بدأت محافظة الوادي الجديد، الاستعداد للعام الدراسي الجديد مبكرًا، على الرغم من قلة الإمكانيات المتاحة وانخفاض الكثافة الطلابية داخل الفصول وبعد المدارس عن منازل الطلاب، فهناك بعض المدارس لا يتجاوز تعداد طلابها 40 طالبًا؛ بسبب موقعها النائي أو قلة الخدمات وضعف البنية الأساسية الموجودة بالقرى والمناطق التي تقع بها المدارس. ويعيش طلاب الثانوي الزراعي بواحة الفرافرة معاناة يومية، فالواحة التي تقع في أقصى الصحراء الغربية بمحافظة الوادي الجديد، لا توجد بها سوى مدرسة زراعية وحيدة تغطى نحو 19 قرية على طول 100 كم، حيث يقطع الطلاب يوميًا رحلة توصف بالعذاب من جميع قرى الواحة، مستقلين سيارات الأجرة والتروسيكلات والدراجات النارية من أجل الوصول إلى مدارسهم والعودة مرة أخرى إلى منازلهم بعد انتهاء اليوم الدراسي. يقول أحمد عبدالله من قرية أبو منقار أبعد قرى واحة الفرافرة، إنه يقطع يوميًا ومعه طلاب الثانوي الزراعي من أهالي قريته رحلة يومية لمسافة 200 كم ذهابًا وإيابًا من أجل الوصول إلى المدرسة الوحيدة بالواحة، مشيرًا إلى أنهم يضطرون للانتظار على الطريق العمومي من الساعة الخامسة والنصف صباحًا لاستقلال إحدى سيارات الأجرة التي تأتى لتوصيل الطلبة والموظفين من القرية إلى المدينة من أجل اللحاق بطابور مدرسته. وأضاف أن تلك السيارات تكون أعدادها قليلة للغاية ومواعيدها ثابتة وإن تخلفنا عن تلك السيارات فإننا نضطر لاستقلال الدراجات النارية والتروسيكلات للوصول إلى مدرستنا في رحلة محفوفة بالمخاطر، فالطريق طويل جدًا ويبعد عن منازلنا أكثر من ساعة، كما لا تتوفر به شبكات محمول، فضلاً عن أن هناك أجزاءً كبيرة من الطريق غير ممهدة وتقع فيها حوادث بصفة مستمرة. وأكد أن أولياء الأمور سبق وطالبوا بإنشاء مدرسة زراعية في إحدى القرى التي تقع على أطراف واحة الفرافرة وذلك للتخفيف عن الطلاب الذين يقطنون في المناطق النائية، ويضطرون لقطع مسافات طويلة يوميًا، ولكن المحافظة لم تستجب لنا بحجة أن الكثافة الطلابية قليلة ولا يمكن إنشاء مدرسة في الوقت الحالي، لافتًا إلى الدولة تنظر إلى الكثافة الطلابية دون النظر إلى البعد التنموي لهذه المدارس وتأثيرها على هذه القرى النائية. كما أوضح حسين عبدالمولى من أهالي واحة الفرافرة، أن أبناء الواحة يقطعون رحلة سفر يومية من أجل الوصول إلى مدارسهم بسبب عدم مدارس في قراهم أو القرى القريبة منهم، لافتًا إلى أن المحافظة قامت ببناء ثلاث مدارس ثانوي عام موزعة على القرى والمدينة في حين قامت ببناء مدرسة زراعية واحدة؛ بالإضافة إلى مدرستين للفني الصناعي لخدمة حيز سكاني في القرى يعيش على امتداد طوله 100 كم، مؤكدًا أنه كل عام دراسي يشهد حوادث متكررة بين طلاب المدارس بسبب ذهابهم إلى المدارس إما بالسيارات النقل التي تقل أكثر من 20 طالبًا دفعة واحدة أو التروسيكلات أو الدراجات النارية.