تتجه الحكومة إلى حصر مساحات الأرز، للمرة الثالثة، بينما تسمح باستيراده من الخارج، على الرغم مما يشكله من أهمية فهو الغذاء الأول والمفضل لملايين المصريين. وكانت المساحات المزروعة بالأرز تتخطى المليون ونصف فدان، إلا أن نقص المياه وضعفها أجبر الحكومة على وضع خطط لتقليص مساحة الأراضي المزروعة إلى 750 ألف فدان في العام الماضي. لكن الحكومة قلصت المساحات المزروعة بشكل أكبر، في إطار خطة للتخلص من محصول الأرز نهائيًا، لتوفير المياه، حيث تخشى مصر من أن يؤثر سد النهضة الإثيوبي على حصتها من مياه النيل. فيما يتخوف المزارعون من تداعيات ذلك، خاصة مع انعدام المياه تمامًا في نهايات المصارف والترع بعدد من المحافظات خصوصًا دمياط، وتوقف المزارعين في المحافظات عن زراعة الأرز، بسبب الحكومة التي حصرت زراعته في 6 محافظات فقط. وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة، حامد عبد الدايم، إن الحكومة لم تعلن رسميا عن تقليص مساحات الأرز، لافتًا إلى أنها حددت زراعته بهدف الاستفادة من الأراضي ومنع إهدار مئات الأمتار من المياه. وأوضح عبد الدايم ل "المصريون"، أن "حصة مصر المائية محدودة وهناك استنزاف للموجود لدينا"، معتبرًا أن "الترشيد في الاستهلاك ليس معناه أن تقلص الحكومات المساحات أو أن تقضي على المحصول". في المقابل، اتهم نقيب المنتجين الزراعيين، نصر فريد واصل، وزير الزراعة عصام فايد، بأنه يهدف للقضاء على محصول الأرز نهائيًا، وهي سياسة واضحة واتجاه من جانب الحكومة لتشريد آلاف المزارعين. واستنكر واصل في تصريح إلى "المصريون"، الخطط التي تسير عليها وزارة الزراعة للتخلص من محصول الأرز، متسائلاً: "لماذا نمنع زراعة محصول ونستورده من الخارج"؟، معتبرًا أن "هناك اضطرابًا في سياسة وزير الزراعة عصام فايد". وتناوبت الحكومات المتعاقبة على خنق مزارعي الأرز وذلك لكونه المحصول الأكثر استنزافًا للمياه بعد الموز، ووضعت وزارة الزراعة خطط حصر المحصول في محافظات معينة، كما فعلت ذلك مع محاصيل أخرى وذلك بهدف الحفاظ على نزيف المياه المتواصل. ووص مجدي البسطويسي، نقيب الفلاحين بدمياط، أوضاع المزارعين في ظل إجراءات الحكومة ب "المأساوية"، مضيفًا: "الفلاحين جايين على مصر". وأوضح البسطويسي ل "المصريون"، أن "الفلاح بارت أرضه لأنه لاتوجد مياه، ومن تصل إليه المياه محروم من زراعة الأرز، ولم يعد أمامه سوى الهجرة إلى القاهرة والعمل في أي مهنة حتى يستطيع أن يعيش في ظل الظروف الحالية"، لافتًا إلى أن "الفترة الحالية تشهد ضغوطًا كبيرة على الفلاح".