مر يوم مزدحم بالأحداث والصخب الإعلامى وآراء مع وآراء ضد ومحاولة الوصول للرضا الشعبى وحديث مكرر حول كلمات بعينها مثل "الإخوان– المرشد– الضمانات– المشاركة– طمأنة الأقباط– الحريات". ووعود بالاستقرار والأمن.. حتى يظل الشعب يحلم فقط بلقمة العيش ولا شىء سواها فلا يطمع فى نهضة ولا حياة كريمة فى وطنه!! وبعد يوم طويل من الإحباطات السياسية تمنيت أن أغمض عينى ولكن هيهات!!.. دقت الساعة الثانية بعد منتصف الليل.. الثالثة.. الرابعة، وبعدها لم أدرك الوقت وسبحت مع أحلامى وخيالى فإذا به مزعج كالواقع تمامًا.. وكالكابوس صور تلاحقنى من هنا وهناك.. وبدا واضحًا فى الحلم نهرًا واسعًا طويلاً تجرى فيه دماء لم تجف وتجرى معها صور لأناس كالملائكة مستبشرين فرحين بما أتاهم الله فهم شهداء الوطن الذين ضحوا من أجل مصر.. ووقفت أنا على حافة النهر أذكر ربى وأدعوه أن يحمى مصرنا الحبيبة.. أنهيت دعائى على صوت أحبائى الشهداء.. بدت وجوههم راضية مطمئنة لكن صوتهم به أسى وحيرة بدأت أصواتهم تلاحقنى قائلة فى صوت واحد: حلمنا سويًا بمصر عظيمة.. حلمنا بوطن ينهض.. حلمنا بمصرى قوى وانتماؤه لمصر تحت راية الدين لله والوطن للجميع وظننا أن دماءنا طهرت الوطن.. ولكن هل ذهبت دماؤنا هباء؟.. هل ذبح الوطن؟؟ نحس أنكم جعلتم القاتل يمشى على جثثنا ويتقبل العزاء فينا وهو يبتسم ساخرًا من حلمنا.. وأنا واقفة على حافة النهر لم أتحرك وكأنى تجمدت فى مكانى قلت بصوت مرتبك كلمات تختلط بالبكاء.. لن تنهار أحلامنا ولن تضيع وسط واقعنا المهزوم حتى وإن منعنا من أن نغير هذا الواقع المريض اليوم فلن يستطيع أحد أن يغتال أحلامنا.. فالحلم رؤية وصورة وفكرة.. والفكرة الصادقة أبدًا لن تموت!! واستيقظت ألملم نفسى وأدعو ألا يضيع الحلم.. وليطمئن شهداؤنا وحتى لا تضيع الحقوق يجب أن يحاكم مبارك سياسيًا وليس جنائيًا هو ونظامه بتهمة الخيانة العظمى.. وحتى يتحقق الحلم ولأننا نعيش أزمة الواقع.. فعلى كل المصريين تنشيط ذاكرتهم وإعادة قراءة الماضى.. نعم أختلف مع الإخوان وعانيت كالجميع من أخطاء وقعوا فيها ولكن لن ألوث يدى بدماء الشهداء ولن أسمح بأن يعود التاريخ للوراء ونعيد دولة الظلم.. لن أترك الوطن يدمع خلف القضبان من جديد!!. [email protected] هبة