعل عملية الاقتراع فى غاية الشفافية والنزاهة, ما أتحدث عنه خاص بيوم الانتخابات، أما ما ردده البعض عن تزوير بطاقات للعسكريين للإدلاء بأصواتهم هذا كلام لا يعلمه إلا الله، ولكن ما أحدثكم عنه اليوم تجربة شخصية عشتها وسأسرد لكم أبرز ملامحها. فى اليوم الثانى للعملية الانتخابية ذهبت إلى إحدى اللجان الموجودة بمدينة طنطا مسقط رأسى من أجل أن أدلى بصوتى، وكذلك أيضا لأننى سأراقب العملية الانتخابية وعندما دخلت إلى اللجنة وجدت مدرسى العزيز فى المرحلة الثانوية والذى تعلمت منه مادة الكيمياء "أ/ عبد العزيز على" متواجدًا كموظف فى هذه اللجنة وكنت لم ألتقيه منذ فترة فتعانقنا وسأل كل منا الآخر عن أخباره وبعدها قال لى (سأعرفك على المستشار المشرف على اللجنة) وقدمه لى فوجدته شخصًا فى غاية الاحترام يدعى المستشار "شريف صفوت" فعرفته بنفسى أننى صحفى وإعلامى رياضى وأخبرته أننى سأكون معهم مراقبًا فى اللجنة وأنى على استعدادًا لمساعدتهم فى أى شىء من أجل عيون مصرنا الحبيبة وبصراحة كان الرجل معى غاية فى الأدب ورحب بى. أثناء وجودى داخل اللجنة للمراقبة والمساعدة لم أشاهد شخصًا يدخل ليدلى بصوته يوجهه أحد من الداخل لإعطاء صوته لمرشح معين ولا حتى أمام اللجنة؛ لأن المستشار شريف متربص كالأسد الجسور للذى سيحاول خرق الشرعية, هناك أشخاص كانت تأتى له بصورة البطاقة فكان يرفض وهناك مَن كان يأتى برخصة القيادة فكان لا يوافق له على أن يدلى بصوته لأن تعليمات اللجنة العليا تؤكد أنه لابد من وجود بطاقة رقم قومى سارية, على كل الأحوال مر اليوم الانتخابى دون أن تحدث أى مشكلة لا داخل اللجنة ولا خارجها وفى تمام الساعة التاسعة أصدر المستشار شريف تعليماته لقوة التأمين المتواجدة من الجيش المصرى بإغلاق الباب لأن موعد الاقتراع انتهى وأنتظر حتى يدلى بصوته من كان داخل المدرسة وبعدها أغلق باب اللجنة لتبدأ عملية الفرز. فى عملية الفرز عرفت معنا أن القاضى ليس عليه رقيب إلا الله فقد كان المستشار شريف يقوم بعد الدفاتر الخاصة بالناخبين ومراجعة عدد الذين حضروا للتصويت على الرغم من أن العدد بالآلاف ولكنه أصر على أن يقوم بالعد بنفسه على الرغم من أن أ. عبد العزيز وباقى الموظفين كانوا قد قاموا بهذه المهمة ولكنه كان مُصرًًا على أن يعد بنفسه، وذلك حدث أيضا فى فرز الأصوات وعندما سألته لماذا أجابنى قائلا: "الآن لا يرانى أحد من أعضاء اللجنة العليا ولكن بالتأكيد أن مالك الملك يرانى ويطلع على كل شىء فلا بد أن أرضى الله عز وجل". وفى نهاية حديثى "أقسم لكم بالله" أننى لا أعرف هذا المستشار ولم أقابله من قبل ولكن ما دفعنى لكى أتحدث عن ما شاهدته منه هو محاولة منى لتوصيل معلومة للأشخاص المعاقين ذهنيًا أمثال "أنثى عكاشة" التى شككت فى القضاة، وقالت إن الكثير منهم انحاز إلى الإخوان, فلربما قرأت هذا الكلام وهذه الشهادة التى سيحاسبنى عليها المولى عز وجل حتى تعلم أن كلامها ما هو إلا كلام إنسانة معدومة الضمير ولتعلم أن مثال المستشار شريف يؤكد أن قضاة مصر شرفاء (فاللهم بارك فى قضاة مصر .. وألهمهم الصواب دائمًا).