الأيام الماضية تلقيت المئات من الخطابات البريدية والرسائل الإلكترونية تعقيبا علي ما كتبته في نفس المكان قبل أسبوعين تحت عنوان "القاديانية ديانة جديدة في مصر".. شعرت بحالة استياء شديدة من الجميع إزاء الموقف الغريب في التعامل مع الطائفة القاديانية في مصر وعدم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم وكذا عدم تحرك الأزهر الشريف لمواجهة تلك الأفكار المنحرفة والشاذة. واستجابة لرغبة عدد كبير من القراء الأعزاء أنشر في السطور التالية نبذة سريعة عن القاديانية وأفكارها وعقائدها حتي نتحصن منها وخشية من شيوع أفكارهم الخبيثة بين المسلمين. اسمها "القاديانية" وأطلق عليها كذلك اسم الأحمدية نسبة إلي مؤسسها ميرزا غلام أحمد وهي مشهورة بهذا الاسم في أوروبا.. والقاديانية أو الأحمدية دين مخترع جديد ظهر أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بقاديان إحدي قري البنجاب الهندية وحظت بمباركة ورعاية الاحتلال الإنجليزي. مؤسس القاديانية ميرزا غلام أحمد القادياني المولود سنة 1265ه بقاديان.. بدأ نشاطه كداعية إسلامية ثم ادعي أنه مجدد وملهم من الله ثم ادعي أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود.. ويبدو أن دعوي أنه المسيح لم تلق القبول ولم تحقق الغرض فانتقل من دعوي أنه المسيح النبي إلي أنه محمد النبي - صلي الله عليه وسلم - وأن الحقيقة المحمدية قد تجسدت فيه وأن النبي - صلي الله عليه وسلم - قد بُعث مرة أخري في شخص ميرزا غلام. عقائد القاديانية كثيرة ومتعددة وجميعها عبارة عن خرافات وخزعبلات ومنها: 1- تعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح حيث زعم ميرزا غلام أحمد أن إبراهيم - عليه السلام - ولد بعد ألفين وخمسين سنة في بيت عبدالله بن عبدالمطلب متجسدا بالنبي محمد - صلي الله عليه وسلم - ثم بعث النبي - صلي الله عليه وسلم - مرتين أخريين إحداهما عندما حلت الحقيقة المحمدية في المنبع الكامل يعني نفسه. 2- يعتقدون أن الله - سبحانه وتعالي - يصوم ويصلي وينام ويخطئ حيث يقول ميرزا غلام أحمد في كتبه: "قال لي الله: إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام"!!. 3- يعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد - صلي الله عليه وسلم - بل هي جارية وأن الله يرسل الرسول حسب الضرورة وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعا!! وأن جبريل - عليه السلام - كان ينزل علي غلام أحمد بالوحي وأن إلهاماته كالقرآن. 4- يقولون: لا قرآن إلا الذي قدمه الموعود الميرزا غلام أحمد.. ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته ولا نبي إلا تحت سيادة غلام أحمد ويعتقدون أن كتابهم منزل واسمه "الكتاب المبين" وهو غير القرآن الكريم!!. 5- يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة وأن رفاق الغلام كالصحابة حيث جاء في بعض كتبهم: "لم يكن فرق بين أصحاب النبي - صلي الله عليه وسلم - وتلاميذ الميرزا غلام أحمد.. إن أولئك رجال البعثة الأولي وهؤلاء رجال البعثة الثانية"!!. 6- يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلي قاديان وزيارة قبر القادياني وذكروا أن الأماكن المقدسة ثلاثة هي مكة والمدينة وقاديان حيث جاء في بعض كتبهم: "إن الحج إلي مكة بغير الحج إلي قاديان حج جاف خشيب لأن الحج إلي مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه"!!. 7- يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات ولحم الخنزير. 8- كل مسلم عندهم كافر حتي يدخل القاديانية كما أن من تزوج أو زوج لغير القاديانة فهو كافر!!. 9- ينادون بإلغاء الجهاد في سبيل الله ووجوب الطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية التي كانت تحتل الهند في ذلك الوقت لأنها وفق زعمهم ولي أمر المسلمين!!. 10- لهم ترجمات عديدة للقرآن الكريم بلغات مختلفة لكن بتفسير يدعو إلي ضلالهم. ونظرا لخطورة الطائفة القاديانية فقد تصدي علماء الإسلام لها وكان أول من وقف لها بالمرصاد الشيخ أبوالوفاء ثناء الله أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند حيث ناظر ميرزا غلام أحمد وكشف كفره وانحرافه. وفي باكستان قام مجلس الأمة "البرلمان المركزي" بمناقشة أحد زعماء هذه الطائفة ويدعي الميرزا ناصر أحمد والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها ناصر أحمد عن الجواب وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة فأصدر المجلس قرارا باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة. في شهر ربيع الأول عام 1394ه الموافق أبريل 1974م انعقد مؤتمر برابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام وطالب المسلمين بمقاومة خطرها وعدم التعامل معها وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين. وقد صدرت فتاوي متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي تقضي بكفر القاديانية منها المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية. وفي النهاية يمكن القول إن القاديانية طائفة ضالة منحرفة مثل العديد من الفرق الضالة الخارجة عن الإسلام. وأهمها البهائية وطائفة القرآنيين وكلها فرق تعمل لحساب الصهيونية العالمية. [email protected]