* تايم : النتائج كانت غير متوقعة حتى من نظام اشتهر بالتزوير .. ومعارضو مبارك توحدوا في وسط القاهرة أمس * “لوس انجلوس تايمز” ركزت على إعلان مبارك رضائه على الانتخابات رغم اتهامات التزوير وقالت أنه يعد نجله كتبت – نفيسة الصباغ : مئات من المصريين يهتفون من مختلف التيارات السياسية، العديد منهم كانوا مرشحين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وحولهم طوقا من شرطة مكافحة الشغب في وسط القاهرة. كان هناك المؤيدين المعتادين للديمقراطية، وهم يهتفون تحت رايات سوداء لحركة شباب 6 ابريل وأخرى تخص “شقيقتها الأكبر” حركة كفاية هكذا نقلت جريدة التايم الأمريكية مظاهرات الأمس . مشيرة أن انتخابات 28 نوفمبر التي يقول كثيرون أنها كانت الأكثر تزويرا في تاريخ مصر، هي سبب تزايد الاحتجاجات، ولذا ظهر التنوع في صفوفها. فالإسلاميون- الذين رأوا وجودهم في البرلمان ب88 مقعدا ينتهي إلى الصفر- كانوا موجودين في المظاهرة، وكذلك الليبراليين، والشيوعيين، والناصريين، وحتى بعض المستبعدين من أعضاء الحزب الحاكم. وقد سافر بعض المتظاهرين لساعات من المدن الساحلية بور سعيد والإسكندرية لحضور المظاهرة. الاثنين هو اليوم الأول من العمل للبرلمان المصري الجديد. ولكن بالنسبة للمعارضة، التي هي الآن تقريبا خارج العمل السياسي وينشطها سلوك النظام خلال الانتخابات، كما أن ذلك اليوم هو “اليوم الأول في عهد جديد”. وقال وائل نوارة، مرشح حزب الغد الليبرالي الذي كان يحتج بجوار أصدقائه من الحزب الحاكم: “أعتقد أن النظام نجح في استعداء الجميع، حتى الأحزاب التي عقد صفقات معها أو ما تعرف باسم الأحزاب المستأنسة، وحتى بعض أفراد من صفوفه”، وأضاف: “أعتقد أن الانتخابات الأخيرة كانت الأسوأ في تاريخ البلاد.” وأضافت الصحيفة أنه في 28 نوفمبر، وسط تزوير التصويت على نطاق واسع، والتلاعب والتخويف، ذهب عدد من الناخبين (تقول الحكومة إن نسبتهم 35٪؛ بينما يعتقد مراقبون أنها أقل من نصف تلك النسبة) ذهبوا إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمان جديد يتكون تقريبا بالكامل من حزب الرئيس حسني مبارك الحزب الوطني الديمقراطي. ولأن النتيجة كانت غير متوقعة، حتى في بلد اشتهر بنظامه السياسي المزور، وجد المصريون أنه من الصعب عدم التوقف أمامها. فشلت جماعة المعارضة الأكثر شعبية في البلاد، جماعة الإخوان المسلمين التي حققت فوزا ساحقا وحصلت على خمس المقاعد في الانتخابات الأخيرة،في الفوز بمقعد واحد. وكان حزب الوفد، ثاني جماعة معارضة “ودية مع النظام”، منزعج بنفس الدرجة، واعترف بعض أعضاء الحزب -بصوت خفيض- في الفترة التي سبقت الانتخابات، أنهم يتوقعون الاستفادة من هجوم النظام على الإخوان المسلمين. ولكن الآن كلا الفريقين، جنبا إلى جنب مع آخرين، يقولون إن النظام ذهب أبعد مما يجب. وقال حزب الوفد مصطفى الجندي الذي وقف بجانب أعضاء من الإخوان وحزب الكرامة: “كنا نعتقد أن الهدف كان الإخوان المسلمين”، وأضاف “لكن يبدو أنه