تسبب قرار مديرية التربية والتعليم بمحافظة الوادي الجديد رقم 158 لسنة 2016 الصادر في 24 سبتمبر الماضي والذي نص على نقل المدرسين القدامى من أبناء الداخلة الذين يعملون بمدارس الفرافرة إلى محل إقامتهم الأصلية بالداخلة وتكليف المعلمين العائدين إلى الواحات ضمن ال30 ألف معلم للعمل بدلًا منهم بالفرافرة وهو الأمر الذي لم ينتبه قطاع التعليم بالوادى الجديد إلى عواقبه وقد اعترض أهالي الواحة والتلاميذ على نقل معلميهم إلى مركز الداخلة حيث رفض المعلمون الجدد تنفيذ تكليفهم بالعمل ما أدى إلى إحداث حالة من الشلل التام في قطاع التعليم بالفرافرة وتوقف العملية التعليمية. وسجلت 5 مدارس نسبة غياب تتجاوز 70% من عدد الطلاب بعد أن قرر أولياء أمور الطلاب منع أبنائهم من الذهاب إلى المدارس حتى يتم حل مشكلة المعلمين المنتدبين ونقلهم بصفة دورية من وإلى الفرافرة مما جعل ابنائهم اشبه بحق التجارب لهؤلاء المعلمين الدين يتم تعيينهم في مدارس الفرافرة وهم لا يقطنون بها حيث عقد الأهالي مجلسا عرفيا اتفقوا فيه على منع أبنائهم من الذهاب إلى المدارس. وتعتبر لأول مرة بالواحة يتحدى طلاب المدارس وأولياء الأمور قرار اللواء محمود عشماوي محافظ الوادي الجديد وكيل وزارة التربيه والتعليم بالمحافظة بنقل المعلمين القدامى إلى مدارس الفرافرة بعد أن قضوا أكثر من أربع سنوات بالمدارس واستبدالهم بمعلمين حديثي التخرج حيث عبر طلاب مدارس الفرافرة عن اعتراضهم على هذا القرار بالامتناع عن الحضور إلى المدارس بمساعدة أولياء الأمور ولم تتعدى نسبة الحضور بمدارس مركز الفرافره 20% وجاءت نسبة الحضور بالمدارس كالتالي مدرسة الفرافرة لابتدائية التعليم الأساسي حضور صفر من386 مدرسة الفرافرة الجديدة الابتدائية حضور 220 من508 مدرسة الفرافرة الاعدادية التعليم الأساسي حضور 16 من116 ومدرسة الفرافرة الاعدادى المشتركة 47 من 176 ومدرسة الزراعة 136 من 291 ومدرسة الثانوية العامة 160من191. يقول مبروك سيد عبدالرحيم رئيس المجلس العرفي لواحة الفرافرة ا أن هناك عجز كلي في تواجد المعلمين بالمدارس كما أنه تم حَصر التخصصات الشاغرة في مدارس الواحة حيث تبين احتياجهم ل 19 معلم لغة عربية و23 في مادة الرياضيات و7 في العلوم و6 في رياض الأطفال ومدرس واحد في اللغة الانجليزية كما أشار إلى أن هناك حاجة لعدد من المدرسين في مواد قد يعتبرها البعض أنها غير ضرورية لكنها هامة للنشء من بينها أكثر من 20 مدرس في مادة التربية الرياضية موضحا"دي حاجة مفيدة للطلبة ولازم حد متخصص فيها". يقول سيد أمين، رئيس مجلس الأمناء والإباء بالفرافرة، أن المشكلة تتمثل في تفريغ المدارس من المعلمين والمعلمات في تخصصات هامة لإرضاء مصلحة المعلمين دون النظر لمصلحة ابن الواحة حيث يريد كل مدرس العودة إلى مسقط رأسه في مركزي الداخلة وبلاط أو أي مركز آخر بالمحافظة حيث إن الفرافرة تبعد 300 كم عن واحة الداخلة وهي اقرب المراكز للفرافرة بينما تبعد عن العاصمة الخارجة بأكثر من 550 كم مما جعل الفرافرة مركز تدريب للمعلمين الجديد والمعينين لياخذوا خبرة التدريس بمدارس الواحة ويعودوا مرة أخرى إلى مراكزهم الاصلية دون مراعاة لمصلحة ابن الفرافرة في حقه في التعليم. ويضيف سيد أمين رئيس مجلس