قال رمسيس النجار، محامي الكنيسة الأرثوذكسية، إن استهداف المسيحيين بشكل متكرر يهدف لإظهار أن الدولة ضعيفة لا تستطيع حمايتهم، والضغط عليهم حتى يصلوا إلى مرحلة السخط والانفجار. يأتي ذلك في أعقاب للهجوم الإرهابي الذي استهدف أمس حافلة كانت تقل مسيحيين بمحافظة المنيا؛ ما أسفر عن مقتل 29 وإصابة أكثر من 20 آخرين. فيما ردت مصر بقصف ما قالت إنها أهداف تابعة لتنظيم "داعش" في ليبيا. وأضاف رمسيس في تصريح إلى "المصريون"، أن "داعش كان قريبًا من مصر وسيطر على أجزاء كبيرة في سيناء لفترة معينة، والآن خرجت السيطرة من تحت يديه بعد الضربات التي وجهتها له القوات المسلحة في سيناء، لذلك يريد أن يمارس نشاطًا آخر في المحافظات باستهداف المسيحيين وترويعهم". وأوضح أن "وقف هذه الممارسات الإجرامية لن يكون إلا عبر المخابرات المعلوماتية التي تعمل على الحصول على المعلومة قبل بداية التفجير، وبتالي تحللها الأجهزة المعنية ثم تتحرك أجهزة الشرطة والجيش لوقف أعمال الإرهاب والقبض على الإرهابيين". وتابع: "مما لا شك فيه نحن نقر أن المسيحيين يؤيدون النظام السياسي الحالي، ومستمرون في التأييد ويبحثون عن ستار سياسي لحمايتهم وتحقيق طموحاتهم، لكن السياسة بعيدة عن الكنيسة، إلا أن الضغط على الشعب المسيحي يدفعهم لحث قيادات الكنيسة على التواصل مع المسئولين لتوفير الأمن والأمان". إلى ذلك، قال علاء علي، باحث في التاريخ القبطي، إن "محاولات استهداف المسيحيين في مصر هو أمر متكرر منذ الاحتلال البريطاني لمصر، وهي آلية يستخدمها العدو لإحداث فرقة أو فتنة طائفية بين أفراد المجتمع ليتمكن من السيطرة على الأوضاع". وأوضح ل"المصريون"، أن "الكنيسة المصرية هي كنيسة شرقية، وتذكر الدراسات القبطية أنها دائمة المطالب وهذا يعرضها للمؤامرات المتكررة التي تستهدف زعزعة الاستقرار الداخلي". وأكد أن "دخول مسيحيي مصر في المعادلة السياسية جعلهم عرضة للمكايدة والأعمال الإرهابية التي تحولت من محاولة لإحداث فتنة طائفية إلى الانتقام السياسي من مساندتهم للنظام، وبالتالي فإن التوقف عن لعب دور سياسي سيكون له العامل الأكبر في وقف العمليات الإرهابية التي تستهدفهم في مصر، لا سيما أن الإرهابيين أعلنوا في أكثر من مناسبة عن هذا السبب". وأشار إلى أن "تغيير فكر الجماعات المتطرفة بنشر مبدأ المواطنة بينهم وبين المسيحيين، سيكون له دور إيجابي في تغيير معتقداتهم والتوقف عن ملاحقة المسيحيين في أماكنهم ودور عباداتهم".