«تخطى كل الخطوط الحمراء».. تنطبق هذه الكلمة على برنامج "جراب حواء" الذي يذاع من شاشة قناة "ال تي سي" الفضائية، حيث حرص هذا البرنامج على تقديم قوالب ومواضيع إعلامية اعتبرها بعض الإعلاميين غير أخلاقية ولا تحترم ميثاق الشرف الإعلامي للمهنة وللتليفزيون. وخلال الأيام القليلة السابقة كان للبرنامج عدة سقطات إعلامية، رصدت "المصريون" فى السطور التالية بعضها: رقص مذيعات البرنامج على مهرجانات شعبية وتناولت مذيعات برنامج "جراب حواء" حلقة تتحدث عن موضوع رقص المهرجانات وانتشاره بين الشباب بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة. وخلال الحلقة قامت كل من الإعلامية هبة زياد وإيمان الصاوي وفاطمة شنان مقدمات البرنامج، بالرقص على الهواء مباشرة على أنغام أغاني المهرجانات أثناء استضافة مدرب رقص مهرجانات بالحلقة. وهذا الأمر أثار غضب المشاهدين لأنهم اعتبروه نوعا من أنواع الإسفاف والخروج عن النص وتقديم موضوعات غير لائقة. مذيعة البرنامج للفتيات: "اعرفي شاب واتنين وتلاتة لحد ما تقررى تتجوزى" وفى واقعة أخرى للبرنامج أثارت غضب المشاهدين، تناولت المذيعة إيمان الصاوى كواليس قرار الزواج، وتأثير الأهالي على اختيارات الشباب، وتوقعات البنت للزوج المستقبلي والعكس. ونصحت المذيعة الفتيات بأن يكثرن من علاقاتهن مع الشباب قائلة: "اعرفي شاب واتنين وتلاتة لحد ماتقرري تتجوزي، ومش معنى كده إنك بنت مش محترمة، إحنا لازم نغير أفكارنا شوية". مذيعة تخدع المشاهدين على الهواء وفى واقعة آخرى ناقشت هبة الزياد، مقدمة برنامج "جراب حواء"، مسألة الطلاق متساءلة: "كيف أصبح الأمر سهلا على الشباب". وخلال تقديمها الحلقة تلقت اتصالاً من زوجها، ونشبت مشاجرة قصيرة انتهت بإلقاء زوجها يمين الطلاق عليها، لترد "في داهية". وأوضحت المذيعة بعدها وزميلتها إيمان الصاوي أن هذه الحيلة أقدمت عليها بالاتفاق مع زوجها، لتثبت وجهة نظرها التي تقدمها في الحلقة بشكل عملي. مذيعة لمتصل: "أنت متصل تعاكسنا.. مرسيه" فاجأ متصل يدعى محمد من القاهرة، الإعلامية أميرة الفيشاوي وهبة الزياد، أحد مقدمى برنامج "جراب حواء"، بوصلة من المغازلة والمعاكسة على الهواء. وقال المتصل في مداخلة هاتفية: "بعيدًا عن موضوع الحلقة، البرنامج فيه حاجتين النهاردة حلوين، ومبسوط جدًا، وأنا بتصل علشان أعاكس بس"، فردت عليه الإعلامية هبة الزياد، قائلة: "أنت متصل تعاكسنا.. ميرسه". من جانبه قال عادى عبد الغفار، خبير التدريب الإعلامي العربي والمستشار الإعلامي لوزارات البيئة والتربية والتعليم والتموين والتجارة الداخلية، وأستاذ الإعلام والرأى العام بجامعة القاهرة، إن المواضيع غير الهادفة وغير الأخلاقية التي تقدمها هذه البرنامج وغيره من البرامج، السبب الرئيسي لها هو الفراغ الإعلامي والرغبة في زيادة نسبه المشاهدة عن طريق جذب المشاهدين. وطالب "عبد الغفار" في تصريحات خاصة ل"المصريون": "المجلس الأعلى للإعلام والصحافة يشكل لجنة مراقبة ترصد السقطات الإعلامية لهذه البرامج وتقرر وقفها، حفاظًا على المهنة، لأنه من واجب المجلس أن يقوم بهذا العمل". وتابع الخبير الإعلامى: "تلك البرامج فاشلة ولن تدوم طويلًا لأنها تعتمد على الإسفاف في مادتها الإعلامية، وهذا عكس البرامج التي تتعمد بناء علاقة قوية مع لجمهور". بدوره قال محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: "لا يوجد في مصر برامج للمرأة من الأساس، وإنما ما يقدم على الفضائيات هو إسفاف بين امرأة وامرأة آخرى على مرأى ومسمع من الناس، وتعالج قضايا بها خروج عن عادات وقيم المجتمع، وللأسف يتم مشاهدتها بكثافة من الجمهور، وغابت عن هذه البرامج قضايا المرأة ومشكلاتها السياسية والاجتماعية وإنتاجها وعلاقتها بزوجها وأولادها وفترة الحمل والإنجاب ورعاية الأسرة وتكوين ابن مصري قادر على تحمل مسئولية البناء ". وأضاف أستاذ الإعلام: "لا توجد فضائية تعالج قضايا المرأة بشكل موضوعي وبه ثراء وقوة وتلتزم بالأخلاقيات، وكلها برامج سطحية وبها خروج عن الأخلاقيات وخناقات بين المذيعات، وصور ومظاهر جميلة لهن، وضيوف ليسوا على قدر مميز وموضوعي، كما أن بها إيحاءات جنسية وخروج عن المألوف، وللأسف المرأة مشغولة عن أبنائها الآن ونحتاج إلى برامج توعية لها كي تساعدها على النهوض وتدعمها وتساعد على تقدمها للأفضل ومن ثم المجتمع كله على المستوى السياسى والاقتصادي والاجتماعي". وتابع: "عندما نقارن هذه البرامج ببرامج المرأة في الستينيات والسبعينات على تليفزيون الدولة ندرك مدى السطحية في البرامج الحالية، ويجب على التلفزيون الرسمي للدولة أن يتبنى برامج المرأة والطفل كما كان يقدمها في السابق، لكن نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها التلفزيون الرسمي تراجع دوره، لكن مع وجود الهيئة الوطنية للإعلام نأمل أن يكون هناك تركيز على هذا الجانب لأن المرأة والطفل هما أعمدة يُبني عليها المجتمع. واشار إلى أن الفضائيات الخاصة يقع عليها جزء من المسئولية لأن لها هدف ربحي وتوجهات خاصة بها، لافتًا إلى أن الدور الخدمي الرئيس يقع على الدولة وتليفزيونها الرسمي.