أنتهى منذ أيام المؤتمر الثالث للشباب و الذى أقيم بمحافظة الإسماعيلية برئاسة السيد عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وبحضور نحو 1200 شاب من محافظتى سيناء و مدن القناة بالإضافة لأعضاء الحكومة، و كما تعودنا فى المؤتمرين السابقين الذى أقيم الأول فى مدينة شرم الشيخ و الثانى فى أسوان أن يقوم الشباب بتوجيه عدة تساؤلات للسيد عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية و يقوم سيادته بالرد عليها، ويقابل هذا الرد سيجال واسع على مواقع التواصل الإجتماعى ما بين مقتنع بالرد ومن يرى بغير ذلك. و لكى يتم الإجابة على هذا السؤال دون تهويل أو تهوين، فعلينا أن نلجأ لما يدور حولنا فى الواقع و ليس فى الخيال و الأمنيات، خاصة و أن من ضمن الأسئلة التى قام الشباب بتوجيهها إلى السيد الرئيس و هو سؤال من أحد الشباب يسأله (فى حالة ترشحكم مرة أخرى، ماذا لو لم تنجح فى الإنتخابات؟) و هذا السؤال إن دل على شيئ فيدل على احساس بعض الشباب بأن خطى التنمية تسير بشكل بطء جدا لا يتناسب مع طموحات و آمال الشباب الذى كان يأمل فى وضع أفضل مما نحن عليه الآن. فمنذ أن أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى فى بدايات عام 2016 بأنه سيكون عاما للشباب – حيث يمثل نسبة الشباب الغالبية العظمى من الشعب 60% شباب - تخيلنا جميعا بأنه طبقا للمُسمى سيتم تمكين الشباب فى كافة المجالات و اطلاق العنان لهم فى المشاركة فى إدارة شئون البلاد و هذا ما كان يردده الرئيس فى أكثر من لقاء، ولكن العبرة بالنتيجة. فبالرغم من انتهاء وزارة التضامن الاجتماعى فى سبتمبر 2016 يعاونها وزارة التنمية المحلية من تدريب 40 ألف شاب على المحليات والعمل العام، عن طريق رفع وعيهم بمفهوم أركان الدولة ونظام الحكم والفرق بين النظام البرلماني والنظام الرئاسي، أليات عمل البرلمان والحكومة والسلطة القضائية، وكيف ناقش الدستور المحليات، ومراحل العملية الانتخابية، بالإضافة إلى كيفية وضع برنامج انتخابي وتوفير التمويل الكافي للحملات الانتخابية، كل ذلك من خلال مبادرة ( مستقبلنا فى ايدينا ) التى تبنتها وزارتى التضامن الإجتماعى و التنمية المحلية بغرض تخريج كوادر حقيقية للمحليات يستطيعون الشباب من خلالها تحقيق حلمهم بالمشاركة الفعالة فى وضع الحلول و المقترحات ومتابعة تنفيذ القرارات الخاصة بالمشكلات التى تمر بها مجتمعاتهم، و متابعة تنفيذها على أرض الواقع مع السادة التنفيذين، إلا أنه لسبب غير معروف تأجلت الإنتخابات المحلية رغم وعود الرئيس بعقدها فى 2016 فتأجل معها حلم الشباب وتمكينهم فى صنع القرار. أما النقطة الثانية وهى خاصة ببرنامج "التأهيل الرئاسي" الذى أطلقه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى العام الماضى والذى من المفترض أن يهدف إلى إنشاء قاعدة شبابية من الكفاءات القادرة على تولى المسؤولية السياسية، والمجتمعية، والإدارية فى الدولة. وذلك من خلال تأهيلهم بأحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمى والعملى ليكونوا مساعدين للسادة الوزراء. و حتى الآن لم تتم انتخابات المحليات رغم الوعود الكثيرة و لم نسمع عن أى شاب من برنامج التأهيل الرئاسى تم تعيينه مساعدا لأى وزير أو حتى مساعدا لرئيس حى فى محافظة صغيرة ولو على سبيل التجربة بل الأغرب و الأعجب بأن المهندس شريف اسماعيل رئيس الحكومة أصدر قرارا بتاريخ 9 يونيو 2016 بأن من سيتولى منصب مساعد وزير لن يقل سنه عن 35 عاما ( أى أنه تخطى فئة الشباب التى نص عليها الدستور من 21 : 35 عاما ). و تستمر الحكومة فى أفعالها التى تخالف أقوالها ، ففى أول شهر من عام 2017 تقر الحكومة عن طريق هيئة التنظيم والإدارة بقرار هو "عدم خضوع رؤساء وأعضاء مجالس إدارات الهيئات العامة لسن التقاعد المقرر في قانون الخدمة المدنية، البالغ ستين عامًا" أى أن أصحاب هذه المناصب سيظلوا فى مناصبهم إلى أن يشاء الله مما سيعمل على تضييق الفرصة لمن هم أقل سنا فالأقل فالأقل، و الذى سيترتب عليه أن فرص الشباب تتقلص أكثر. حتى عندما تم اجراء تعديل وزارى فى شهر فبراير الماضى و تغيير بعض المحافظين، لم يتم النظر لفئة الشباب من قريب أو من بعيد لتعيين البعض مساعدين لهؤلاء الوزراء أو المحافظين أو حتى مساعدين لرؤساء الأحياء. و لى هنا سؤال يطرح نفسه بقوة : إذا لم يتم الإستعانة بشباب خريجي برنامج التأهيل الرئاسى فى التعديلات الوزارية أو المحافظين، و إذا لم يتم إجراء انتخابات المجالس المحلية فمتى ستستفيد الدولة من هؤلاء الشباب؟!!! أين هو تمكين الشباب الذى تتحدث عنه الدولة ، هل مجرد حضور الشباب للمؤتمرات يعد هذا فى نظر الدولة تمكين ؟!!! السيد الرئيس إن أردت سرعة فى التنمية و تعديل التأخر الذى نحن عليه الآن فيجب اعطاء فرص حقيقية للشباب فى المشاركة فى صنع القرار و اطلاق العنان لهم بصورة رسمية لإنخراطهم فى مجتمعاتهم لمشاركة السادة التنفيذيين فى وضع الخطط التنموية و متابعتها لتنفيذها على أكمل وجه، حتى نستطيع أن نتخطى المرحلة الصعبة التى نمر بها الآن، و لن يتم ذلك إلا بوجود انتخابات محلية نزيهة و مساعدين للسادة الوزراء من الشباب، فالعالم كله يتقدم بالشباب ومصر مليئة بالكفاءات و لكن ينقصهم الفرصة. ونأمل أن يأتى المؤتمر القادم للشباب و به ما تمنيته فى السطور السابقة، عندها فقط ستكون تلك المؤتمرات للتمكين و ليس للتسكين. وفقنا الله جميعا فى تحقيق التنمية لبلدنا الغالية مصر. Yasser Badry [email protected]