أصعب شئ على الإنسان الطبيعي أن يجلس أمام التلفاز فيرى مشاهد القتلى والدماء والأشلاء ولكن الأصعب هو أن يكون الضحايا من الأطفال ولم يكن متابعة الأحداث ميسرة بهذا الشكل إبان الحرب العالمية ولذلك كان تأثير هذة المشاهد على معاصريها حكراً على ضحايا النزاع المسلح .. ولكن للأسف الآن نشاهد جميعاً بكل فئاتنا وطوائفنا مآسي أطفال العالم العربي من قتل وتشريد وتفجير مما تعاف الحيوانات الشرسة المتوحشة من فعله .. بل لعلها لو شاهدت وجوه الأطفال القتلى لإشمأزت من هذا الكائن الذي يدعي خلافة الأرض وكمال العقل .. أغلقت التلفاز لأسمتع الشيخ عبدالباسط وهو يتلو من سورة "يونس" عن إبتلاء بني إسرائيل على يد فرعون وملئه فيرتل " يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ ..." .. فيقفز في رأسي السؤال محل البحث وهو من الذي قام بهذا العمل من ذبح أطفال بني إسرائيل؟! من الذي يتجسس على بيوت بني إسرائيل يرقب الحُبليات حتى يضعن حَملهُن فيحمل الطفل وهو يصرخ صغيراً ضعيفاً ليذبحة ؟! والأنكى أنها بالتشديد فهي تذبيح وليس ذبح ؟! كأنما يتلذذ بالذبح أو يتلذذ بتعذيب الأهل ببكائهم على أطفالهم !! رجعت لمعظم التفاسير وتمنيت أن يقول مفسر واحد فقط أنها ليست ذبحاً حقيقياً ولكني لم أقف على واحد يقول ذلك ! نعم كان تذبيحاً لأطفال رضع بما فيه من تكرار يومي وبما فيه من مراقبة للحُبليات والاتفاق مع القَابِلات وجمع الأطفال لقتلهم لا بل لتذبيحهم .. يا الله أي بشر هؤلاء ؟! وكيف اتفق لهم أن يفعلوا ذلك ثم يعودون إلى منازلهم يلعبون مع أطفالهم ويبكون إذا مرض طفلهم ويبكونه إذا رحل وربما كانوا آباء طبيعيين مع أبناءهم يمارسون ما نمارسه من لعب ولهو وحكايات ؟!! وقد شغلتني الآية " يذبحون أبناءهم " لدرجة أنني شاهدت أشباح جنود فرعون وهم يحملون الأطفال للذبح ورأيت الأب العاجز والأم الثكلى والأخت التي تصرخ .. لقد هاجمت مخيلتي صرخات الأطفال مما حفزني لإستكمال البحث ؟! لأقف على نقطتين الأولى : هي طريقة تنفيذ المهمة والتي أظنها تمت بأن قسم فرعون الأدوار على مجموعات فمجموعة تراقب الحُبليات ومجموعة تسجل المواليد عن طريق القابلات ومجموعة تذهب لأخذ الأطفال ثم المجموعة الأخيرة والأهم وربما كانت من رجل واحد وهو من يقوم بذبح الأطفال وهو الشخص السيكوباتي وهو محور النقطة الثانية . النقطة الثانية : وهي عن الشخص السيكوباتي وهو مرض نفسي مشهور يجعل الإنسان يقتل أو يذبح بدون أي إحساس بالذنب ممكن تسميتة أنه ( بلا ضمير ) وممكن إكتشاف هذة الحالات في الأطفال وهم صغار فترى الطفل السيكوباتي يطارد القطط في الشوارع لتعذيبها أو يجر جرو صغير بحبل ويتلذذ بتعذيبه وأحياناً يستمتع بخنق الصيصان " الكتاكيت " .. وقد وقفت على أراء مجموعة من الأطباء الذين أكدوا أن هذا المرض هو سبب خراب العالم وأبطاله هم سبب الحروب والدمار عبر التاريخ وممكن للقارئ أن يقرأ عن ذلك من أصحاب التخصص .. ومازال القرآن يسري في الوجود ليحيي القلوب ويعطي القصص للعبرة والتفكر ويبقى القرآن هو أهم مصدر لتوثيق قتل أطفال بني إسرائيل ويبكيهم المسلمون كلما تدبروا القرآن في حين من زعموا بأنهم أحفاد إسرائيل يقتلون أطفالنا بدم بارد وبلا ضمير وللأسف لم يعد قتل الأطفال حكراً عليهم .. المشهد الأخير : في لقاء مع الرئيس السوري سُئل عن المجازر في سوريا فقال تعليقاً عجيباً لم يفهمه المُحاور ولا المتابعين لقد قال بالنص " أنا أنام جيداً " ولعلك الآن تفطن للمعنى فالرئيس السوري في الأساس طبيب ويعلم مايقول !! ولكن أصحاب الضمائر في كل الملل والجنسيات لاينامون من هول مايحدث للأطفال في كل مكان مهما اختلف دينهم أو جنسياتهم أو ألوانهم .. وهنا كان المُقرئ يرتل " فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ? وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ( .. انتهى. [email protected]