عامان مرا على جماعة الإخوان المسلمين، حملا الكثير من الألم "دماء أهدرت، وأشلاء تناثرت، ودموع أريقت، وقضبان ظلت حائلاً بينهم وبين ذويهم"، اعتبرها مراقبون أصعب فترة تمر بها الجماعة بدأت منذ 3 يوليو 2013- التاريخ ذاته 2015، فيما عدد آخرون أخطاء وصفوها بالفادحة وقعت فيها الجماعة حتى عقب ما يعتبرونه "انقلابًا عسكريًا". "ترشح الإخوان للانتخابات الرئاسية، دخول الإخوان في عداوة مع الإعلاميين، الخطابات الاستعلائية، والتفكير الإقصائي، السلوك الصدامي، الفشل الإعلامي، الإعلان الدستوري 22نوفمبر 2012" أخطاء قاتلة ارتكبتها الجماعة في رحلتها القصيرة أثناء وجودها على سدة حكم مصر، كانت سببا مباشرا للتعجيل ب أحداث 3 يوليو. لم تقتصر الأخطاء عند هذا الحد بل امتدت أيضا لتستمر بعد "الانقلاب" 3 يوليو، فقد ارتكبت الجماعة أخطاء قاتلة أحدثت صدعاً كبيراً وتهدد الجماعة بمصير مجهول وتنسف بحكمهم إلى الهاوية. ترصد "المصريون" عدة سقطات كبري وقعت فيها الجماعة على المستوي السياسي، والاستراتيجي خلال العامين التي مرت بهما حتى يومنا هذا. رفض الانتخابات الرئاسية المبكرة لم يحسنوا الإخوان قراءة المشهد عقب أحداث 3 يوليو، وخانهم تقدير عواقب رفضهم المطالب التي تزايدت في آخر حكمهم بضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فكان نتيجة العناد والتشبث بشرعية "مرسي" هو خسائر فادحة في صفوفهم البشرية والمادية والسياسية بل والشعبية. حيث رفض الرئيس محمد مرسي الدعوات التي تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بمصر، واصفًا إياها بالعبثية وغير المشروعة، مشيرًا إلى انه يأخذ الحديث عن الانتخابات الرئاسية المبكرة في إطار حرية الرأي "لكن إجراء انتخابات مبكرة غير قانوني ومخالف للدستور والعرف والإرادة الشعبية". قال مرسي في مقابلة مع صحيفة الأهرام المصرية 2013، إن الثورة المصرية التي قامت ضد الفساد والهيمنة والدكتاتورية لم تحقق كامل أهدافها بعد، وإن حجم التحديات أكبر بكثير مما كان يعتقد وحمّل النظام السابق مسئولية المشكلات التي يعاني منها المواطنون حاليا. وأشار إلى أنه بمرور عام على توليه مسئولية الرئاسة ما زال الأمل يملأ صدور المصريين، ولكن الأمر يحتاج إلى جهد وعمل مكثف من خلال محورين، الأول: هو التعامل مع المشكلات الآنية، والثاني: محور التنمية الحقيقية .
اعتصامى رابعة والنهضة أقام "الإخوان" اعتصامين واسعين احتجاجاً على عزل الرئيس محمد مرسي، ورغم اللقاءات والحوارات والاجتماعات التي دارت بين قيادات الإخوان، والمجلس العسكري، إلا أنهم فشلوا في التوصل للوصل إلى أقل الخسائر بدلا تحيل بينهم وبين ما وصلوا إليه. وفي النهاية قررت سلطات 3 يوليو، 14 أغسطس فض الاعتصامات ودخلت في مواجهة دامية مع الجماعة، عقب تحذيرات عدة بإنهاء الاعتصام وإخلاء الميادين، عقب مفاوضات باتت كلها بالفشل. وحمل الدكتور كمال الهلباوي القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، الإخوان والقائمين على اعتصامي "رابعة" و"النهضة" الدماء التي سالت أثناء فض الاعتصام، وقال الهلباوي، إن النظام أعطى مهلة كافية للقائمين على الاعتصام والمعتصمين للانصراف وفض الاعتصام، ولكن تعنت الإخوان وتصلب رأي القائمين هما السبب وراء الدماء التي سالت في ميداني رابعة والنهضة.
