قضي الرئيس السابق حسني مبارك الليلة الماضية في غرفة الرعاية المركزة بمستشفي منطقة سجون طرة وقرر الفريق الطبي المتابع لحالته رفع أجهزة التنفس التي كان قد تم وضعها له عقب وصوله للمستشفي وكذلك رفع المحاليل الطبية التي تحتوي علي المهدئات وبرر الفريق الطبي ذلك بالتحسن الملحوظ في الحالة الصحية لمبارك وتناول بعض الأدوية والعصائر والمياه. يعد مبارك هو أول نزيل يدخل هذه الغرفة التي استحدثت في مستشفي منطقة سجون طرة وتضم مجموعة من الأجهزة الطبية للتنفس الصناعي وقياس الضغط ورسم القلب وأشعة الموجات فوق الصوتية. ومن المقرر أن يرتدي مبارك البدلة الزرقاء اليوم. وفي إجراءات احتزارية تم تطويق مستشفي سجن طرة بالحراسة المشددة والدفع بعدد من السيارات المصفحة وتدعيم أبراج الحراسة بمجموعة من أفراد القوات الخاصة من الأمن المركزي كما تم الدفع بقوات مشتركة من الشرطة والجيش وتزويدهم بعدد من المدرعات والمصفحات لأمين منطقة سجون طرة وتحولت المنطقة إلي ما يشبه ب"الثكنة العسكرية" ومن المقرر أن تشمل عملية التأمين مرور الطائرات المروحية. عاد علاء وجمال مبارك إلي غرفتيهما المنفصلتين بمنطقة سجون طرة "سجن ملحق المزرعة" وعاد حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق إلي محبسه في سجن المزرعة مرتدياً بدلته الزرقاء فيما يبقي علاء وجمال مبارك بملابسهما البيضاء بعد أن سقطت عنهما الاتهامات بالتربح بالتقادم ويودعان حالياً علي ذمة التحقيقات التي قرر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود مثولهما للتحقيق فيها والخاصة بقضية التلاعب بالبنك الوطني المصري والتلاعب بالبورصة. كان أول من وصل إلي منزله بعد صدور حكم البراءة من كبار مساعدي وزير الداخلية: اللواء عمر الفرماوي مساعد الوزير مدير أمن أكتوبر السابق واللواء أسامة المراسي مساعد الوزير مدير أمن الجيزة وكلاهما تم تنفيذ الحكم بشأنهما من قاعة المحكمة لأنهما لم يكن قد تم إيداعهما في السجن طوال فترة المحاكمة وكلاهما يحضران من منزليهما إلي قاعة المحكمة في كل جلسة وكان أفراد من أسرة كل منهما متواجدون بالقاعة وخارج المحكمة وقد انصرفا معهم وسط فرحة عارمة وفضل كل منهما العودة إلي المنزل مباشرة وانهالت عليهما اتصالات التهاني. كان قد تم نقل باقي المساعدين مع حبيب العادلي وعلاء وجمال مبارك الي طرة عبر إحدي الطائرات المروحية. لم يتمالك كل من علاء وجمال مبارك أعصابهما حال سماعهما قرار المحكمة بالسجن المؤبد لوالدهما حيث أصابتهما حالة من الذهول حتي إن الحكم الصادر بانقضاء الدعوي فيما هو منسوب إليهما باستغلال النفوذ لم يرفع من روحمهما المعنوية وكانت أصعب اللحظات لدي جمال وعلاء عند مغادرة قاعة المحكمة وهما يودعان والدهما حيث وقف أحدهما علي يمينه والآخر علي يساره وأمسكا بيديه فقام والدهما بوضع يده فوق يديهما قائلاً "خدوا بالكم من نفسكم وأحرصا علي علاقتكما معاً" وسط إنهمار الدموع من عيون الثلاثة. أما حبيب العادلي فقد قدم التهنئة لمساعديه الذين حصلوا علي البراءة فيما قام اللواء حسن عبد الرحمن رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق الذي لن يفرج عنه بسبب خضوعه للتحقيقات أمام المستشار محمد شوقي في قضية إتلاف المستندات فقد قام بتقبيل كل من اللواءات اسماعيل الشاعر وأحمد رمزي وعدلي فايد وعمر الفرماوي وأسامة المراسي مهنئاً إياهم بالحصول علي البراءة. كانت طائرة مروحية قد أقلت الرئيس السابق إلي سجن مزرعة طرة وهو لا يعرف القرار الذي أصدره النائب العام المستشار د. عبد المجيد محمود بأن يبدأ تنفيذ الحكم في سجن طرة ولما علم ذلك غضب مبارك وحدث له هبوط في الدورة الدموية وسرعة في ضربات القلب واضطر الفريق الطبي الذي كان يرافقه خلال المحاكمة من المركز الطبي العالمي إلي الاسراع بوضعه علي جهاز التنفس الصناعي واستمر ذلك لمدة ساعتين إلي أن انتظمت ضربات القلب وتم نقله من مهبط الطائرة بسيارة الاسعاف المجهزة التابعة لمستشفي السجن في عملية "تسليم وتسلم" قام الفريق الطبي الذي كان يعالج مبارك في المركز الطبي العالمي بتسليم تقرير طبي عن التاريخ المرضي للرئيس السابق ومجموعة من الأشعات ونتائج الفحوصات إلي الفريق الطبي من قطاع الخدمات الطبية بوزارة الداخلية الذي يضم مجموعة من المتخصصين وسيتولي مسئولية الاشراف علي علاج ومتابعة حالة مبارك. لم تفلح محاولات المحامين الذين كانوا يدافعون عن مساعدي العادلي. اسماعيل الشاعر وعدلي فايد وأحمد رمزي في الحصول علي منطوق الحكم ببراءتهم أمس والتوجه به إلي النيابة لاستلام قرار إخلاء سبيلهم والافراج عنهم وذلك قبل الساعة الخامسة مساء أمس والتي تغلق فيها أبواب لسجون ولا يسمح بخروج أحد منها ومن المقرر أن يقوم كل محام اليوم بالتوجه إلي إدارة السجن بما لديه من مستندات تفيد الافراج عن موكله لتنفيذها. أعلنت وزارة الداخلية حالة الاستنفار بين جميع أجهزتها لتأمين المنشآت الحيوية وفي مقدمتها السجون ومراكز وأقسام الشرطة والبنوك والمنشآت الحيوية والمناطق الأثرية والمطارات والشركات الكبري والمنافذ والموانئ والطرق خاصة بعد حالة الغضب التي أظهرها البعض معترضاً علي الأحكام التي صدرت بشأن الرئيس السابق ونجليه وحبيب العادلي وكبار مساعديه. أكد مصدر مسئول بوزارة الداخلية أن كافة أجهزة الوزارة لن تقترب من الاماكن التي يتظاهر فيها المواطنون. طالب المصدر بالحفاظ علي سلمية التظاهر وعدم الاضرار بالمنشآت والمصالح الحكومية التي تعد ملكاً للجميع.