دمجهم فى الحياة السياسية مطلب شعبى لابد من تنفيذه على وجه السرعة، وهو ما وجه إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب الأول بشرم الشيخ .. فعلى مر السنوات الماضية كان الشباب يطالبون بتأسيس كوادر سياسية وتحضير صف ثان وثالث من الشباب، ودمجهم فى الحياة السياسية أو اعتلاء المناصب القيادية فى الدولة، وليتحقق هذا المطلب يجب أن يكون على أسس بناءة وقوية، لأن تمكين الشباب له مفهوم واستراتيجيات لتحقيقه، وهو ما أكده بعض الشباب الذين سيلتحقون ببرنامج الرئيس الذى سيستمر ما بين ستة أشهر إلى سنة على الأقل وكان لابد من شرح مفهومهم السياسى وأهدافهم ورؤيتهم المستقبلية . فى البداية يوضح المهندس محمد أنور رئيس المجلس الوطنى للتنمية أن مفهوم تمكين الشباب مفهوم واسع ، لذا يجب تحديد ذلك التمكين، هل هو تمكين سياسى أم اقتصادى أم اجتماعى أم مهنى وهو مالم يتم حتى الآن وبالتالى نحن نفتقد لوجود آلية حقيقية تدعم تمكين الشباب ، وبالتالى نحتاج إلى وضع استراتيجية وطنية واضحة لتمكين الشباب، فمازالت الفجوة متسعة بين الشباب والحكومة، رغم محاولات الرئيس السيسى للاقتراب أكثر من الشباب ومحاولة دمجهم فيما تمر به البلاد من ظروف اقتصادية وأمنية وسياسية، ليكون لديهم الوعى الكافي، بما تمر به البلاد من ظروف صعبة فى هذه المرحلة الجوهرية من تاريخ مصر الحديثة ، ولعل مؤتمر شرم الشيخ الذى لم يسبق له مثيل من قبل فى وجود جميع أجهزة الدولة للاستماع الى وجهات نظر الشباب فى مختلف القضايا ومحاولة دمج أفكار ومقترحات الشباب فى إيجاد حلول مبتكرة وغير تقليدية لتلك القضايا . وأضاف: إننى أناشد الرئيس بضرورة وضع خطة استراتيجية تتضمن تعريفا تفصيليا لمفهوم تمكين الشباب ، ووضع الاستراتيجية العامة لها ، ورسم خطط تضعها الحكومة بمشاركة الشباب من أجل تحقيق مفهوم تمكين الشباب فى المجال الاقتصادى والسياسى والاجتماعى والتعليمى . وعن المبادرة التى تقدم بها المجلس فى «مؤتمر شباب مصر أمل مصر» الذى نظمه المجلس القومى لشئون القبائل المصرية، قال المهندس محمد أنور إنه تقدم بِ«مشروع قادة المستقبل» الذى تقوم فكرته على التحاق الشباب بمعسكر لمدة سنة ، يدرسون خلالها دورات لإعداد القادة والجودة والعمليات الانتاجية مع زيارات للمحافظين والوزراء للاطلاع على القضايا والأولويات لدى الجهاز التنفيذى للدولة ولاكتساب مزيد من الخبرة العملية على أرض الواقع . حلول غير تقليدية أما إيمان الحلوانى عضو المجلس الوطنى للتنمية ، فتقول إننى أسمع عن مصطلح تمكين الشباب منذ سنوات ، ولكن لم أجد خلال هذه السنوات خطة واضحة لتمكين الشباب وفقا لاستراتيجية معلنة يشارك الشباب فى صياغتها مع المسئولين ، وفى المقابل أرى أن الرئيس هو الأقرب لنا كشباب بمحاولاته غير المسبوقة لدفع أجهزة الدولة ليس فقط للاستماع الى الشباب ، ولكن الى محاولة تأهيل الشباب ليكونوا قادة المستقبل وليكونوا بمثابة قيادات الصف الثانى التى تعمل وتبتكر حلولا غير تقليدية تتوافق مع سرعة انتقال المعلومات عبر العالم الافتراضى الذى بات مفروضا وبقوة على كل مستخدمى التكنولوجيا الحديثة . مشاركة رجال الأعمال أما أحمد يحى مصطفى كامل باحث قانونى بمكتب المستشار القانونى لمحافظة الاسكندرية فيقول إننى أتطلع الى وجود آلية حقيقية لتمكين الشباب حتى يكونوا قيادات مستقبلية ، وأرى أن دمج الشباب ذوى الخبرة فى الحياة العامة والحياة السياسية فى برامج تأهيل الشباب ضرورة ملحة إذ لن يكون هناك جدوى من تخريج شباب دارس للإدارة فقط وبدون خبرة أو ممارسة عملية على أرض الواقع لاسيما أن هناك آلاف الخريجين الشباب الذين درسوا العلوم الادارية وغيرها واصطدموا بالواقع عند تخرجهم . أما جمال الطحان عضو مكتب الشئون القانونية بمحافظة الاسكندرية ، وملتحق ببرنامج تأهيل القيادات الحكومية المستقبلية الشابة بالتعاون مع الجامعة الفرنسية ، فيقول إن تمكين الشباب من القيادة يعد أحد أهم الركائز المهمة لتحقيق أهداف واستراتيجيات المؤسسة التى ينتمى إليها الشاب ولكن نظرا لمحدودية الموارد المقدمة لتأهيل الشباب فإن شريحة كبيرة منهم لا تشعر بواقعية برنامج تمكين الشباب الذى تقدمه الدولة للشباب فى مختلف القطاعات ، وبالتالى فإننى أدعو الى مشاركة رجال الأعمال والصناعة فى برنامج تأهيل الشباب للقيادة لأنهم ضمن أهم شرائح المجتمع التى ستستفيد من القيادات الشابة المؤهلة فيما بعد . أما محمد ثابت الشامى أحد الملتحقين بالبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة فيقول إن البرنامج الرئاسى هو البداية الحقيقية للتمكين لأنه سوف يفرز للدولة المصرية عباقرة وقادة التغيير ، فهم حقا سفراء التغيير فى مختلف المجالات وسيكون لديهم «ثقافة الدخول فى التفاصيل» والتى تمنى الرئيس أن تكون لدى كل مسئول ليواجهوا التحديات ويقدموا الرؤى والحلول .. لقد بات الأمر وشيكا أن نرى منهم الآن نماذج للقيادة الإبداعية ، فنحن نمتلك الإمكانيات والقدرات المطلوبة ، بل ونمتلك ما هو أعظم من ذلك ، نمتلك الإيمان بالله عز وجل والإرادة والنقاء والضمير وحب الوطن ، فتمكين الشباب بات «قرار» . مستقبلنا فى أيدينا ويقول مجدي ماهر مدرب التنمية السياسية والمحلية ورئيس المجلس الشعبى المحلى للشباب بمحافظة المنوفية، إن مشروع «مستقبلنا فى أيدينا» هو مشروع لتمكين الشباب لخوض انتخابات المجالس المحلية وإيجاد كوادر جديدة قادرة على خوض غمار انتخابات المحليات، وهو مشروع تابع لوزارات التضامن الاجتماعى والتنمية المحلية والشباب والرياضة، وذلك بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، ويهدف إلي تدريب حوالى مليون متدرب على الأقل على مستوى الجمهورية، بما يعادل تدريب ما يقرب من 4000 شاب وفتاة من كل محافظة.