قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية, إن الهجمات الإلكترونية, التي استهدفت في 12 مايو عشرات الآلاف من الحواسيب في نحو مائة دولة، كانت "بمستوى غير مسبوق وستتطلب تحقيقا دوليا معقدا لمعرفة المذنبين". وأضافت الصحيفة في تعليق لها في 13 مايو, أن اعتماد البشرية على التقنيات الحديثة، أصبح مهددا بقوة, بسبب خطورة الهجمات الإلكترونية المتكررة. وتابعت " بريطانيا تعتبر أيضا هشة بشكل كبير في مواجهة الهجمات الإلكترونية، والقراصنة يعلمون هذا الشيء عنها". واستطردت الصحيفة " أسوأ شيء في الهجمات التي وقعت في 12 مايو أنها هددت بخسارة أرواح، لأنها استهدفت القطاع الصحي، ولم تتمكن المستشفيات أو الجراحون من الوصول إلى سجلات المرضى". وتوالت الشكاوى منذ الجمعة الموافق 12 مايو من دول مختلفة وشركات ومؤسسات كبرى من هجمات إلكترونية شنها قراصنة مجهولون، مما تسبب في تعطل العديد من الخدمات. وقال باحثون يعملون لدى شركة "أفاست" لبرامج الأمن الإلكتروني، إنهم رصدوا 57 ألف إصابة في 99 دولة، وكانت روسيا وأوكرانيا وتايوان الأكثر تضررا, بينما كانت أكثر الهجمات خطورة في بريطانيا، حيث اضطرت مستشفيات وعيادات لصرف المرضى, بعد أن فقدت القدرة على الدخول إلى حواسيبها. واستخدم في عملية القرصنة الإلكترونية فيروس "وانا كراي "، بحسب خدمة الصحة العامة البريطانية. ويتولى هذا الفيروس تشفير محتويات الحاسوب الذي يهاجمه بغرض مطالبة صاحبه بفدية في مقابل تمكينه من مفتاح إزالة التشفير. ومن ناحيتها، قالت مؤسسة كاسبرسكي الروسية لأمن المعلومات إن فيروس "وانا كراي" (WannaCry) -أي "أريد البكاء"- قام في 12 مايو بأكثر من 45 ألف محاولة قرصنة في نحو مائة دولة حول العالم. كما حذرت السلطات الأمريكية من موجة هجمات إلكترونية متزامنة في "العديد من دول العالم" بواسطة برنامج معلوماتي خبيث بهدف الحصول على فدى مالية، مناشدة ضحايا هذه الهجمات عدم دفع أموال للقراصنة. وأثارت هذه الموجة من الهجمات الإلكترونية قلق خبراء أمن المعلوماتية الذين لفتوا إلى أن القراصنة ربما استفادوا من ثغرة أمنية في أنظمة ويندوز، كشفت النقاب عنها وثائق سرية خاصة بوكالة الأمن القومي الأمريكية تمت قرصنتها. وحسب "الجزيرة", بحث وزراء مالية الدول السبع الكبرى -في اجتماعهم السبت الموافق 13 مايو- مسألة الأمن الإلكتروني، بعد يوم من الهجمات الإلكترونية, التي وصفها مكتب الشرطة الأوروبي (يوروبول) بأنها "غير مسبوقة". وأفادت مسودة بيان اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع المنعقد في باري جنوبإيطاليا، بتعهد الموقعين على توحيد الجهود في سبيل مكافحة تفاقم خطر الهجمات الإلكترونية الدولية. ودعت المسودة إلى ممارسات مشتركة لرصد أي نقاط ضعف في النظام المالي العالمي سريعا، وأكدت أهمية اتخاذ الشركات المالية والقطاعات في الدول إجراءات فعالة لتقييم وضع الأمن الإلكتروني. وقال وزير المالية الإيطالي بيير كارلو بادوان للصحفيين إن المناقشات التي كانت مقررة قبل هجمات الجمعة جاءت "في الوقت المناسب مع الأسف".