واصل المئات من المعلمين اعتصامهم فى اول ليلة لهم امام مجلس الوزراء للمطالبة بتطبيق الحد الادنى للأجور والذى حددوه ب3000جنيه للمعينين وتثبيت المؤقتين وتوحيد صرف الحافز ل50%بدلا من20%،وقام المعتصون بغلق شارع القصر العينى من امام مجلس الوزراء حتى منتصف الليل ولكن تم فتحه بعد ذلك بعد ان نشبت مشادة كلاميه عنيفه بين المعتصمين وسائقى السيارات الذين صمموا على المرور من شارع القصر العينى كما قام المعتصمون بنصب7خيام للمبيت وافترش بعضهم ارصفة الطريق،وانتشر الباعة الجائلون فى محيط مجلس الوزراء لترويج بضاعتهم على المعتصمين التى لاقت ترويجا لها بينهم. ومن جانبه التقى الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد بالمعلمين امام مجلس الوزراء قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل وبعض رؤساء الاحزاب لمناقشة بعض المسائل بالتأسيسية وجلس معهم واعلن تضامنه لمطالب وقال إنه يدعم مطالب المعلمين وأن حزب الوفد سيدعمهم بكافة السبل المتاحة من توفير خيام ومأكل ومشرب لأنهم ضيوف قدموا على القاهرة من كافة المحافظات وحول مطالب المعلمين برفع أجورهم قال: إن وضع مصر الاقتصادي ليس جيدا ولكن هذا لا يمنع من وجود فئات مظلومه لابد ان تعطى حقوقها ومنهم المعلمين الذين ظلموا على مدى اربعين عاما. وأضاف البدوي: "لا بد أن يستعيد المعلم اعتباره أمام تلميذه وأن تكفل له المعيشة الكريمة وكرامته حتى يخرج جيلا تستفيد منه البلد. كما نظم العشرات من الاشتراكيين الثوريين بقيادة خالد على المرشح الخاسر فى انتخابات الرئاسة مسيرة من طلعت حرب الى مجلس الوزراء للتضامن مع المعلمين ومساندتهم فى مطالبهم ،واكد خالد على انه يجب ان يعطى الجميع حقه الذى اهدر منذ اعوام وان مطالب المعلمين مشروعه والدوله كفيله بتوفير الحياة الكريمة لهم. وفى نفس السياق تحدث المعلمين المعتصمين الى "المصريون"عن حقيقة اوضاعهم وما ألت اليه فى ظل ارتفاع الاسعار مؤكدين على ان مرتبهم لا يكفيهم وان مطالبهم تصب فى صالح اولياء الامور الذين يبلغون 17مليون ومطالبين بتطوير المناهج التعليمية التى وصفها بعضهم بأنها"فاشلة".
بداية يقول محمود سعد السيد مدرس رياضيات بمدرسة الوحده العربية بالسيدة زينب أنه يعمل فى مهنته منذ 23عاما ومرتبه 1399 جنيه والاساسى منه 512جنيه وهو مسئول عن اسرة مكونه من ولدين فى مراحل التعليم المختلفة ويدفع ايجار شقة 700جنيه وهذا ما يجعله مضرا لإعطاء دروس خصوصيه حتى يستطيع العيش،واضاف انه عند خروجه على المعاش يتقاضى 750جنيه متسائلا ماذا يفعلوا لى؟وتابع قائلا"انا نفسى ارتاح من الدروس الخصوصية التى نضطر اليها وتجهدنى كثيرا"مؤكدا أنه مستعد ان يمضى على اقرار لتجريم الدروس الخصوصية بشرط اجر عادل يكفل له حياه كريمة ومعاش يكون مثل اخر اجر تقاضاه اثناء عمله.
ومن جانبه قال جمال صبرى مدرس علوم انه يعمل منذ 30 عاما وقد لخد قرضا من البنك لكى يستطيع ان يجهز بناته لأن مرتبه الذى يبلغ 1700 لا يكفيه ،مضيفا انه لايقبل شئ اسمه دروس خصوصية ولكنه لا يجد بديلا غيرها ومستعد لتركها اذا عوضته الدوله ووفرت له اجر عادل ،وقال ان الناس يقولون لى "انتم هتعملوا ثوره ليه كفايه اللى بتاخدوه"مطالبا بإلغاء الدروس الخصوصيه مع توفير مرتب محترم للمدرس لكى تقوم النهضة التعليمية.
واضاف جمال تمساح مدير مدرسة الشهيد عبدالرحمن البنا الاعداديه ببنى سويف أنه استلم تعيينه سنة 1989 ويتقاضى من الأجر 1530 جنيه وان هذا المبلغ لا يكفي مصاريف اسرته حوالى ثلث الشهر بسبب غلاء الاسعار ومتطلبات المنزل من كافة الاشياء،واضاف ان لديه اربع اولاد جميعهم بالتعليم ويحتاجون مصاريف فى كل متطلباتهم وانه اذا اعتمد على مرتبه فقط فلن يستطيع العيش فى ظل هذا الغلاء فى كل شئ،مؤكدا انه يريد تجريم الدروس الخصوصية بعد وضع الحد الادنى،ومطالبا بتحسين المناهج التعليميه التى وصفها بأنها عفى عليها الزمن وتطويرها بما يتناسب مع العقليه المصرية والاهتمام بالكيف لا الكم.
واكد صلاح عواد الرفاعى مدرس لغة عربية بمدرسة بتمدة الثانوية المشتركة ببنها أن مطالبهم ماهى الا انصاف ل17مليون من اولياء الامور لأن مع رفع اجر المعلم سوف يعطى كل جهده للعمل بالمدرسة دون الالتفات الى الدروس الخصوصية فهى ثمرة يزرعها المعلم ليجنيها اولياء الامور،واضاف انهم لا يطالبون بحد ادنى فقط ولكن يطالبون مع تطبيقه بتجريم حقيقى للدروس الخصوصية وهذا يرفع العبأ والمشقة المالية عن اولياء الامور ،وتابع الرفاعى أن مناهج التعليم "فاشله" وانه يجب اعادة هيكلتها وترابطها بالحياه الواقعيه التى نعيشها.