الرئيس الجديد للهيئة: لا أعرف صلاحياتى لبدء التطوير.. الخولى: يجب إعادة هيكلة المكاتب داخليًا وخارجيًا.. وربيع: مهمة صعبة فى توضيح سياسات مصر خارجيًا منذ إنشائها عام 1954، أنيط إلى الهيئة العامة للاستعلامات مهمة شرح سياسة الدولة في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومواقفها إزاء مختلف القضايا. والهيئة التي تتبع رئاسة الجمهورية وتضطلع بدورها "كجهاز الإعلام الرسمي والعلاقات العامة للدولة" تم نقل تبعيتها لتكون خاضعة مباشرةً لرئاسة الجمهورية بقرار من الرئيس الأسبق محمد مرسي في 6 سبتمبر 2012. واجهت الهيئة انتقادات خلال السنوات الأخيرة، في ظل غيابها عن التصدي للمهمة الموكلة، وخاصة في شرح رؤية مصر بالخارج، على الرغم من الأحداث الشائكة التي مرت بها. وجاء قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بتعيين ضياء رشوان، نقيب الصحفيين الأسبق، رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة بدلًا من السفير صلاح عبدالصادق، ليطرح تساؤلاً حول إمكانية تصحيح دور الهيئة، وإعادة تفعيلها خلال الفترة المقبلة. غير أن رشوان أكد عدم معرفته بالمهام والصلاحيات التى من المقرر أن يبدأ فى العمل بها، وقال فى تصريحات صحفية، إنه يريد التفرغ لقراءة ملفات الهيئة ووضع خطة لتطويرها قبل التصريح بأى معلومة ليكون دقيقًا فيما يقول، مشيرًا إلى أن المهمة كبيرة، وأنه يريد أن يعرف طبيعة العمل ويفهمها أولًا قبل البدء فى اتخاذ أى قرارات أو وضع خطط مستقبلية لتطوير الهيئة. وعن دور الهيئة ومهامها الأساسية، فتتمثل في التواصل وتصحيح الشائعات ونقل الأخبار وسياسات مصر إلى الخارج بشكل صحيح، باعتبارها هيئة إعلامية رسمية، بالإضافة إلى توفير التسهيلات للصحفيين والمراسلين الأجانب في مصر لأداء عملهم على أفضل مستوى ممكن لنقل صورة حقيقية عما يجرى في مصر إلى العالم، وذلك عبر مكاتب الإعلام الملحقة بالسفارات المصرية في الدول الخارجية. وللهيئة دور هام أيضًا في التثقيف السياسي والتوعية الاجتماعية للمواطنين وشرح السياسات الوطنية لهم والمساهمة في التوعية بالقضايا والمشكلات الوطنية، وتوفير مركز معلومات يتابع الإعلام الدولي ويوفر معلومة صحيحة ودقيقة عن صورة مصر في الإعلام العالمي، وأخيرًا التواصل مع أبناء الوطن بالخارج وذلك من خلال الإدارة العامة للاتصال بهم. وقال محمد الخولي، الخبير الإعلامي، إن "الدور المنوط بالهيئة العامة للاستعلامات أصبح غائبًا خلال الفترات الماضية، بعد تعرض الدولة المصرية إلى العديد من العمليات الإرهابية والشائعات التى أثرت بشكل سلبى على صورة مصر فى الخارج". وأضاف الخولي ل"المصريون"، أنه "كان يجب من البداية أن يتم اختيار شخصية لها باع فى العمل الإعلامي، بدلًا من اختيار سفراء ليس لهم قدرة على التواصل الإعلامى بشكل قوى، وغير دارسين لهذه المهنة"، مشيرًا إلى أن "التواصل مع المكاتب الإعلامية بالخارج لتصحيح صورة مصر، ونقل الحقائق بشكل صحيح، مهمة صعبة على السفير، ولكنه أمر سهل ويسير على الشخصية الممارسة للعمل الصحفى أو الإعلامى بشكل عام". وأوضح الخبير الإعلامي، أن "هناك مهمة قوية تواجه رئيس الهيئة الفترة المقبلة، قبل أن يتم تصحيح صورة مصر خارجيًا ونقل الأخبار بشكل صحيح، وهى إعادة تنظيم وهيكلة الهيئة العامة للاستعلامات من جديد، سواء بالمكاتب المحلية أو العالمية، والتركيز على قطاع الإعلام الخارجى ووضع خطة استراتيجية لتحسين صورة مصر فى الخارج، وإعادة النظر فى المكاتب الإعلامية الملحقة بسفاراتنا فى الخارج". أما سياسيًا، فقال الدكتور عمرو هشام ربيع، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، إنه "من المنتظر أن تشهد الهيئة العامة للاستعلامات طفرة وتغييرًا واضحًا فى السياسات التى تسير عليها خلال الفترة المقبلة بعد تغيير رئيسها، خاصة أن المهمة كانت مسندة إلى سفير ليس لديه القدرة الكافية على التعامل الإعلامى بشكل قوي، ومثلت عبئًا على الدبلوماسيين، ولكنه أمر سهل بالنسبة للعاملين فى مجال الإعلام". وأضاف ل"المصريون": "دور الهيئة العامة للاستعلامات فى الفترات الماضية، لم يكن محددًا أو واضحًا، نتيجة الصلاحيات المحدودة التى يكلف بها رئيس الهيئة، نظرًا لتبعيتها إلى رئاسة الجمهورية". وأوضح أن "هناك عبئًا كبيرًا على ضياء رشوان فى مهمته ليكون مبتكرًا فى التعامل مع الصلاحيات المسندة إليه، والقدرة على التعامل معها باعتباره من قادة الرأى المهمين فى مصر سياسيًا وإعلاميًا". وأشار ربيع إلى أنه "يجب أن يتم وضع خطة وآلية تنفيذ لتلك الخطة فى المرحلة المقبلة، لأن جهاز الاستعلامات له تواصل خارجيًا أقوى من الداخل، لأنه يتعامل مع المراسلين الأجانب للدول الغربية المختلفة، وله دور أساسى فى التعامل مع القضايا ونشر الحقائق".