قال رئيس حزب "الوفد" الليبرالي الدكتور السيد البدوي أن صوت الناخب في الانتخابات الرئاسية مهم جدا وسندفع ثمنه رخاء وبناء ديمقراطية ونهضة حقيقية أوالعكس ، داعيا الناخبين الى عدم التأثر بأي شعارات دينية او وطنية أوغيرها . وأكد البدوي ، خلال لقائه عبر برنامج "هنا العاصمة " على قناة "سي بي سي " ، أن عضو مجلس الشعب الدكتور وحيد عبدالمجيد صاحب فكرة اصدار اعلان دستوري مكمل قبل الانتخابات الرئاسية ، لأن مجلس الشعب لا يملك صلاحيات سحب الثقة من الحكومة بينما يملك رئيس الجمهورية سلطات مطلقة . وأضاف أن الدكتور عبدالمجيد دعا الأحزاب السياسية لعقد اجتماع الأربعاء الماضي وحضر فيه ممثلين عن أحزاب "الحرية والعدالة" و"النور" والمصريين والأحرار" و"الوفد " وكافة القوى السياسية ، لمناقشة الاعلان الدستوري المكمل وصلاحيات رئيس الجمهورية وسلطات مجلس الشعب . وتابع قائلا : " ان حزب "الحرية والعدالة" رفض أن يكون من سلطات رئيس الجمهورية حل البرلمان على أن لا يكون الحق لمجلس الشعب سحب الثقة من الحكومة " ، ورفض البدوي فكرة ميثاق الشرف التي دعا اليها الدكتور عصام العريان . واشار الى ان المجلس العسكري يري أن الاعلان الدستوري كافي واننا لا نحتاج لصدور اعلان دستوري مكمل ، موضحا "ان الاعلان الدستوري الحالي يعطي لرئيس الجمهورية سلطات مطلقة كما كان الوضع قبل ثورة يناير". وشدد البدوي على وجود أزمة ثقة بين كافة الأحزاب السياسية ، فضلا عن مسألة التخوين والتشكيك التي تعيشها البلاد. وأكد أن المأزق التي تمر به البلاد الآن سببه عدم وضع الدستور قبل اجراء الانتخابات ، قائلا : " رئيس جمهورية بلا دستور مثل زواج بلا عقد". وتمنى أن يصدر المجلس العسكري اعلان دستوري مكمل يحدد فيه صلاحيات الرئيس القادم وشكل الدولة ، والعلاقة بين السلطة التنفيذية والتشريعية، وكيفية تشكيل الحكومة ومسائلتها، مشيرا الى أنه من الاخطاء السياسية التي وقع فيها المجلس العسكري خلال ادارة المرحلة الانتقالية اصدار اعلان دستوري ناقص . وعبر البدوي عن مخاوفه من صياغة دستور "تفصيل" لصالح فئة معينة اوجماعة بعينها ، مثل ما كان يحدث أيام النظام السابق ، مؤكدا أن "الوفد" لن يشارك في اجتماعات القوى السياسية بشأن الاعلان الدستوري المكمل بعد انتهاء المرحلة الأولى للانتخابات . من جهة أخرى ، وجه البدوي انتقادات لاذعة لتيارات الإسلام السياسي والكلام الكثير عن تطبيق الشرعية ، قائلا : " أن مسألة المشروع الإسلامي مستفزة ،وكأن المصريين لم يطبقوا الشريعة ..واشعر بأن عمرو بن العاص جاء يفتح مصر أمس ، فنحن نطبق الشريعة منذ الفتح الإسلامي منذ 14 قرنا ..لا نريد مزايدت على أحد ، فالكل متفق على المادة الثانية من الدستور ". وأضاف : " الليبرالية ليست طرف نقيض من الإسلام ..فالإسلام يعني الليبرالية وحرية الفكر والعقيدة ، ولا تعني اطلاقا الاباحية او زواج المثليين ". ورأى البدوي أن كلام البعض "على أن الانتخابات حرام والديمقراطية كفر وأن الأصل في الإسلام البيعة "، كلها مزايدات وأمور تباعد بين الأحزاب والقوى السياسية . وحول بدء العد التنازلي لاجراء الانتخابات الرئاسية ،قال : " أن الصوت مهم جدا وسندفع ثمنه كلنا اما ندفعه رخاء وبناء ديمقراطية ونهضة حقيقية اوالعسكس ..ارجو الا يتأثر الناخب بأي شعارات اي كانت ". وأضاف أن الحاكم في الإسلام ليس شرط ان يكون اكثر الناس فقها وتدينا ، مشيرا الى كلام الامام أحمد بن حنبل " ان الحاكم القوى الفاسق خير من الضعيف المؤمن". وشدد على أن مصر تحتاج لرجل قوى وأمين قادر على ادارة امور البلاد ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها مصر . ولفت الى أن الأهم من الحديث عن برامج انتخابية القدرة على تنفيذ ذلك البرنامج ، قائلا : " الشخص الذي تقدم للرئاسة له سيرة ذاتية .. ويجب ان تكون مؤهله لذلك من حيث وضعه وعلاقاته..فمبارك لم تكن لديه مؤهلات لرئاسة الجمهورية بعكس السادات الذي كان رجل دولة". ووجه البدوي التحية لكل من تقدم لشغل منصب رئيس الجمهورية بسبب المسئولية الضخمة الملقاة على عاتقه والمرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد . واكد أن التأثير على التصويت في الانتخابات يعتمد على أمرين اولها حشد الرأي العام بقناعات محددة ، او الحشد يوم الانتخابات ، محذار من تغاضي اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية عن التجاوزات والاختراقات ، قائلا : " لو اللجنة العليا تغاضت على العدوان على القانون واختراق الصمت الانتخابي والتجاوزات التي تحدث امام اللجان الانتخابية كما حدث ايام انتخابات مجلس الشعب ..ستكون الانتخابات غير نزيهة وسيؤثر ذلك على النتائج ". وشدد في نهاية حديثه على ضرورة القبول بنتائج الانتخابات الرئاسية ايا كانت تلك النتيجة ، لأن البديل هو الفوضى ، مشيرا الى أن الرئيس القادم هو رئيس انتقالي مثل المرحلة الانتقالية التي نمر بها بعد الثورة .