كان الناس قديماً يتمايزون بالاوطان والمذاهب فيقولون فلان البصري الشافعي فتعرف أنه من البصرة وشافعي المذهب وبرغم بُغضي لهذا الامر الا انه لم يكن يخلو من فائده وهي أنك تعرف مع من تتكلم فلهجته عراقية ومرجعيتة في هو المذهب الشافعي وهذا يحملك على التعاطي مع الآخر طبقاً لقناعته وهو أمر مريح جداً . ثم جاء هذا الزمان العجيب فترى الناس تتعارف عن طريق الانترنت على خلق كثير لا تعرف اسماءهم الحقيقية ولا افكارهم ولا معتقداتهم وبالرغم من أنها منصات تواصل اجتماعي إلا أننا لا نعدم التعامل مع الغرباء في اللغة والدين وخاصة المنتديات . لذلك لن تعدم أن تتعامل مع الملحدين عبر الانترنت وهم شباب في منتهى الذكاء وحاصلين على مؤهلات علمية عالية ولكنهم انتهجوا منهج الملحدين المنكرين لوجود إله و أفكارهم قديمة تناولها القرآن في ادعاءهم أننا خُلقنا عبثاً ولا يهلكنا إلا الدهر حتى منهجية ماركس وأفيونه – عياذاً بالله - .. ثم جاءت نظرية التطور لدارون بما لها وما عليها لتضيف رصيداً جديداً للملاحدة بأن الطبيعة خلقت نفسها وتطورت عبر الزمن وانبثقت الكائنات من بعضها البعض .. والحقيقة أنهم يضعون كل صفات الله للطبيعة فاذا سألتهم وما هي ماهيته هذه الطبيعة أو تعريفها ؟ لا تجد اجابة ! فهم لا يستطيعون انكار الخلق أو احكامه وأن الكون يجري وفق قوانين محددة سلفاً ولكنهم يتبعون ذلك بالقول بأن الطبيعة خلقت ذلك وطورته بحكم القوانين التي لا تُخرم .. فاذا سألتهم يا أهل العقل ومن الذي وضع أو قَنّنّ هذا القانون ؟! لا تجد اجابة ! واذا كان الله عرفنا بنفسه وكتبه ورسله فلماذا لم تعرفنا الطبيعة بنفسها ؟ وبرغم علمهم ( الظاهر) تجد أقوالهم عجيبة كقولهم إن الكون المنضبط خرج من رحم العشوائية وأن الطبيعة العمياء الغير عاقلة أخرجت كائنات مبصرة عاقلة وهو جمع بين المتناقضات ! وسؤالهم الصعب لماذا لا يتدخل الله لانقاذ الخير من براثن الشر ؟ والاجابة - قدر جهدي – هي لو أنك في قاعة امتحانات ومعك ورقة الاجابة وواضع الامتحان يراك تجيب كل الاسئلة بطريقة خاطئة فهل ترى من العدل أن يتدخل واضع الامتحان لانجاحك ؟! فنحن جميعاً في امتحان كبير واللجنة هي الدنيا والذي وضع القانون سمح لنا بالخطأ في ورقة الاجوبة وفي تصحيح الخطأ ما دمت في اللجنة فوجود الشر هو شرط الامتحان نفسه وهذا الامتحان مجرد آلية لما بعده فلو تدخل الله لانقاذ الخير من براثن الشر لما كان هناك داع للامتحان نفسه بل سيكون هذا امتحاناً لله –عز وجل – وليس للبشر ولذلك تجد أن الله يتدخل فعلاً إذا كان هذا الشر سيجتث الخير تماماً من الأرض فتكون المعجزة كما حدث للرسل من معجزات منعت اجتثاث الخير . ملاحظة أخيرة اهديها للمهتمين بهذا الملف وهي مجموعة الافلام التي تحكي عن سيطرة الكمبيوتر أو ما يسمى خطأً - وهو خطأ متعمد - بالانسان الآلي ( الروبوت ) هذة الأفلام هي اسقاط لخروج الانسان نفسه وتمرده على خالقه وقدرته على ادارة الكون بدون الاله ويمثل الانسان هنا بالربوت الذي يطور ذاته ويتمرد على خالقه .. الملخص : العالم أصبح اكثر انفتاحاً ومستحيل غلق قنوات التواصل بين البشر لكن تحصين أبناءنا واجب كل أسرة والالحاد أحد أهم هذه المشكلات وخاصة بين الشباب وهذا الجيل مختلف تماماً فاطرح عليهم الاسئلة الصعبة وهي من الذي قَنّنّ القانون الكون ؟ وما هي ماهيته الطبيعة وأوامرها ونواهيها وتشريعاتها ؟ وكيف للعشوائية أن تنتج هذ الاحكام ؟ وما هو الغرض من هذه الماكينة الضخمة المسماه بالكون ؟ ولا أقول إن قولي هذا يحل المشكلة ولكنه حجر صغير في حائط كبير يجب أن نبنيه جميعاً لحمايه اجمل هدايا الله لنا – ابناءنا – من اسوأ رد لهذا الجميل وهو الالحاد .. [email protected]