التزوير "الغشيم" الذى مارسته "سلطات الحكم المصرية" ضد كل من: محمد جمال حشمت ومكارم الديرى وحازم صلاح أبو إسماعيل سيظل عاراً يلاحق كل من شارك فيه أو سكت عليه لا إلى القبر فحسب، بل إلى ما بعد موته بكثير. حيث ستذكر كتب التاريخ بعد زمن نرجو ألا يطول أن نظاماً تولى حكم مصر وبلغ به الاستبداد والاستخفاف بالناس "استخف قومه فأطاعوه" حداً لم يبلغه نظام قبله، ويصعب جدا أن يبلغه نظام بعده إلا بجهد جهيد، فقد وصل الاستبداد إلى درجة إعلان النظام فوز "آمال عثمان" فى دائرة الدقى على الرغم من أنه سبق أن أعلن سقوطها المدوى ونشر فى جرائده أن "أبو إسماعيل" هو الفائز! الموقف نفسه حدث مع "حشمت" الذى نشرت جرائد الحكومة أنه فاز على "مصطفى الفقى" محققاً 34 ألف صوت مقابل أقل من 6آلاف صوت للفقى، الذى عاد النظام ليعلن فوزه بدم بارد، وكأنه لا يمارس تزويرا مفضوحا إرادة الناس! أما "مكارم الديرى" فقد هزمت ملايين الجنيهات التى دفعها "مصطفى السلاب" وشققه التى وزعها ليحصل على أصوات الدائرة، كما هزمت البلطجة وتدخل الأمن وتزوير الجداول وإضافة موظفى هيئات الدولة غير المقيمين فى الدائرة إليها، كل هذا انتصرت عليه "مكارم الديرى" ونجحت مع زميلها "عصام مختار فى الفوز بمقعدى الدائرة وبفارق شاسع من الأصوات، لكنها فوجئت بالمسئول عن لجنة الانتخابات يبلغها بأن هذه دائرة الرئيس ولا يمكن أن يمثلها اثنان من الإخوان المسلمين، وعلى هذا فإنه سيعلن نجاح عصام والسلاب، و"كفايه على الإخوان مقعد واحد" وإلا فإنه سيعلن إعادة الانتخابات بالكامل فى الدائرة، ومن داخل اللجنة تم الاتصال بقيادى إخوانى رفيع المستوى وافق على "التسوية" حقناً للدماء "وحتى تربى الدكتورة أحفادها" كما قال! هذه الوقائع لا أعتقد أن مرتكبيها سيفلتون من العقاب، فالعار أطول من العمر، وعار الجريمة البشعة التى حرمت الشعب من ممثليه وجاءت بممثلين هزليين إلى مقاعد المجلس التشريعى سيلاحق كل من ساهم فى ارتكابه، وأكاد أسمع صوت الراديو وهو يقول "اجتازت مصر فترة عصيبة من الفساد والاستبداد وسوء الحكم.. وتولى أمورنا إما فاسد أو جاهل"، بينما تلميذ يحفظ درساً من كتاب التاريخ مردداً "زورت الحكومة الانتخابات واستخدمت سلطتها الغاشمة غير مبالية بإرادة الشعب" ثم يرفع التلميذ النجيب رأسه مسائلاً أباه: لماذا تأخرتم طويلاً قبل أن تقاوموا هذا الفساد والاستبداد يا أبى؟