لا تزال الحكومة مصرة على الدخول في معركة مع مزارعي الأرز في المحافظات، حيث تُصدّر وزارتي الزراعة والري، تحذيرات متتالية للمزارعين من الإقدام على تلك الخطوة، باعتبار أنها تعتبر مخالفة صريحة لقرارات صادرة في وقت سابق تحذر من زراعته. الجديد في الأمر، أن المزارعين في المحافظات يزرعون الأرز بالمخالفة، دون النظر إلى التهديدات التي تطلقها الحكومة من وقت لآخر، معتبرين، أن هذه القرارات "لا قيمة لها بالنسبة إليهم" لكونهم تعودوا على زراعة الأرز منذ سنوات. على الجانب الآخر، شددت وزارة الري من قبضتها، وزادت من وعيدها بشكل ينظر بحدوث صدام وشيك بين المزارعين والحكومة، وهو ما قد نشاهده خلال الأيام القادمة، حيث أكدت وزارة الري أنها تسيطر تمامًا على زراعات الأرز، وأنها ستزيل كافة مخالفات الأرز المنزرعة فى غير المناطق المصرح بها حتى لا تحدث أزمات خلال الموسم الصيفي. يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الري حالة الطوارئ بين أجهزة الوزارة وقطاعاتها استعدادًا لموسم أقصى الاحتياجات المائية "موسم الزراعات الصيفية" وموسم الفيضان الصغير الذي يبدأ خلال أيام بالسودان والمتوقع أن تشهد خلاله مصر نقصًا حادًا في منسوب المياه. وقالت وزارة الري، إن فترة ضعف المياه ستستمر حتى يونيو القادم، كما أكدت أنها وضعت السيناريوهات المناسبة لتوفير مياه الري لزراعات المختلفة. وفي السياق، حذر نقيب الفلاحين بدمياط، مجدي البسطويسي، من هجرة المزارعين بسبب ضغوط الحكومة عليهم، معتبرًا أن عقاب مزارعي الأرز ليس هو الحل، وإنما الحل في توفير المياه للمحاصيل. وأكد البسطويسي ل "المصريون"، أن الفترة الحالية هي فترة انخفاض في المياه، ومعروفة كل عام، ومن المتوقع أن يحتاج المزارعون خصوصًا مزارعي الأرز إلى المياه، لافتًا إلى أن العام الماضي شهد كارثة، حين "بارت" أراض كثيرة بدمياط وغيرها في المحافظات. من جانبه، دعا رشدي أبو الوفا، نقيب الفلاحين بالأقصر، الحكومة إلى "التخفيف" من قبضتها على الفلاح، معتيرًا أن ما يحدث من شأنه الدخول في صراع معهم. واستدل أبو الوفا في تصريحه ل "المصريون" بما فعلته الحكومة مع مزارعي القصب، لافتًا إلى أن تكسب عداءات الفلاحين، مضيفًا: ليس معنى وجود عجز في المياه أو نقصانها أن تتجه الحكومة لعقاب المزارعين بحرامنهم من المحاصيل أو التعامل معهم بعنف في حال المخالفة.