قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن كل الخيارات مطروحة للرد على كوريا الشمالية، بعدما أطلقت بيونجيانج صاروخا باليستيا فوق جزيرة هوكايدو اليابانية في إظهار جديد للقوة. وزادت التجربة الصاروخية التوتر في شرق آسيا، في وقت تجري فيه الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية تدريبات عسكرية سنوية بشبه الجزيرة الكورية، وهو ما أثار غضب بيونجيانجن التي ترى التدريبات استعدادا لغزو. وأجرت كوريا الشمالية عشرات التجارب على إطلاق صواريخ باليستية في عهد الزعيم الشاب كيم جونج أون، كان أحدثها يوم السبت، لكن إطلاق صواريخ فوق البر الرئيسي لليابان أمر نادر. وقال ترامب، الذي تعهد بألا يسمح لبيونجيانج بتطوير صواريخ نووية تقدر على ضرب البر الرئيسي الأمريكي، إن العالم «تلقى رسالة كوريا الشمالية الأخيرة بوضوح شديد، أبدى هذا النظام احتقاره لجيرانه ولكل أعضاء مجلس الأمن وللحد الأدنى من معايير السلوك الدولي المقبول». وأضاف قائلا، «ستزيد أساليب التهديد وزعزعة الاستقرار من عزلة النظام الكوري الشمالي في المنطقة وبين كل دول العالم. كل الخيارات مطروحة على الطاولة». وقال البيت الأبيض، إن ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، اتفقا على أن كوريا الشمالية «تشكل تهديدا مباشرا متناميا وخطيرا» للولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية. وتراجعت أسعار الأسهم في العالم وهرع المستثمرون إلى الملاذات الآمنة بعد إعلان إطلاق الصاروخ. وتراجع الدولار إلى أدنى مستوى منذ عامين ونصف العام أمام سلة عملات رئيسية. وقال مسؤولان أمريكيان، إن من المرجح أن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية كان صاروخا باليستيا متوسط المدى، وإن تحليلات أخرى تجري لتحديد ما إذا كان قد نجح أم فشل. وقال المسؤولان، اللذان طلبا عدم نشر اسميهما، إنه وفقا لبيانات مبدئية فإن هذا الصاروخ على ما يبدو من طراز «كيه إن-17» أو «هواسونج-12». وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الكولونيل روبرت ماننج، إن الدبلوماسية لا تزال خيارا مفضلا مع بيونغ يانغ. لكن بيونجيانج لا تزال متحدية. وقالت صحيفة «رودونج سينمون» الكورية الشمالية الرسمية في وقت لاحق، «على أمريكا أن تعرف أنها لا تستطيع تخويف كوريا الشمالية بأية عقوبات اقتصادية أو تهديدات عسكرية أو ابتزاز ولن تجعل كوريا الشمالية تحيد عن الطريق الذي اختارته لنفسها». وتعهدت كوريا الشمالية بعدم التخلي عن برامجها للأسلحة، وقالت، إنها ضرورية لمواجهة العداء من الولاياتالمتحدة وحلفائها. وقالت الولاياتالمتحدة في السابق، إن كل الخيارات مطروحة بما فيها اللجوء للقوة العسكرية، لكنها أوضحت، أنها تفضل الحل الدبلوماسي. ولا تزال واشنطن في حالة حرب من الناحية الفنية مع بيونغ يانغ، لأن الحرب التي دارت فيما بين عامي 1950 و1953، انتهت بهدنة وليس معاهدة سلام. وساءت العلاقات العام الماضي عندما أجرت بيونجيانج تجربتي قنبلتين نوويتين. وقالت السفيرة الأمريكيةبالأممالمتحدة نيكي هيلي، إن إطلاق الصاروخ «غير مقبول على الإطلاق وغير مسؤول»، وإنه يتعين على مجلس الأمن الآن اتخاذ إجراء جاد. وقالت هيلي، «لقد طفح الكيل»، مبدية أملها في أن تستمر الصين وروسيا في العمل مع بقية أعضاء مجلس الأمن في اجتماعهم يوم الثلاثاء، لبحث ما يمكن عمله إزاء برامج كوريا الشمالية الصاروخية والنووية. وفي رده على بيان ترامب بأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، قال السفير الروسي في الأممالمتحدة فاسيلاي نيبنزيا للصحفيين، «هذا مثير للانزعاج لأن التوترات كبيرة ولا نعرف أي الطرفين أشد توترا». وفي الصين الحليف الرئيسي الوحيد لكوريا الشمالية، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشونجيانج، إن الأزمة «تقترب من مفترق طرق حرج»، لكنها أوضحت، أنها ربما تكون نقطة تحول تفتح المجال لمحادثات سلام. وقال بعض الخبراء، إن كيم يحاول، بتجاربه الصاروخية الأخيرة، الضغط على واشنطن من أجل التفاوض. وقال ماساو أوكونوجي الأستاذ الفخري بجامعة كيو اليابانية في اتصال هاتفي من سول، إن كوريا الشمالية «تعتقد أنها باستعراض قدراتها ستفتح سبيلا للحوار». وأضاف، «لكن منطقها غير مفهوم لبقية العالم لذلك فالأمر ليس سهلا». قال الجيش الكوري الجنوبي، إن الصاروخ أطلق من منطقة سونان قرب العاصمة بيونجيانج قبل قليل من الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (2106 بتوقيت جرينتش يوم الإثنين)، وإنه طار مسافة 2700 كيلومتر وبلغ ارتفاعا قارب 550 كيلومترا. وقصفت 4 طائرات كورية جنوبية مقاتلة ميدان رماية عسكريا اليوم، بعدما طلب الرئيس مون جيه إن، من الجيش استعراض قدراته على مواجهة كوريا الشمالية. وذكر البيت الأزرق الرئاسي في كوريا الجنوبية في بيان مقتضب، أن سول وواشنطن بحثتا نشر «أصول استراتيجية» إضافية في شبه الجزيرة الكورية. وهددت كوريا الشمالية هذا الشهر بإطلاق 4 صواريخ في البحر قرب منطقة جوام الأمريكية، بعد أن حذر الرئيس الأمريكي، بيونجيانج من أنها ستواجه «النار والغضب»، إذا هددت الولاياتالمتحدة. وقطعت محطات الإذاعة والتلفزيون برامجها العادية لبث تحذير للمواطنين من إطلاق صاروخ. وتوقفت خدمة القطار السريع مؤقتا وترددت التحذيرات عبر مكبرات صوت في بلدات في هوكايدو.