أملنا كبير فى أن يتحول هذا العرس الديمقراطى إلى بداية حقيقية لبناء مصر الحديثة، فنحن نشعر بأن بلادنا مصر تعيش لحظة فارقة فى تاريخها بانطلاق سباق الرئاسة أمس، الأربعاء، فلأول مرة يختار الشعب رئيسه بنفسه وبإرادته دون وصاية من أحد، وهو ما يتطلّب منا جميعًا المبادرة والإيجابية لتحصيل هذا الاستحقاق الثورى، فواجب يمليه الوطن والدين أن يخرج كل مواطن فى هذا البلد وكل من له حق التصويت فى الانتخابات؛ للإدلاء بصوته فى هذه الانتخابات بغض النّظر عمّن يختاره من المرشحين، لكن الأهمّ أن يختار الأقرب للثورة، وألا يختار مرشحا من فلول النظام السابق. واجب الشعب اليوم أن يترك السلبية جانبًا ويحرس صناديق الاقتراع بنفسه ويمنع عمليات التزوير التى تزيف إرادة الأمة، فلا يخفى على أحد أن فلول النظام البائد يواصلون الليل بالنهار، ويسابقون الزمن من أجل تحقيق فرصتهم الأخيرة فى تلك الانتخابات للوصول لكرسى الرئاسة واستعادة صدارتهم للمشهد السياسى بعد خلع كبيرهم، الذى علمهم السحر والاستبداد، ولأن الوصول إلى هدفهم من رابع المستحيلات بعد أن ذاق الشعب المصرى طعم الحرية وضحى من أجل هذه الثورة بكل غالٍ ورخيص.. لذلك فهم رصدوا الأموال الطائلة من أجل شراء الذمم الضعيفة فى محاولة يائسة لكسب الأصوات للفوز بالرئاسة لاستعادة مناصبهم ونفوذهم فى البلاد. وإن كنا نعلم علم اليقين أن جموع الشعب المصرى واعية تماما بخطورة هذه الانتخابات التى يتحدد فيها مصير الثورة ولا يمكن للشعب المصرى أن يتخلى عن إرادته من أجل حفنة مال زائل.. لكن المشكلة أن الأمية والجهل والفقر تلعب دورًا فى تلك المسألة، فالمال السياسى لا يقع فى حبائله إلا أصحاب النفوس الضعيفة والضمائر الميتة. ولذلك من الضرورى أن يتدخل المجلس العسكرى والقائمون على السلطة لمنع عملية شراء الذمم بالمال السياسى، ومحاسبة كل من يتورّط وتوفير الأمن اللازم للناخبين لمنع تزوير إرادة الأّمّة والوقوف على مسافة حقيقية واحدة من جميع المرشحين. أيضًا نحن نناشد المرشحين الإسلاميين فى سباق الرئاسة "الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور محمد مرسى والدكتور سليم العوا" وهم قامات كبيرة فى العمل الإسلامى أن يضربوا المثل والقدوة فى ترسيخ مفاهيم أدب الخلاف والمنافسة الشريفة بين أتباعهم واحترام إرادة الشعب ونتائج الانتخابات أيًّا كان الفائز!! وجموع الشعب المصرى التى ما زالت تسطّر فى هذه الآونة ملحمة وطنية من خلال المشاركة الإيجابية والأخلاقية فى انتخابات رئاسة الجمهورية، من الضرورى أن تعلم أن الصوت شهادة وأمانة ومسئولية وعبادة لله تعالى، وحتى لا يوسّد الأمر إلى غير أهله فلنحرص على إعطاء الصوت لمن يستحقه؛ فالله سيسألنا عنه يوم القيامة ورب العالمين يقول: [ستُكتبُ شهادتهم ويُسألون]. نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا من كل سوء وأن يرزقنا حاكمًا صالحًا عادلاً، يقودنا إلى الخير والنهضة والعزة والكرامة.. إنه ولى ذلك والقادر عليه.