الهيئة العامة للاستعلامات، ربما لم يكن عمل هذه الهيئة التابعة للحكومة واضحًا وظاهرًا في الفترة الأخيرة، علي الرغم من الأحداث الشائكة التي وقعت فيها مصر خلال السنوات الماضية، نظرًا لكونها مختصة بمتابعة ونشر الأخبار الخاصة بمصر في الدول الأجنبية والعربية، وتصحيح صورة الدولة أمام الجميع، ليصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، قرارًا بتعيين ضياء رشوان، نقيب الصحفيين السابق، رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة العامة للاستعلامات؛ بدلًا من السفير صلاح عبد الصادق، ليكون السؤال ماذا تفعل هذه الهيئة؟ وما المهام التي يجب علي الهيئة أن تقوم بها؟ بالإضافة إلي مدى قدرتها علي تغيير الصورة الخاطئة التي وقعت فيها مصر أمام الدول الأجنبية، ونقل الحقائق وتصحيح الشائعات التي يتم نشرها في المواقع الإخبارية، سواء العربية أو الغربية. ما هي؟ ومتى أنشئت؟ الهيئة العامة للاستعلامات هي هيئة حكومية رسمية، تتبع رئاسة الجمهورية بشكل مباشر، وتعمل كجهاز إعلام داخلي رسمي متخصص في نقل الحقائق بصورة واضحة وصحيحة إلي الرأي العام المحلي والعالمي، قام بإنشائها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في عام 1954، حيث قامت حينها بأدوار متعددة علي الصعيد الداخلي والخارجي لشرح سياسة الدولة في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومواقفها إزاء مختلف القضايا الشائكة التي تخص مصر خارجيًا. يقع مقر الهيئة الرئيسي في العاصمة القاهرة، تحديدًا في منطقة مدينة نصر، إضافة إلى مراكز الإعلام الداخلى التى تتبعها فى جميع محافظات مصر بمكاتب رئيسية في كل محافظة، لها أيضًا مكاتب متعددة ملحقة بالسفارات المصرية في العواصم والمدن الكبري في الدول الغربية. ويساعدها في نقل تلك المعلومات عبر موقعها الإلكتروني، باللغتين العربية والإنجليزية لتكون متاحة لكل من يحتاج إليها فى كل مكان من العالم، كما يتم إصدار مطبوعات عن هذه الموضوعات باللغات المختلفة. مهام الهيئة التواصل وتصحيح الشائعات ونقل الأخبار وسياسات مصر إلي الخارج بشكل صحيح، هي المهام الأساسية التي يجب أن تقوم بها الهيئة وفقًا للأعمال المكلف بها الهيئة من جانب رئاسة الجمهورية باعتبارها هيئة إعلامية رسمية، وتتمثل مهام تلك الهيئة في توفير التسهيلات للصحفيين والمراسلين الأجانب فى مصر لأداء عملهم على أفضل مستوى ممكن لنقل صورة حقيقية عما يجرى فى مصر إلى العالم. ويضاف إلى ذلك تقديم صورة مصر إلى الرأي العام، ونقل الحقائق عنها إلى وسائل الإعلام فى مختلف أنحاء العالم، وذلك عبر مكاتب الإعلام الملحقة بالسفارات المصرية فى الدول الخارجية، والعمل علي توفر مصدر للمعلومات الدقيقة والصحيحة والحديثة عن مصر فى مختلف المجالات كالتاريخ والحقائق الأساسية والنظام السياسى والسياسة الخارجية والثقافية والمجتمع والفنون والاقتصاد والسياحة وغيرها. وللهيئة دور مهم أيضًا في مسألة التثقيف السياسى والتوعية الاجتماعية للمواطنين وشرح السياسات الوطنية لهم والمساهمة في التوعية بالقضايا والمشكلات الوطنية، وتوفير مركز معلومات يتابع الإعلام