ليس كذلك. يبدو أن الهدف كان كل من يستطيع أن يقول لا”. ويعتقد بعض المحللين أن النظام قمع أكثر من المعتاد في محاولة لتعزيز سيطرة الحزب الحاكم قبل سباق الانتخابات الرئاسية عام 2011. لكن أعضاء المعارضة يقولون إن التزوير الطائش وصل لأبعد مما اعتقدت أو خططت قيادات الحزب. ف”الجولة الأولى انتهت بنسبه 96 ٪ لصالح الحزب الوطني، إلى حد أن الحزب تلاعب في الجولة الثانية لصالح المعارضة”. كلا من الإخوان المسلمين وحزب الوفد الليبرالي قاطعوا انتخابات الاعادة ، والبعض الآخر كان قد قاطع العملية الانتخابية برمتها. الجزء الأكبر من المعارضة في مصر تجد نفسها الآن خارج السياسة البرلمانية، مما جعل بعض أبعد التيارات عن التحالف سويا، ينضمون معا لصياغة استراتيجية جديدة. وفي العام المقبل ستقام الانتخابات الرئاسية التي يعتقد كثيرون هنا أن حسني مبارك سيستغلها لنقل السلطة إلى ابنه جمال. وتقلق إمكانية خلافة وراثية الكثير من المصريين، الذين يقولون إنها ستضمن استمرار نفس السياسات الفاسدة التي جلبت ثروات لعدد قليل، وتجعل الحياة أكثر صعوبة على نحو متزايد لفقراء البلاد. تاريخيا، كان البرلمان مفيد، وإن كان منفذا ضعيفا لأعضاء المعارضة لمراقبة النظام. لكن هذا التحول المفاجئ دفع لمحاولة راديكالية لإعادة تقييم الأساليب. وقال عمرو حمزاوي، رئيس قسم الأبحاث في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في بيروت: “إن الأمر لم يعد يتعلق بمقاطعة الانتخابات”، وأضاف: “إنها بالأساس مقاطعة للسياسة الرسمية”. خلال عطلة نهاية الأسبوع، عقد مجموعة من السياسيين البارزين من مختلف التوجهات سلسلة من الاجتماعات والمؤتمرات الصحفية المشتركة. واحتضن الإسلاميين نظرائهم الليبراليين، والليبراليين الذين انتقدوا بقوة في الماضي استغلال الدين في السياسة، أعلنوا وحدة تضم الطيف السياسي. ودعت الأحزاب للرفض التام لنتائج الانتخابات، وإعادة التصويت في ظل إشراف قضائي كامل. وقالوا إنهم يشكلون برلمانا موازيا لتحدي البرلمان القائم. كما وضعوا خططا لعقد مزيد من الاجتماعات المشتركة والعصيان المدني. لكن السجل الحافل للمعارضة، وعلامات استمرار الخلاف الاستراتيجي داخل بعض الأحزاب الأصغر حجما، يشير إلى أن الحفاظ على جبهة موحدة سيكون تحديا. وتقول نوارة: “واحدة من العقبات هي أننا فعلا بحاجة إلى تعلم العمل سويا، ونضع المصالح الحزبية جانبا”، وأضافت إن “التغيير الذي نسعى إليه ضخم، ونحن جميعا بحاجة لكل الموارد المتاحة.” وفي داخل جماعة الإخوان المسلمين، التي طالما كانت المنافس الأكثر تنظيما، بها مدرستين فكريتين تنافسان وهو ما يؤكد تعقيد دور الجماعة في ائتلاف أوسع. ويقول حمزاوي: “تقليديا كان هناك دائما مجموعة من الناشطين في الحركة يحبذون المشاركة السياسية، وكان هناك مجموعة من الأصوات متشككة في المشاركة”، والآن يمكن للمتشككين القول أن الانتخابات كلفتهم الكثير للحصول على صفر، وستضغط من أجل التركيز على الأنشطة الاجتماعية