الأمناء بالإدارة التعليمية بالفرافرة أنه تم عقد عدة اجتماعات بين مجلس الأمناء والآباء وعدد من أهالي الفرافرة للنظر في وضع حلول وآليات لمشكلة نقل المعلمين من الإدارة التعليمية بأعداد أكثر من القادمين إليها على الرغم من وجود عجز صارخ في معلمى المواد التعليمية بالمدارس وجعل أبناءهم حقل تجارب للمعلمين الجدد ونقل مع تجاهل المحافظ وبعده عن مطالب الأهالي وأن التعليم بالفرافرة يتحول من أسوأ إلى أسوأ وبناءً على ذلك تقدم عدد من مجالس الأمناء بالمدارس باستقالات جماعية مسببة كما أنه بعد استقالة مجلس الأمناء فقد قرر الأهالي عدم إرسال أبناءهم للمدارس لأنه يعتبر تضيع للوقت في عدم وجود معلمين وتم إرسال شكاوى عديدة للجهات العليا بالدولة رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء. يؤكد سيد أن المشكلة تفاقمت بشكل كبير بعد صدور قرار المحافظة رقم 158 لسنة 2016 والمتضمن نقل نحو 79 مدرس من الفرافرة إلى مركزي الداخلة وبلاط لارضاء المعلمين والمعلمات على وجه التحديد عقب تنظيمهم وقفة احتجاجية في اليوم الأول من العام الدراسي مطالبين بعودتهم إلى موطنهم بالرغم أن من بينهم من عادوا من محافظات نائية وبعيدة مثل مطروح وسيناء وكانوا معينين في مسابقة ال30 ألف معلم الأخيرة إلا إنهم لم يصبروا على خدمة ابناء بلدهم بالفرافرة وفضلوا العودة إلى موطنهم ومحال أقامتهم بمركزي الداخلة وبلاط دون مراعاة لمصلحة ابن الفرافرة وحقه في التعليم خاصة وان معظم مسابقات التعيين والتشغيل يتم تعيين فيها ابناء مراكز المحافظة دون تشغيل ابن الفرافرة مما جعل عدم وجود طبيب أو مهندس أو معلم أو زراعي أو تخصص آخر من ابناء الفرافرة وظلوا ابن الفرافرة محروم من الدخلول لكليات القمة أو كليات عملية وعلمية لافتة إلى أن العجز وصل في منطقة مثل ابومنقار وهي عدة قرى متجاورة إلى انعدام تخصصات الرياضيات بالمرحلة الاعدادية والابتدائية مؤكدا أن تصريحات المسئولين وردية وتحمل ارقاما غير حقيقية غير واقعية. يؤكد حمدي حمودة، من ابناء مركز الفرافرة ورئيس مجلس أمناء مستشفى الفرافرة المركزي واحد رجال الأعمال بالمركز وعضو مجلس الأمناء، أن العجز وصل إلى مدرسي الرياضة إلى 12 مدرس والعربي إلى 10 معلمين واللغة الانجيليزية إلى 12 معلم في المرحلة الابتدائية وان ابن الفرافرة حينما تتوافر لديه الامكانيات فإنها يتفوق بدليل خروج تلاميذ حصلت على المراكز الأولى على مستوي قطاع الصعيد من مدرستي الزراعة والفنية بنات بسبب تواجد المدرسين بصفة دائمة بالركز لانهم من ابناء مركز الفرافرة ومقيمن به إقامة دائمة لافتة إلى أن المشكلة الرئيسية في نقص المدرسين بسبب قرار المحافظ بإخلاء بعض المعلمين والمعلمات من المركز وعودتهن إلى مسقط رأسهن دون مراعاة لمصلحة ومستقبل ابن الفرافرة مؤكدا أن تصريحات المسئولين وردية وتحمل ارقاما غير حقيقية غير واقعية. يقول الدكتور سيد هلال مدير الإدارة التعليمية بمركز الفرافرة، أن الفرافرة بها 15 مدرسة ابتدائي و15 اعدادي و3 ثانوي عام ومدرسة زراعة ومدرسة صناعية بنين ومدرسة فنية بنات بقرية الكفاح وان العجز فقط في تخصص مادرة الرياضة ووصل إلى 13 مدرس في المرحلة الابتدائية بينما لا يوجد عجز إطلاقا في المرحلة