لم يسلم المعلم من جحيم الأسعار الذي اجتاح البلاد وتئن منه كل الفئات، حيث طالت موجة ارتفاع الأسعار شريحة المعلمين الذين لم تكفهم الوظيفة الحكومية، فاستسلموا لضغط الواقع ليمارسوا مهنًا غير مهنتهم. ففي البحر الأحمر التقت "المصريون" أحمد عوض عبد المقصود، مدرس أول لغة عربية بمدرسة حامد جوهر الابتدائية بالغردقة، الذي أكد أنه يعمل مدرس لغة عربية، بالغردقة وارتفاع الأسعار دفعه للعمل في مهنة أخرى، "حارس أمن" بإحدى القرى السياحية، حتى يقوم بسد المتطلبات اليومية والشهرية التي لا ترحم. وأضاف: "لا أرى النوم منذ السادسة ونصف صباحًا حتى منتصف الليل، كأنني ترس في ساقية، أعمل ليل نهار لتوفير لقمة العيش لأسرتي التي تتكون من زوجة وثلاثة أبناء، وأعباء الحياة دائمًا في تزايد والإيجارات زادت في زمن كل شيء زاد إلا الإنسان فإن قيمته تنقص. وفى الشرقية يقول "السيد.م"، معلم، ل"المصريون" إن أعباء الحياة لم تعد تطاق فراتب الوظيفة الحكومية لا يتجاوز 2000 جنيه بينما متطلبات الحياة لأسرتي المكونة من 4 أفراد تتطلب أكثر من 4 آلاف جنيه شهريًا لتغطية نفقات التعليم والأكل والشرب والسكن والكهرباء والمياه والعلاج وهذا يكفى بالكاد لحياة أقل من المتوسطة. وأضاف: "أمام هذا الوضع قمت باستئجار توك توك وأعمل عليه بعد انتهاء وقت العمل الرسمي حتى ساعات متأخرة من الليل لكي أستطيع أن أوفر باقي متطلبات الحياة"، مشيرًا إلى أن الحكومة في وادٍ والمواطنون في وادٍ آخر، مطالبًا رئيس الجمهورية بإيجاد حل عاجل لأزمة ارتفاع الأسعار التي أصبحت همًا بالليل ومهزلة بالنهار فالمواطن ليلاً ينام يحلم بتوفير نفقات اليوم الثاني وفى الصباح يفكر هيشتري إزاى وبكام".
وأوضح أن أولاده يخجلون من عمله على التوك توك ويطالبونه بالجلوس معهم لكنه لا يستطيع حتى يوفر لهم الحياة الكريمة. وفى أسيوط يقول جمال محمد، معلم، بإحدى مدارس أسيوط أنه اتجه مؤخرًا للعمل بسيارته الملاكي لتوصيل المواطنين مقابل أجر لكي يستطيع مقاومة ارتفاع الأسعار الجنونية خاصة منذ أشهر معدودة، مؤكدًا أنه امتنع عن مشاركة أحد زملائه في سنتر للدروس الخصوصية واتجه للعمل بسيارته الملاكى يعمل بها بعد مواعيد العمل الرسمية ليكفى مصاريف بيته وأولاده وتجهيز إحدى بناته. وأضاف أن لديه 4 أبناء ثلاثة منهم بمراحل التعليم المختلفة وابنته الكبرى تخرجت في كلية التجارة ويقوم بتجهيزها، وظروف المعيشة أصبحت صعبة ومطالب البيت لم تنته وللأسف الناس مش بتسيب حد في حاله ودائمًا المضايقات كثيرة. وأوضح أنه يخرج بسيارته بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية ويذهب للمنزل للاستراحة ساعتين ثم يخرج من الخامسة إلى الحادية عشرة مساء يجوب شوارع المحافظة، وهناك من الزبائن من يتصل به لتوصيله لأي مكان ولكنه لم يسلم الأمر من المضايقات التي يواجهها من الزبائن.