الدولي ويوفر معلومة صحيحة ودقيقة عن صورة مصر في الإعلام العالمي، وأخيرًا التواصل مع أبناء الوطن بالخارج وذلك من خلال الإدارة العامة للاتصال بهم. إعادة تشكيل وغياب الصلاحيات قال محمد الخولي، الخبير الإعلامي، إن الدور المنوط بالهيئة العامة للاستعلامات أصبح غائبًا خلال الفترات الماضية، بعد تعرض الدولة المرية إلي العديد من العمليات الإرهابية والشائعات التي أثرت بشكل سلبي علي صورة مصر في الخارج خاصة مع الدول الأجنبية والسياحة. وأضاف "الخولي"، في تصريحات ل"المصريون"، أنه كان يجب من البداية أن يتم اختيار شخصية لها باع في العمل الإعلامي، بدلًا من اختيار سفراء ليس لهم قدرة علي التواصل الإعلامي بشكل قوي، وغير دارسين لهذه المهنة، مشيرًا إلي أن التواصل مع المكاتب الإعلامية في الخارج لتصحيح صورة مصر، ونقل الحقائق بشكل صحيح، كانت مهمة صعبة علي السفير، ولكنه أمر سهل ويسير علي الشخصية الممارسة للعمل الصحفي أو الإعلامي بشكل عام. وأوضح الخبير الإعلامي، أن هناك مهمة قوية تواجه ضياء رشوان، رئيس الهيئة في الفترة المقبلة، قبل أن يتم تصحيح صورة مصر خارجيًا، ونقل الأخبار بشكل صحيح، وهي إعادة تنظيم وهيكلة الهيئة العامة للاستعلامات من جديد، والتركيز علي قطاع الإعلام الخارجي، ووضع خطة إستراتيجية لتحسين صورة مصر فى الخارج، وإعادة النظر فى المكاتب الإعلامية الملحقة بسفاراتنا فى الخارج. وتابع: أنه يجب أن يتم إعادة توزيع المكاتب الملحقة في السفرات، حيث يتم التركيز علي العواصم القوية والتي يتم فيها صناعة القرارات السياسية، واتخاذها، بالإضافة إلي إعادة هيكلة الهيئة داخليًا واختيار الموظفين التابعين لها بمبدأ الكفاءة والخبرة في التعامل الإعلامي والصحفي. أما سياسيًا فقال عمرو هشام ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أنه من المفترض أن تشهد الهيئة العامة للاستعلامات طفرة وتغيير واضح في السياسيات التي تسير عليها في الفترة المقبلة بعد تغيير رئيسها، خاصة وأن المهمة كانت مسندة إلي سفير ليس لديه القدرة الكفاية علي التعامل الإعلامي بشكل قوي، ومثلت عبأ علي الدبلوماسيين، ولكنه أمر سهل بالنسبة للعاملين في الشئون الإعلامية والصحفية والممارسين للمهنة. وأضاف "ربيع"، في تصريحات ل"المصريون"، أن دور الهيئة العامة للاستعلامات في الفترات الماضية، لم يكن محددًا أو واضحًا، نتيجة الصلاحيات المحدودة التي يكلف بها رئيس الهيئة، نظرًا لتبيعتها إلي رئاسة الجمهورية، مشيرًا إلي أن هناك عبئًا كبيرًا علي ضياء رشوان في مهمته الجديدة ليكون مبتكرًا في التعامل مع الصلاحيات المسندة إليه، والتعرف عليها بشكل واضح، مؤكًدا أن "رشوان" لديه القدرة علي التعامل معها باعتباره من قادة الرأي المهمين في مصر سياسيًا وإعلاميًا. وأوضح أنه يجب أن يتم وضع خطة وآلية تنفيذ لتلك الخطة في المرحلة المقبلة، لأن جهاز الاستعلامات له تواصل خارجيًا أقوي من داخليًا، لأنه يتعامل مع المراسلين الأجانب للدول الغربية المختلفة، وله دور أساسي في التعامل مع القضايا ونشر الحقائق لذلك يجب أن يحدث طفرة وتغيير ليكون الانتعاشة في صالح مصر خارجيًا.