نقل الرئيس السابق حسنى مبارك إلى مستشفى سجن طره أمس، بعد مفاوضات معه استمرت ساعتين إثر رفضه نزوله من الطائرة التى أقلته من المحكمة إلى مقر السجن، عقب صدور الحكم ضده بالمؤبد. وهذه المرة الأولى التي ينقل فيها مبارك إلى السجن منذ بدء محاكمته في 3 أغسطس الماضي. ومن المقرر أن يرتدي "البدلة الزرقاء" الخاصة بالسجناء، بعد صدور الحكم. وقالت مصادر أمنية بسجن طره، إنه تم إرغام الرئيس المخلوع على ارتداء "البدلة الزرقاء" الخاصة بنزلاء السجن الصادر بحقهم أحكام. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الغرفة التى تم نقل مبارك إليها تحتوى على عدد من الأجهزة من بينها جهاز للتنفس الصناعى وآخر لقياس سرعة نبضات القلب فضلا عن العديد من الأجهزة اللازمة لمتابعة الحالة الطبية للمريض بدقة وبشكل منتظم. وتم تأمين غرفة مبارك بشكل كامل من خلال إجراءات أمنية مشددة. كما تم نقل جمال وعلاء مبارك نجلي الرئيس المخلوع ووزير الداخلية السابق حبيب العادلى ومساعديه الستة إلى منطقة سجون طره بعد على متن طائرة عسكرية للمرة الأولى من مقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة. وأوضح مصدر أمنى أنه تم نقل المتهمين لأول مرة من مقر محاكمتهم إلى منطقة سجون طره بالطائرة كإجراء احترازى. ويقضى علاء وجمال فترة حبس احتياطي على ذمة إحالتهما و 7 متهمين آخرين للمحاكمة الجنائية في قضية اتهامهم بالحصول على مبالغ مالية بغير وجه حق من بيع البنك الوطني المصري، بإجمالي 2 مليار و51 مليونا و 28 ألفا و 648 جنيها. وجرى انتشار الشرطة بكثافة فى طره خوفًا من محاولة اقتحام السجن من جانب مواطنين غاضبين. حيث تجاوزت أعداد سيارات الشرطة خمسين سيارة، بالإضافة إلى أكثر من خمسة آلاف فرد أمن مركزى وشرطة عسكرية كما تم التنبيه على المواطنين القاطنين بجوار السجن مباشرة إلى عدم فتح النوافذ الخاصة بمنازلهم، وذلك تخوفًا من استهداف المتهمين وهم قادمون إلى السجن وزيادة الحراسة بعد العلم بقرب وصول مبارك إلى مستشفى السجن. وأصابت الأهالى في المنطقة المحيطة بالسجن حالة من الرعب عقب إعلان المستشار أحمد رفعت، أمس الحكم فى قضية القرن، وذلك خوفًا من تكرار الأحداث التى عاشوها عقب قيام ثورة 25 يناير مع التهديدات باقتحام السجن. وردد عدد من أسر الشهداء الذين توجهوا إلى سجن طره عقب صدور الحكم عددًا من الهتافات، منها "باطل باطل باطل حكمك يارفعت باطل" ويا شهدائنا حنجيب حقكم بإيدينا" و"يا مبارك متخفش حتحصل الشهداء". وقال المواطنون، إنه منذ فجر أمس وقوات الأمن والجيش تحاصر منطقة سجون طره وتم رفع حالة الحظر على المارة، بالإضافة إلى إغلاق الشوارع المؤدية إلى السجن، وبالتحديد مستشفى سجن المزرعة، بالإضافة إلى إغلاق المحلات والمطاعم وحتى أفران الخبز خوفًا من اندلاع المصادمات بين الثوار والمعترضين على الحكم. وقال تبارك مطاوع، منسق ائتلاف شباب طره إننا نقوم بتنظيم وتهدئة المواطنين وأسر الشهداء الذين توافدوا إلى طره سواء من الصباح أو بعد صدور الحكم مباشرة، وذلك اعتراضًا على الحكم الذى يرى البعض أنه غير قانونى وأنهم يستحقون أكثر من ذلك. وتساءل: دم الشهداء مَن يتحمله ومَن أطلق الرصاص على الثوار هل قتلوا أنفسهم ومَن المسئول عن دماء شهداء ثورة 25 يناير؟ من جانبه، قال الحاج أحمد والد الشهيد محمد أحد شهداء ثورة 25 يناير: "إننا لن نسكت على الحكم الهزيل الذى لم يأتِ لنا بحق أبنائنا الذين راحوا هدر واليوم فقط ابنى توفى واستشهد ولهذا قررنا أن نظل أمام سجن طره والمنطقة السكنية المجاورة للمستشفى بمكبرات الصوت حتى يصل صوتنا إلى مبارك وأبنائه فى السجن". واتفقت معه الحاجة أم محمد أم الشهيد وليد قائلة: "إن حق أبنائنا لن يضيع هدرًا وحنجيب حقهم بإيدينا وسنطبق شرع الله على القتلة".