«عبدالماجد» يطالب بحل الجماعات الإسلامية التقليدية ويحملها مسئولية الكارثة التي حلت بالتيار الجماعات التقليدية عزلت الإسلاميين عن الشعب وكرّست عنصرية «شعب الله المختار» إعلاء مصلحة الأمة «بوابة ذهبية للنصر» ودفاع الإخوان عن «مرسى» جاء لانتمائه للجماعة وليس نصرًا للدين إسلاميون يتحفظون على دعوته لحل الجماعات ويعتبرونها مفتاحًا لنشر الفوضى أعادت قضية "الأمة والجماعة" التى طرحها المهندس عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، معركته مع جماعة الإخوان المسلمين و"الدعوة السلفية"، للمربع الأول؛ في ظل انتقاداته اللاذعة للطرفين وتحميلهما دون مساواة المسئولية عما آلت إليه الأوضاع في مصر، من انهيار وتراجع تمّثل في ضياع ثورة 25 يناير، مطالبًا بالبحث عن خيارات جديدة تطوى صفحة الجماعات الإسلامية التقليدية، وتضع مصلحة الأمة فى مقدمة أولوياتها. وقال عبد الماجد، عبر سلسلة التدوينات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "بعد غياب طوعي دام ما يقرب من 10 أشهر، كلمة السر ومفتاح الحل هو "الأمة"، فإذا وضعنا الأمة بدل الجماعة في خطتنا انقلبت المعادلة وطاشت كفة الطواغيت ورجحت كفتنا، التي صارت كفة الأمة". وتابع: "نحن معشر ما يسمونه بالإسلاميين، وهي تسمية متعمدة لعزلنا عن تيار الإسلام العام الذي تمثله الأمة، نحن نعتمد في حركتنا وجهادنا على جماعاتنا التي انتقيناها من الأمة، لذا يسهل على الطواغيت حصارنا وتصفيتنا، وهذا سبب هزائمنا المتتالية في جولات الصراع المتعددة مع أعداء الداخل عملاء الخارج". وخاطب عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، الإسلاميين بالقول: "اكتشاف وفهم القوانين الحاكمة لحركة الجماهير مجرد اكتشافها وفهمها قد يكون شاقًا علينا، فكيف بالتعامل معها ومحاولة توجيهها، وخوض المعارك بها، هذا شيء فوق قدرات الغالبية العظمى منا، كما أنه شيء مجهول لنا، لذا نفضل التعامل مع إخواننا وأبنائنا الرائعين خلقًا وسلوكًا وانضباطًا وسمعًا وطاعة، كما أننا نستطيع بسهولة إدراك قدرات أبناء جماعاتنا، ومن ثم يسهل علينا التخطيط لهم ولحركتهم، أما الجماهير فلا، لذا لا نعول عليهم". وعاد عبد الماجد للهجوم على الجماعات الإسلامية، بالقول: "الجماعات الإسلامية تمثل على المستوى النظري اجتهادات لمعرفة مجموعة من أحكام الإسلام المتعلقة بواقعنا المعاصر، ثم هي تحاول على المستوى العملي تنفيذ اجتهاداتها هذه، وقد يتطرق خطأ لهذه الاجتهادات، كما قد يحدث خلل في التنفيذ". ومن ثم، والكلام مازال لعضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية: "فلا معنى لادعاء أي منها أنه على الحق المبين علمًا، ولا أنه على الصراط المستقيم عملًا، ولا يجب أن نقلد أولئك الذين قالوا "نحن أبناء الله وأحباؤه" فقال الله تعالى مكذبا إياهم "فلم يعذبكم الله بذنوبكم ؟! بل أنتم بشر ممن خلق". ووصف عبدالماجد، الخطة القديمة، بدعوة الشباب إلى الالتحاق بصفوف الجماعة "أو الجماعات"، ثم تعليمهم منهج الجماعة، ثم تنظيمهم في صفوفها، واعتبارهم جنود معاركنا القادمة، مع خصوم ديننا سواء كانت معارك عنيفة أو غير عنيفة، ب"أنها لم تعد صالحة مطلقًا، بل لعلها لم تكن صالحة في يوم من الأيام تم تجريبها مرات ومرات وفي كل مرة يكون نصيبنا من ورائها هو الفشل". هجوم عبد الماجد، على الجماعات الإسلامية لم يقتصر على الطابع العمومي فقط بل نالت جماعة "الإخوان" و"الدعوة السلفية" نصيبًا كبيرًا منه، حيث حمّل، الإخوان، مسئولية الفشل الذي يعاني منه الإسلاميون، وأنهم افتقدوا الآليات اللازمة لنجاح الثورة، وأن أخطاءهم هي من أوصلت الإسلاميين إلى النفق المظلم، معتبرًا أن التضحيات التي قدمها الإخوان، ومواجهتهم الدبابات في رابعة لم تكن لصالح الأمة؛ بقدر ما كانت دفاعًا عن الرئيس المعزول، محمد مرسي؛ لانتمائه للجماعة. الدعوة السلفية كانت لها نصيب من هجوم "عبد الماجد"، حيث تعرضت لشرس من جانبه، مستنكرًا نشر جريدة "الفتح" التابعة لها بعض ما يكتبه على الصفحة، قائلًا: "إنها تستدل بكلامي الذي فيه انتقاد أو تصحيح لأخطاء الحركات الإسلامية - حسب فهمي المتواضع - تستدل به على صحة موقفها المؤيد للسيسي والدولة العميقة في إطاحتهم بالدكتور محمد مرسي". وأشار إلى أن الجريدة تنشر ما وافق هواها فقط، مضيفًا "ولو أنصفت جريدة الفتح هذه لنشرت ما كتبته من قبل عن ياسر برهامي ورسلان وغيرهم ممن سلك سبيل مبتدعة السعودية في الخضوع للطواغيت ولو خرجوا من الملة وأتوا بالكفر البواح" - على حد وصفه. انتقادات "عبد الماجد" للإخوان والسلفيين لم تمر مرور الكرام، حيث شنت أنصار الطرفين هجومًا شرسًا عليه. ولم تدخل الإخوان بشكل رسمي على خط الهجوم، وهو ما تكرر مع السلفيين الذين اتهموا "عبد الماجد" بالهروب من منصة رابعة، وترك الشباب يواجهون وحدهم تبعات تحريضه، بل والقفز من المركب الغارقة.