على الرغم من طرح العديد من الأسماء كمرشحين محتملين للانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أن هناك حالة من الخوف داخل أروقة السلطة من العزوف عن منافسة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقررة خلال أقل من عام، بعدما بات استمراره في منصبه لولاية ثانية مسألة محسومة، برأي أنصاره، لكن غياب منافسين له قد يفسد المشهد، ويضر بالصورة التي تريد السلطة إيصالها إلى المجتمع الدولي. وتسعى السلطة إلى إبراز الانتخابات القادمة في إطار عملية ديمقراطية تنافسية، لكنها تجد صعوبة في إيجاد المرشح الذي يقبل بدور المنافس الشكلي، في ظل ما تردد عن رفض حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، خوض الانتخابات القادمة، وعدم بروز الرؤية بوضوح حول أي من المرشحين الذين سيتم الاتفاق عليه من جانب قوى المعارضة المدنية، التي لم تستقر بعد على اسم مرشح بعينه. وقالت سماح غزاوي, المتحدثة باسم حزب "الدستور" ل "المصريون", إن مقاطعة الانتخابات وان كان كثيرًا من المشتغلين بالعمل السياسي يراها شيئَا سلبيًا, إلا إنها ستوفر الكثير من المكاسب للمعارضة السياسية وفي وقت قليل, ومنها كسب الضغط الدولي إلى جانبها على النظام ، بإتاحة المزيد من الحرية للمعارضة السياسية وفتح المجال للظهور الإعلامي, خاصة أنه ليس من الطبيعي أن يحظى نظام سياسي بتأييد دولي في حال عدم الإقبال على الانتخابات أو فوز مرشح بالتزكية". وأضافت, أن "أكثر المنزعجين من عدم وجود مرشح رئاسي هو النظام السياسي نفسه, على عكس المعارضة السياسية التي لها العديد من المبررات لعدم وجود مرشح رئاسي ينافس في سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة, حيث أن النظام يحاول بشتى الطرق أن يظهر نفسه بالديمقراطي بإجراء انتخابات بوجود مرشحين منافسين, لأن عكس ذلك يعني شهادة رسمية بديكتاتورية النظام السياسي". من جهته, قال معتز الشناوي, المتحدث باسم حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي", إنه على "المعارضة ممارسة بمزيد من الضغط علي النظام قبيل الانتخابات الرئاسية، والتي لم يتبق عليها سوى 6 أشهر لبدء إجراءاتها رسميًا, وهو ما يؤرق السلطة أكثر من المعارض, وسيتضح هذا الأمر بإعطاء بعض من الحرية للمعارضة, لتشجيعها على المشاركة في الانتخابات الرئاسية". وأضاف الشناوي: "الانتخابات الرئاسية المقبلة تمثل منعطفًا هامًا جدًا للنظام السياسي والمعارضة, حيث من الممكن للمعارضة أن تكسب الكثير على المستوى الداخلي بمقاطعة الانتخابات، ومنع ترشيح منافس لها في الانتخابات ما يجعل الانتخابات الرئاسية تموت إكلينيكيًا، ولا تشهد أي مشاركة شعبية, بالإضافة إلى ضعف التأييد الدولي للانتخابات الرئاسية وهو ما سيعتبر هزيمة كبيرة للنظام".