القاديانية أو الأحمدية أو اتباع ميرزا غلام أحمد هم جماعة ظهرت من مئة عام أنشأها المؤسس ( الميرزا غلام أحمد ) في قاديان في القارة الهندية واعتمد في دعواه على ادعائه أنه المهدي المنتظر ثم تطور ليكون المسيح الموعود وقد قام علماء المسلمين بالرد عليه وتطورت جماعته عبر القرن الماضي وانتشرت في العالم حتى صارت لهم قناة فضائية ناطقة باللغة العربية استقطبت مجموعة من مثقفي العرب .. ومنهم أحد أصدقائي وهوطبيب مصري خمسيني العمر مريض بمرض القراءة وكنت في فترة زمنية أعتبره مثلي الأعلى .. وفي يوم من الأيام جلست معه فذكر لي تفسيراً عجيباً عن هدهد سليمان – عليه السلام – وأنه لم يكن هدهداً وإنما كان جاسوساً من البشر واسمه الحركي " الهدهد " وهنا اُسقط في يدي وسألته من قال هذا التفسير من العلماء فلم يرد ومرت عدة أيام وأنا اتنقل بين القنوات الفضائية وجدت قناة الأحمدية تشرح نفس الموضوع كما شرحه لي صديقي الطبيب بالضبط فاتصلت به لأخبره فتلعثم وقال لي إنه يتابعهم ولكنه لم يبايع بعد ! بعدها اتصلت بأحد الشيوخ وتواصلت معه للجلوس مع صديقي الطبيب خوفاً عليه من قتنة القاديانية ولكن هذا الشيح لم يصمد أمام صديقي في المناظرة لأن الموضوع غريب عليه وهو غير متخصص في المسألة ومعظم المعلومات التي استقاها عن القاديانية اعتمدت على الاسلوب الوعظي والترهيبي ومغلوطة وهو ما لم يقنع صديقي بالهروب من فخ القاديانية .. واتصل بي ابن الطبيب وهو شاب يدرس الطب وقد علم بالموضوع ليخبرني أن أباه امتنع عن صلاه الجماعة وأنه شديد الخوف عليه ولا يعرف ماذا يفعل ؟! فأرشدته للاتصال بمشيخة الأزهر وهو ما تم بالفعل . وسافر صديقي وانقطعت أخباره وبقيت بعدها لمدة أربع سنوات أقرأ عن القاديانية واسمع اطروحاتهم وكلما وجدت حجة دامغة أرسلتها لصديقي عبر الايميل والحمد لله بعد سنين كلمني صديقي ليخبرني أنه – ولله الحمد - قد تراجع عن كل أفكار القاديانية وأنه سيقوم بالحج هذا العام مع أسرته ولا يريد الكلام عن القاديانية مرة أخرى لأنه يريد أن ينسى تلك المرحلة من حياته .. وأنا اليوم أحكي هذة التجربة وأهديها لشبابنا المثقف الباحث عن الحقيقة ولعلماء المسلمين الربانيين ليهتموا بالأمر وأزف لهم بشرى جميلة أسعدتني وهي أن أحد أكبر المنظرين للقاديانية عبر قناتهم الاستاذ هاني طاهر قد خرج من الجماعة وقدم عدة حلقات ممتعه على اليوتيوب نقد فيه أفكارهم وفضح معتقداتهم وهو ما سيوفر على علماء المسلمين وعلى ضحايا هذا الفكر الكثير من الجهد والوقت وعلينا إلقاء الضوء عليه .. فالقاديانية – في نظري – هي من أكبر الفتن على الاسلام نفسه خاصة بما يخص ختم النبوة وهي مدعومة مالياً بشكل كبير وتزحف ببطء لاختطاف المثقفين العرب في وسط الفوضى التي تحيط بالعالم الاسلامي والاحتراب الطائفي ودعاوى الالحاد أو الاباحية .. وأضيف شيئاً صغير- أراه مهماً - وهو أن أفكار القاديانية التي تستقطب المثقفين العرب ليست من ابتكارهم وإنما جمعوها من كتب المعتزلة واخوان الصفا وأقطاب التصوف عبر القرون ونسبوها لمؤسس الجماعة وهو ما لا يتنبه له المستمع فيتم استقطابه بما يوافق هواه حتى يتشرب كل أفكارهم ويبتعد قليلاً قليلاً حتى يجد نفسه يدين بدين جديد مشوه اسمه القاديانية . [email protected]