رد الدكتور أسامة رشدي، المستشار السياسي لحزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية ل "الجماعة الإسلامية"، على الانتقادات التي وجهتها الإعلامية آيات عربية للحزب، واستنكارها للبيان الصادر عنه خلال مؤتمره العام ب "الحفاظ على مؤسسات الدولة باعتبارها ملك لكل المصريين". وعلق رشدي على انتقادات عرابي دون أن يشير إليها بالاسم، قائلاً: "مما عمت به البلوى في العمل السياسي الآن بروز بعض الهواة ممن يتصورون أن "الردح السياسي" على وسائل التواصل الاجتماعي والتطاول على كل فكرة والإساءة لكل اجتهاد يمكن أن يقربنا إلى تحقيق النتيجة التي يتطلع إليها شعبنا وبلدنا الذي يضيع ويغرق في أزمات طاحنة؛ وعشرات الآلاف من إخواننا في السجون". وأضاف رشدي في تصريحات له، قائلاً: ومن ذلك، الحملة على حزب "البناء والتنمية" والذي عقد مؤخرًا مؤتمره العام وعلى التوصيات الختامية التي وافق عليها، فيما يتعلق بالوضع العام في مصر، وانصب (الردح) على التوصية المتعلقة "بالحفاظ على مؤسسات الدولة باعتبارها ملكًا لجميع المصريين، وواحدة من أهم مقدرات الوطن، فضلا عن التوصية الأخرى "بدعم كل جهد لإنهاء الانقسام وتهيئة بيئة للوصول لاصطفاف وطني لبناء مستقبل الوطن". وثمن رشدي، ما أعلنه المتحدث باسم الحزب في المؤتمر، قائلاً إن "هذا هو نفس ما أعلناه مرارًا ونؤكد عليه منذ البداية، وهو نفس ما توافقنا عليه منذ تأسيس "التحالف الوطني لدعم الشرعية" والذي مازلنا متمسكين برمزيته؛ فلو راجعتم وثيقة الرؤية الاستراتيجية للتحالف الصادرة في 16 نوفمبر 2013 في أوج الحراك الثوري في مصر.. تحت عنوان: "الغايات الاستراتيجية.. البند رقم 8 (الحفاظ على الدولة المصرية وعلى وحدة الوطن وتماسك أبناء الشعب)". وعاد رشدي لمخاطبة عرابي بشكل غير مباشر، قائلاً: "ما لايفهمه هواة الردح السياسي الذين أصبحوا فجأة منظرين للثورة ولا يملون من محاولات جرنا إلى دوائر مرفوضة تتناقض عما اختطته الثورة لنفسها من طريق من البداية، أن الدولة ليست النظام.. فهذه هي نفس الدولة التي كان حكمها الرئيس الأسبق مرسي، الذي يتمسحون به لتبرير مسلكهم، ولو قدر للدكتور مرسي أن يتحدث الآن لما تجاوز ما نقوله. وأضاف: "أما السلطة الحالية فهي ما نسعى لإسقاطها واستعادة مكتسبات ثورة يناير، فإذا أسقطنا الدولة - كما يريدون- نكون فعلنا كالدبة التي قتلت صاحبها، وهي تزعم أنها تذب عنه هؤلاء الذين يلوكون الكلام بدون فهم ولا يعرفون أن إسقاط الدول لا يكون إلا بحروب أهلية يذهب ضحاياها مئات الآلاف من البشر وتدمر عندها الدولة. واستدرك قائلاً: "وفي الغالب أيضًا لن تسقط بل ستتوحش هذه الدولة وستكون مسرحًا للخراب والتدخلات والاحتلالات الأجنبية، والدول التي تسقط لا تعود كما كانت من جديد.. فأي عبث يريده هؤلاء؟". ووصف رشدي محاولات بعض "الهواة" لهدم مؤسسات الدولة مثل الجيش والشرطة، بأنها لا تعدو كونها نوعًا من التفكير بالتمني، لأنهم يفتقدون لأدنى تصور لكيفية حدوث ذلك ونتائجه.. وبالتالي فكلها أفكار لا تعدو أن تكون تنفيسًا لغضب أو تماهيًا في تغييب وعي الناس عن رؤية استراتيجية حقيقية تراعي موازين القوة والأولوية والتدرج. وشدد رشدي على ضرورة الاصطفاف، مؤكدًا أنه "لو قدر أيضًا للرئيس مرسي الذي نعرفه أكثر من هؤلاء وكذلك إخوانه ممن هم معنا الآن، نرى نفس الرأي مهما شاغب هؤلاء، فحكم الدول وسياسة الناس يستلزم قدرًا من التوافق وإنهاء الانقسام، وإلا فهناك مَن هم مستعدون حولنا لدعم حرب هذا ضد ذاك كما نرى من نماذج حولنا". وخلص رشدي إلى القول: "إذا كان الهواة يسعهم الشغب لأنهم ليسوا مسئولين في النهاية إلا عن أنفسهم، ولا مشروع لهم ولا رؤية ولا تجربة سياسية، فنحن ننطلق من رؤية استراتيجية تضع نصب أعينها مصالح البلاد والعباد.. وتتفادى إدخال الناس في مهالك لن تكون في صالح المشروع الإسلامي نفسه".