والدينية، كمعارضة للسياسة. وأضاف: “أظن أن الحكومة ستجعل هذا التوجه جذابا بالنسبة لهم”. ولكن بناء على ما يظهره الإخوان في الاحتجاجات الأخيرة، فهناك احتمال لأن يفوز الناشطين السياسيين. وفي الوقت الحاضر على الأقل، الجميع يبدون مستعدين لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وقال الجندي عضو الوفد خلال مؤتمر صحفي: “في مصر لدينا مشكلة، لدينا أمة لا تشارك ونحن بحاجة إلى صدمتهم لجعلهم يتحركون”، وقال إن الأحزاب تحتاج إلى مغادرة مكاتبها والنزول إلى الشوارع كما لم يحدث من قبل. والاختبار الحقيقي، على الرغم من ذلك، هو إذا ما كان الناس سيتبعونهم. ومن جانبها، ركزت صحيفة “لوس انجلوس تايمز” على خطاب الرئيس مبارك خلال اجتماعه مع الهيئة البرلمانية للحزب الوطني، وإعلانه أن الانتخابات كانت جيدة. ونقلت عن الرئيس المصري قوله إن الانتخابات البرلمانية المصرية الأخيرة التي فاز حزبه بها كانت قانونية إلى حد كبير رغم المخالفات القليلة. وقالت إن إعلان الرئيس يأتي بعد إدانات من نشطاء حقوق الإنسان الدوليين والمحليين لتزوير الانتخابات على نطاق واسع ودعوات إلى إلغاء النتائج. وانسحاب أكبر جماعتين معارضتين في البلاد من الانتخابات بعد الجولة الأولى. ونقلت عن مبارك إنه يأسف لمن حاولوا تقويض إرادة الناخبين من خلال استخدام العنف والأموال والإرهاب. وفاز حزب مبارك، فوزا كاسحا في جولتي الانتخابات يوم 28 نوفمبر و5 ديسمبر. وقال مبارك إن “الانتخابات شهدت سلوكيات سلبية وغير مقبولة من بعض المرشحين ومؤيديهم”، وأضاف خلال اجتماعه بالهيئة البرلمانية للحزب الوطني إن: “الانتخابات بسلبياتها وإيجابياتها كانت علامة فارقة”. وحث المصريين على التطلع للبرلمان القادم لتعزيز الديمقراطية في أكبر دول العالم العربي سكانا. وقال مبارك إن حزبه أدى جيدا لأنه “كان مستعدا للانتخابات بتنظيم جاد.” وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية عبرت عن شعورها بخيبة الأمل نتيجة التقارير واسعة الانتشار عن المخالفات بعد الجولة الأولى من الانتخابات التي تلقي ظلالا من الشك على مصداقية المنافسة. وأنهت تقريرها بالإشارة إلى الاعتقاد بأن مبارك (82 عاما)، والذي أجرى مؤخرا جراحة ، يسعى إلى إعداد نجله جمال لخلافته، لكن هناك معارضة شعبية واسعة النطاق ومن الممكن أن يرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة من ست سنوات. مواضيع ذات صلة 1. شباب الوفد يطالبون الحزب وقيادات المعارضة بالانسحاب فورا من مجلس الشعب احتجاجا على تزوير الانتخابات 2. الصحافة العالمية : امرأة تفوز برئاسة البرازيل ..واكتشاف طرود مفخخة جديدة في أمريكا 3. أحزاب السويس تقيم عزاء للديمقراطية احتجاجا على تزوير نتائج الانتخابات 4. الصحافة العالمية :إجراءات أمنية مشددة في مطارات العالم بعد تهديدات القاعدة ..والغاز يشعل الصراع بين لبنان وإسرائيل 5. 6 ابريل تعتبر تصريحات مبارك أمام الهيئة العليا للوطني مقدمة لبدء تزوير الانتخابات