يوم شاق من العمل ينتظر كل من يعمل بالتوصيل "الديلفرى"، دوام كامل ينتظر فيه الفتى الطائر (أو الطيار) وهو لفظ أطلق على عامل الدليفرى سواء بالمطاعم أو الصيدليات أو غيرها من الأماكن التي توفر خدمة التوصيل للمنازل، يواجه فيه مصيره من أجل تحصيل قوت يومه ليعود إلى منزله في آخر الدوام، حاملا السعادة التي تتمثل في مبلغ من المال يعينه على مشقات الحياة ويعينه في التغلب على متطلبات منزله وحاجاته الشخصية. توقفت "البوابة نيوز" لرصد حياة هؤلاء المنسيين، وإبراز أهم تفاصيل حياتهم، وشعورهم تجاه نظرة المجتمع لهم في المهنة التي وصفت بالمستحدثة والتي دائما ما تكون التقلبات والمخاطر العامل الأول بها. حسام محمد، عامل ديليفرى بأحد المطاعم الشهيرة بمحافظة الشرقية، وصف المهنة بالمؤقتة الخطرة، نظرا لأن العمل بها يكون على دراجات نارية يومها حافل بالمواجهات الخطرة مع السيارات والدراجات الأخرى بل المارة بالشوارع أنفسهم، ولكن العودة بالوجبات واسترجاعها بسبب تغيير مزاج الزبون أشد خطرا، وأشار إلى أن انطباع المواطن العادي هو أن العاملين بتلك المهنة مجموعة من الأشخاص سيئو السمعة ويتعاملون معنا بتناكة، مؤكدا أن العديد من العاملين بتلك المهنة يحملون مؤهلات عليا لم يجدوا سوى تلك الوظيفة متاحة أمامهم فعملوا بها انتظار لتوفر وظيفة لائقة ومنهم من ينتظر أداء خدمة التجنيد وآخرون يعملون بها كوظيفة إضافية لتدبير متطلبات منازلهم، مؤكدا أنه حاصل على ليسانس لغة عربية من جامعة الأزهر، وهو ما ينفى الأقاويل المغلوطة على المترددين على المهنة. "أصابعك ليست متشابهة" هكذا عبر أحد العاملين بالدليفرى عن عدم رضاه عن التعامل الذي يلقاه من بعد الزبائن، حيث قال: إن بعض الزبائن يظنون أن عامل التوصيل للمنازل ما هو إلا شخص مفتعل للمشاكل، فيعاملونه بتعالٍ وبطريقة جارحة، لافتا إلى أن مثل هؤلاء الزبائن قد اعتادوا مثل هذا النوع من التعامل نظرًا للقلة القليلة التي اتهمها بالإساءة لباقي العاملين بالمجال، مضيفا إلى أنه يعمل مدرسا للغة العربية بدرجة معلم أول، لكن ظروفه المادية لا تتوافق مع متطلبات أسرته مما اضطره للعمل في التوصيل لتحسين دخله لتوفير المال الكافي لإعالة أسرته.