في الوقت الذي تستقبل فيه مصر، وفدًا رفيع المستوى من مسئولي "حماس"، برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، يُحاكم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، بتهمة التخابر مع "حماس"؛ بعد اتهام الأخيرة بأنها تنظيم إرهابي، بحسب صحيفة "ميدل إيست مونيتور" البريطانية. واستعادت الصحيفة، في تقرير لها، الربط السابق بين حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين، واتهامها بالتآمر ضد مصر، واختراق حدودها، وفتح السجون، وإطلاق سراح المساجين إبان ثورة يناير 2011؛ وفيهم مسجونون سياسيون ينتمون لجماعة الإخوان، وخلق الفوضى في البلاد، وأيضًا قتل المتظاهرين في ميدان التحرير. ليس هذا فحسب بل تم اتهامهم بإرسال إرهابيين إلى سيناء عبر الأنفاق لقتل الجنود المصريين، وتم اتهامهم بأنهم أعداء مصر، بحيث تم شن حملة إعلامية شرسة ضد الحركة، وتم دعمها من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه "بينجامين نتنياهو"؛ ليهدد الأخير بضرب غزة. بعد كل تلك الكراهية والعداء، تغير الوضع بين عشية وضحاها لنتفاجأ بأن مسئولي "حماس" يعقدون اجتماعات متتالية مع السلطات المصرية، معلنين عن أن العلاقات بينهم ومصر تميل تجاه الثقة المتبادلة والتعاون الإستراتيجي، وخلال هذه الاجتماعات قررت أطراف الحوار إبقاء بعض من عناصر حماس في القاهرة؛ بغرض التواصل بين الحركة والقاهرة في القضايا المختلفة. وأشار التقرير، إلى أن الحركة وافقت على وقف الانتخابات، والمصالحة مع حركة فتح والرئيس أبو مازن، كما أكدا أن جماعة "دحلان" هي قوة لا يستهان بها في غزة، خاصةً وأن 16 من أصل 34 عضوًا بحركة فتح ينتمون إلى الجماعة، وهو ما يعني أنها حاليًا تمثل قوة ضرورية، وعاملًا أساسيًا للساحة الفلسطينية لا يمكن التغاضي عنها. وأوضح أن ما يحدث في الكواليس والغرف المغلقة، هو جزء من صفقة القرن التي يروج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه الرئاسة، ليشير التقرير إلى أن حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يمثل فرصة مواتية لهذه الصفقة. ويرى التقرير، أن "السيسي" يريد إنهاء صفقة القرن من خلال ترويض "حماس" والسيطرة عليها تدريجيًا، في حالة لم يتمكن من استبعادها كليةً من خلال الانتخابات المقررة، مشيرًا إلى الحاجة إلى سلطة في غزة توافق وتبارك ضم سيناء إلى غزة لجعلها موطنًا بديلًا للفلسطينيين، وبما أن حماس -كونها حركة مقاومة- لن توافق على ذلك، فيجب أن يتم استبدالها بسلطة جديدة أو تجديدها على الأقل واستبدال حماس القديمة بحماس جديدة، في حلة جديدة أنتجها "دحلان"، وطرزتها مصر، وخيطتها إسرائيل. واختتمت الصحيفة، تقريرها، بأنه في حالة لم تكن حماس حذرة ومتشككة بشأن التقارب مع مصر، ستقع في فخ سيكلفها الكثير، فهي ليست مجرد رأس للنضال الإسلامي، وإنما أيضًا جناح الحركة العسكري، متابعًا أنه رغم أن الجانبين مصر وحماس محاصران في أزمة ويريدان حلًا، إلا أن الحل لا يجب أن يكون الانتحار!