قال باحثون في الحركات الإسلامية، إن جماعة "الإخوان المسلمين" ارتكبت الكثير من الأخطاء، التى أدت بها إلى ما وصلت إليه فى الوضع الراهن من تفكك وانقسام إلى جبهتين، مشددين إلى أن الجماعة لم تتعلم من أخطاء الماضى، والدليل حالة الإنكار الشديد للواقع وتمسكهم بما يسمى "الشرعية". وقال سامح عيد، القيادى الإخوانى المنشق، والباحث في الحركات الإسلامية ل "المصريون"، إن "جماعة الإخوان المسلمين كانت السبب الرئيس فى قيام ثورة ضدها يوم 30 يونيو، بسبب فشلها السياسى والإدارى خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، حيث إنه خلال السنة التى حكم فيها لم يستطع أن يثبت نفسه وهويته، وامتاز بالضعف والتخاذل، وكان المرشد هو المتحكم فى زمام الأمور، وليس هذا فقط بل هيمنت أعضاء الجماعة على المناصب السياسية المهمة فى البلاد خلال فترة حكمه". وأضاف ل"المصريون": "محمد مرسى كان لا يستمع لمستشاريه، برغم خروج الكثير من التظاهرات تطالبه بتغيير حكومته الفاشلة إلا أنه كان لا يبالى بأحد". وأشار إلى أن "مرسى لم يخطئ بمفرده بل جماعة الإخوان المسلمين كلها أخطأت لأنها تعاملت مع الشعب المصرى كأنه حيوان يُساق حتى قامت الثورة ضدهم". وتابع: "بالرغم مما حدث لم تتعلم جماعة الإخوان المسلمين الدرس عقب ثورة 30 يونيو، بل أصبحت أكثر سوءًا، لأنها انقسمت إلى جزأين، أحدهما فى الداخل جبهة محمود عزت، وجزء آخر فى الخارج جبهة محمد كمال، وكل منهما مختلف عن الآخر، لأن الجبهة الخارجية كانت أكثر تفهمًا ووعيًا وتتواصل مع العالم الخارجى والدول الغربية، أما الجبهة الداخلية لم تستطع التعامل مع أحد ولا مع أعضاء جماعتها ولا مع النظام، وليس هذا فقط بل ظلت الجبهتان فى خلاف محتدم بينهما بسبب الأموال وممارسة العنف، فالجماعة لم تتعلم من أخطاء الماضي. وأردف قائلاً: "بالرغم مما حدث ومن قيام 30 يونيو والقبض على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والزج بهم فى السجون، إلا أن الجماعة مستمرة فى التمسك بشرعية محمد مرسى، وهذا فى حد ذاته يعد عدم توافق لأنه أمر أصبح من المستحيل، والإخوان متمسكون بهذا المطلب لأنهم يؤمنون بفكرة الأمومة الدينية". وواصل: "فكرة الشرعية تجاوزها الزمن ولا يوجد أى مبرر منطقى لها، فالأفضل لهم أن يطالبوا بالإفراج عن مرسى والمعتقلين من الشباب وقيادات جماعة الإخوان بدلًا من التمسك بالشرعية". واستطرد: "بسبب إصرار الجماعة على عودة محمد مرسى هناك عائق كبير يمنع التوصل إلى أى حل بين النظام والجماعة، وتابع: "خلال فترة الأربع سنوات الماضية شهدت جماعة الإخوان العديد من الانقسامات والكثير من التظاهرات التى رفعت شعارات سياسية مختلفة والتى استطاع النظام إخمادها". ومضى قائلاً: "عقب ثورة 30 يونيو وخلال السنوات الأربع الماضية تعاملت الأجهزة الأمنية بشكل تعسفى وقاس مع أعضاء جماعة الإخوان ومع كل من يؤيد مرسى مما جعل عددًا من الإخوان يلجأون إلى العنف وتنفيذ تفجيرات وعمليات إرهابية كثيرة، خاصة بعد أن زجت الدولة بعدد كبير منهم داخل السجون". وأشار إلى أن "الجماعة طوال الفترة السابقة تعمدت نشر الأكاذيب للخروج من مأزقها، باستعطاف المواطنين معها، وكانت دائمًا تستغل الأحداث السياسية على أكمل وجه للظهور مرة أخرى على الساحة السياسية.. جماعة الإخوان على مدار ال 90 عامًا الماضية لم تتعلم الدرس السياسى جيدًا لذلك ستظل كما هى ولن تتغير". بدوره، قال مختار الغباشى، نائب المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه "عقب 30 يونيو أصبح هناك صراع قوى بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام"، مشيرًا إلى "عدم تعلم أحد منهم من هذا الصراع، بسبب إصرار الجماعة على عودة محمد مرسى وإصرار الدولة على عدم عودة الجماعة، فهذا هو ملخص المشهد السياسى من وجهة نظرى عقب احتجاجات 30 يونيو". وأضاف ل "المصريون": "النظام الحاكم لا يستطيع السيطرة على جماعة الإخوان والدليل على هذا عمليات العنف المستمرة، فالإخوان عقب 30 يونيو أصبحوا أكثر شراسة، والدولة لا تستطيع أن تقضى سياسيًا عليهم، والبسطاء هم من يدفعون الثمن". وتابع: "الإخوان تدرك جيدًا أن عودة محمد مرسى مستحلية لكنها تستمر فى المطالبة بها لتضع الشوكة فى حلق النظام"، واستدرك: "عقب 30 يونيو لجأت الجماعة لبعض الدول التى ساندتها وتعتبر هذه الدول هى العامل الأساسى فى مواجهة الإخوان للحكومة "بعين قوية"، والإخوان عبارة عن تشكيل وخلايا كبيرة يصعب السيطرة عليها".