الفشل في كسب المتساقطين من غربال السيسى لا تزال الخلافات بين فصائل الثورة المختلفة هى سيدة الموقف، ورغم أن جميع القوى الثورية من يسارها إلى يمينها إلى إسلامييها ومستقليها تكتوي الآن بنار النظام الحالي إلا أن الكثير من القوى الثورية "الليبرالية واليسارية" لم تستطع بعد تجاوز مرارات الماضي، ولم تستطع أن تتجاوز حالة الاستقطاب التي ظهرت عقب 30 يونيو. كما أن بعض هذه القوى لا يزال يحمل عداء للإخوان، وترفض التوحد والاصطفاف الثوري، حتى في أحوج الأوقات احتياجا لبعض، فالإخوان لا يزلون متمسكين بشرعية الرئيس محمد مرسي، ، أما الثوار من 6 إبريل واشتركيين ثوريين وحركات أخري شهدت 25 يناير مازلت مصرة على فرض شروطها للتوحد مع الإخوان، وفي مقابل ذلك فرط الإخوان في رفقاء الميدان وهم الإسلاميون والأحزاب التي انسحب من التحالف.
ضعف الكيانات الثورية الجديدة "البرلمان المصري – المجلس الثوري- بيان القاهرة- وثيقة بروكسل" كيانات عدة تفرعت من تحالف دعم الشرعية لتوسيع دائرة المعارضة، إلا أنها لم تقدم جدًا، وظل يلاحقها الفشل منذ نشأتها حتى الآن. وبالرغم من كثرة هذه التنظيمات فى الخارج أضعفت قدرتها على التواصل مع الواقع المصرى وذهب كل فصيل فى اتجاه لتحقيق هدف معين جعل هناك عزلة بين هذه التكتلات فيما بينها.
غياب استراتيجية واضحة للتعامل مع "الانقلاب" فشل الإخوان في إظهار إستراتيجية واضحة أمام أنصارهم والشعب بشان كيفية تعاملهم مع الانقلاب، عبر الفشل في تجنيب التنظيم خسارة الأفراد والأنصار بل وأصبح تماسكه الآن مهددًا. يقول سامر محمد، أحد شاب جماعة الإخوان المسلمين في هذا الشأن " لا يعرف أحد حتى الآن"، والجميع يدرك أن المظاهرات لم تعد تجدي وظهرت بعض التنظيمات المسلحة التي تتبنى فكر الإخوان تستهدف بعض الشرطيين والمتعاونين معهم وهو ما يعنى سيناريو خطير يجر البلاد لصدام كبير مع التنظيم ككل الذي لم يتضرر بشكل مباشر منه سوى أقل من 25% من أنصاره- حسب قوله.
التمسك ب"مرسي" عامان مرا على الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، ومازالت جماعة الإخوان المسلمين متمسكة بعودته لسدة الحكم مرة أخرى، برغم تصريحات لعدد كبير من "الإخوان المسلمين" بأنهم تجاوزوا عودته وأن القضية أصبحت اصطفافًا ثوريًا مع جميع الفصائل لكسر ما يعتبرونه "انقلابًا عسكريًا"، إلا أن ذلك لا يتعدى التصريحات الصحفية وتفتقد صفة الرسمية حتى الآن.. وهو الأمر الذي مازال يمثل عقبة التوحد بينهم وبين أكبر الحركات الثورية الداخلية شعبية أمثال 6إبريل والاشتراكيون الثوريون وبالتالي يهدد نجاح الذكرى الثانية ل 30 يونيو. يقول المهندس إيهاب شيحة، القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، معلقًا على الأخطاء التى وقع فيها الإخوان، "بدأت بالتعامل كجماعة فى إدارة الدولة أثناء حكم الدكتور مرسى وليس كمنظومة حكم، والابتعاد عن الشارع فى وقت كان يتطلب التمترس بالشعب". ويضيف شيحة في تصريح خاص ل"المصريون": "ما آخذه على متصدري المشهد بعد الانقلاب من جهة الإخوان هو تأرجحهم فى تحالفاتهم واصطفافاتهم، وكأنها تحالفات بالقطعة أو حسب الظرف الآني، قائلاً "متصور أن التحالفات والاصطفاف مع كل فئات الشعب المصري الحر هو خيار استراتيجي وليس تكتيكيًا". وتابع شيحة "لازال بعض متصدرى المشهد يرون أن النصر أو إسقاط الانقلاب سيأتى من الخارج أو من انقلاب على الانقلاب وهو تفكير انهزامى لا يؤمن بقدرات الشباب المناضل فى الشارع المصرى، ولكن هذا النقد لا يقدح فى أداء الإخوان عموما بل هو نقد بناء يسعى لتصحيح المسار وأن يوسدوا الأمر لمن هو أهل له وإلا فالإخوان يقدمون أرواحهم وأموالهم وحرياتهم لأجل كرامة كل الشعب المصرى ولأجل الحفاظ على الدين من التشويه ولأجل تحرير مصر من التبعية الصهيونية"- حسب قوله.