تجددت الحرب الكلامية بين حزب التجمع اليساري وجماعة الإخوان المسلمين على خلفية نتائج الجولة الأولى للمرحلة الثانية من الانتخابات ، والتي أسفرت عن "إعادة بطعم الخسارة " للزعيم التاريخي للحزب خالد محيى الدين أمام مرشح الجماعة في دائرة كفر شكر تيمور عبد الغنى . وحصل محيي الدين على 15 ألف صوت بينما حصل مرشح الإخوان على 23 ألف وهو ما اعتبرته قيادات الحزب خسارة بكل المقاييس ، وأمام الشعور بالخسارة المتوقعة لمحيي الدين ، دعا رئيس الحزب الدكتور رفعت السعيد إلى اجتماع طارئ لدراسة الأزمة وبحث سبل الخروج منها إلا أن الاجتماع تحول إلى هجوم عنيف على الجماعة وتوجيه الاتهامات إليها بأنها لا عهد لها وأنها تروج أكاذيب . واتهم الأمين العام للحزب حسين عبد الرازق الجماعة بأنها لا تفي بالوعد ، وذلك في إشارة إلى اتفاق مسبق بين الحزب والجماعة على إخلاء دائرتي كفر شكر بالقليوبية لزعيم الحزب خالد محيى الدين ودائرة أجا بالدقهلية لنائب رئيس الحزب رأفت سيف إلا أن الجماعة – وحسب الأمين العام للحزب لم تلتزم – لم تلتزم بطلب الحزب. على الجانب الآخر ، نفى النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمد حبيب أن تكون الجماعة قد أبرمت اتفاقا أو أعطت وعد للتجمع بإخلاء دائرة كفر شكر ، مؤكدا أن الاتفاق كان على دائرة أجا وهو ما حدث بالفعل حيث سحبت الجماعة مرشحها هناك لصالح رأفت سيف. وشن حبيب بدوره هجوما على الحزب واتهمه بترويج إشاعات لا أساس لها من الصحة ونفى أن يكون عمل الجماعة منافسا للمعارضة وإنما هو في إطار التنسيق معها ودلل على ذلك بسحب الجماعة لأربعة مرشحين من الدقهلية من باب التنسيق مع المعارضة. من جانبه، أكد القيادي البارز بالجماعة الدكتور عصام العريان أن الجماعة لا تسعى للأغلبية داخل البرلمان لأنها لن تحقق ذلك حتى لو فاز كل مرشحيها كما أن المعارضة جميعها لن تحصل على تلك الأغلبية . وأشار العريان إلى أن الهدف هو تشكيل برلمان تحظى فيه المعارضة بنصيب اكبر عما كان في الماضي تمهيدا لإحداث التغيير المطلوب الذي يبدأ – حسب رأى مكتب الإرشاد – من داخل البرلمان الذي يجب أن يكون معبرا عن الإرادة الشعبية حتى يمكن الوصول إلى إحداث إصلاح سياسي حقيقي.