أثار شعار المؤتمر الدولي للشباب المزمع إقامته بمدينة شرم الشيخ الأسبوع القادم، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، جدلاً واسعًا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وموجة كبيرة من السخرية. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي شعار الحملة الدعائية للمؤتمر الذي جاء تحت عنوان "نريد أن نتحدث معكم" أو We Need To Talk ، وكتب أحد النشطاء عبر حسابه على "تويتر" قائلاً: " We Need To Talkالإعلان حلو جدا بس انتوا متأكدين إننا هنتكلم ولا هنتحبس بعدها احنا بنتطمن بس!". فيما كتب آخر: "We Need To Talk 25 شاب نوبي محبوسين بقالهم شهرين علشان كانو بيغنو ومعاهم دفوف"، فيما كتب ثالث ساخر:"بابا ماما شوفولي وسطة أروح معاهم ونبي". وقال السفير معصوم مرزوق، القيادي ب "تيار الكرامة"، ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "الشباب المصري يعاني من تأميم المجال السياسي والقضاء على حرية التعبير، ولذلك فبمجرد إن يجد فرصة للتعبير عن رأيه يستغلها ولا يتركها وهو ما حدث من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي وتسليطهم الضوء على ما يتعرضون له من انتهاكات من خلال السخرية والنكات". وأضاف مرزوق ل"المصريون": "النكات والسخرية تعد سلاحًا كبيرًا يستخدمه الشعب المصري منذ العصور الماضية بسبب التضييق عليه وعدم إتاحة الفرصة أمامه للتعبير عن آرائه، وهو ما كان يمثل إزعاجًا كبيرًا للأنظمة". وتابع: "النظام المصري ينطبق عليه المثال الشائع "جنت على نفسها براقش"، فمن خلال هذا المؤتمر فضح نفسه عالميًا، وعرض نفسه لكثرة الانتقادات وتسليط الضوء العالمي على شكاوى المعارضين والانتهاكات التي تحدث بحقهم". وأكد الدبلوماسي السابق، أن مؤتمرات الشباب "عندما تكون جادة"، تصبح فرصة عظيمة للاستماع إلى الشباب المصري، والانفتاح على شباب العالم وتبادل الثقافات والرؤى المختلفة. وأشار إلى أن "عقد مصر للمؤتمرات الدولية ليس وليد اللحظة كما يتم الترويج له، بل كان يتم تفعيله منذ ستينيات القرن الماضي، "لكن هناك اختلاف كبير في طريقة اختيار الشباب حيث كان يتم اختيارهم بصفة عامة، وليس كما هو الحال من استخدام كومبارسات يتم اختيارهم بدقة بالغة ممن يتأكدون أنهم لن يقولوا إلا ما يرغب فيه النظام، واستخدام شعارات للشو الاعلامي لا تنفذ على الأرض". وقال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن "الشباب المعارضين للمؤتمر على مواقع التواصل الاجتماعي توجهوا نحو هذا الإطار نتيجة عدم إتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة في المؤتمر، والاكتفاء بفئات معينة من الشباب". وأضاف ل"المصريون": "الشباب المشاركون في المؤتمر القادم تم اختيارهم من قبل جهات معينة بالدولة لتمثيل مصر، بينما مؤتمرات الشباب التي تسعي لتحقيق مكاسب واقعية من المفترض أن تحتوى على التنوع الفكري من بيان كافة طوائف شباب المجتمع، فلا يصح أن يكون المؤتمر من رؤية واحدة، وإلا لن يكون هناك نقاش حقيقي أو فهم الرؤية العامة لكافة الشباب". ووطالب غباشي بأن "تكون رؤية الدولة واسعة أمام شباب المعارضة والأولتراس والثوار وعدم التفرقة بينهم وبين المؤيدين، والإفراج عن الشباب المحبوسين بدون داعي، واحتوائهم وتوفير سبل الحياة اللازمة لهم وعدم التضييق عليهم، كحق أساسي من حقوقهم ولكونهم أساس المجتمع ومستقبله".