الاعدادية وعجز مدرس واحد فقط في مادة الاحياء وانه يتم الاستعانة لمدة 3 ايام كل أسبوع من معلمي قطاع الداخلة التعليمي لسد العجز في التخصصات الفنية بينا وصل العجز بالنسبة للموظفين الاداريين إلى 40 موظف إداري. وأكد هلال أنه عقد مُعسكر مُغلق مع وكيل وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع محافظ الوادي الجديد ووزير التربية والتعليم لحل الأمر سريعا لافتا إلى أن مغادرة أكثر من 70 معلما الواحة، واستبدالهم بمعلمات هو ما تسبب في المُشكلة، كون السيدات تتغيبن أحيانًا لإجازات الوضع والحمل والمرض مُشيرا إلى أن هناك لجان متواصلة على مدى 24 ساعة لإعادة توزيع المدرسين من جديد في "الفرافرة". وتوجه الدكتور غازى البنوانى وكيل وزارة التربية والتعليم إلى مركز الفرافرة والتقى باولياء الأمور وأكد على أن الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم يتابع باهتمام قرار المجلس العرفي بمركز الفرافرة الذي دعا إلى تعطيل الدراسة ردا على نقص التخصصات التعليمية بالفرافرة بعد قرار محافظ الإقليم بعودة المدرسين المنتدبين للعمل بمدارس المركز إلى محال أقامتهم وهو ما تسبب في حدوث عجز شديد للتخصصات الدراسية مما استدعى أولياء الأمور لاتحاد قرارهم بمنع الطلاب من الحضور أو الانتظام في الدراسة. من جانبه أكد محافظ الوادي الجديد اللواء محمود عشماوي، أنه تم الاتصال مع وزارة التنمية المحلية ومجلس الوزراء كما أن الدكتور الهلالي الشربينى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني يتابع باهتمام قرار المجلس العرفي بواحة الفرافرة الذي دعا إلى عدم إرسال أولياء الأمور أبنائهم إلى بعض المدارس كما تم تكلف الدكتور غازي البنوانى مدير عام مديرية التربية والتعليم بالوادي الجديد بالسفر إلى مركز الفرافرة وعقد اجتماع عاجل القيادات التعليمة والأهالي للوصول إلى حلول مرضية لكافة الأطراف لحين توفير التخصصات المطلوبة بكافة المدارس بعدما بلغت نسبة الغياب أكثر من 85 % من مدارس الفرافرة كما سيتم عمل مسابقة خاصة بتعيين وتشغيل عدد من المعلمين من أبناء الفرافرة المقيمين بها إقامة دائمة. كما قرر المجلس العرفى بمركز الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد انتظام الدراسة وعودة الطلبة للمدارس بعد الغياب الجماعى الذي ضرب مدارس المركز خلال اليومين الماضيين بعد تدخل الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم وحل مشكلة عجز المعلمين. كان اللواء محمودعشماوى محافظ الأقليم أجرى اتصالا هاتفيا بوزير التعليم وتم الاتفاق على إجراء مسابقة للتعاقد مع مدرسين مساعدين من أهالي مركز الفرافرة دون غيرهم لسد العجز الصارخ في المدرسين بالمركز. من جهته قال ناصف أنيسي مدير عام التعليم أن نسبة الحضور بمدارس الفرافرة وصلت 97 % مؤكدا أن الدراسة انتظمت بشكل كامل خاصة في القرى حيث لا تتعدى نسبة الغياب أكثر من 1 %. وأشار ناصف إلى أن محافظ الوادى الجديد بذل جهدا كبيرا من خلال اتصاله بوزير التعليم الذي إتخذ القرار فورا لحل المشكلة وقام المحافظ باستلام حصة المحافظة بنفسة من مجلس الوزراء اليوم وسيتم تعيين مدرسين مساعدين بمركزي الفرافرة وباريس خلال أسبوع من أبناء المركزين لسد العجز.