حَلّ د.مرسى فى 09/05/2012 ضيفاَ على إحدى الفضائيات التى تناقش برامج مرشحى الرئاسة, فسأله المحاور وبعض الضيوف أسئلة حول الاقتصاد والسياسة والأمن القومى والصحة, وقد أجاب بإجابات طيبة والتى قد يتفق بشأنها كل مرشحى الرئاسة, لكن بدت بعض التصريحات بحاجة إلى وقفة للتأمل, منها: مرسى مسئول الكتاتني سأل المحاور د.مرسى سؤالاً عن رئيسى مجلس الشعب والشورى, فصرح بعلاقة مصاهرة بينه وبين الدكتور أحمد فهمى, وحينما سأله المحاور عن د.الكتاتنى، قال: إننى كنت مسئوله (باعتبار أن الكتاتنى كان أمينًا للحزب ومرسى رئيسه)، ثم قال: (حينما أكون رئيسًا لمصر سأكون مسئوله!). ونحن نعلم أن الإخوان "فى أدبياتهم" يُطلقون على القائد لفظة مسئول (لجنة - شُعبة – منطقة – مكتب إدارى), ومن ثم فتصريح د.مرسى يثير تساؤلاً هامًا: كيف يُمكن لرئيس السلطة التنفيذية أن يكون رئيسًا لرئيس السلطة التشريعية؟.. وكيف يستقبل المتوجسون من الإخوان مثل هذا التصريح؟ لذلك أتمنى أن يصحح د.مرسى ذلك فى أى لقاء قادم. هل يخطئ الإخوان؟ فى سياق البرنامج سأل المحاور د.مرسى سؤالاً مباشرًا: هل يُخطئ الإخوان؟.. وللسؤال أهمية, وكذلك إجابة د.مرسى, لأنه يقدم فكرة المرجعية الإسلامية للإخوان (ولغيرهم أيضًا)، على أنها فهم بشرى لا يتعلق بقداسة النص.. ومن ثم فمناقشة أى طرح إخوانى أو سلفى أو غيره, هو مناقشة لفهم أصحابه وليس مناقشة للمقدس الذى لا يجوز المساس به.. وقد أكد د.مرسى على ذلك حين أجاب: نعم.. نحن بشر.. نُصيب ونُخطئ.. فقال له المحاور: اذكر ثلاثة أخطاء.. فأجاب د.مرسى: أخطأنا حينما قررنا فى 10/02/2011 أننا لن نقدم مرشحًا للرئاسة.. وأخطأنا حين لم نراع المزاج العام عند تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور.. ثم ذكر الخطأ الثالث والذى يتعلق ببعض التقصير فى حملته الانتخابية.. وأضاف بعد ذلك (مازحًا) أنه بمعدل خطأ لكل شهر!!.. وهذه المرة الأولى أن يصرح فيها مسئول إخوانى على هذا المستوى ببعض الأخطاء. لقد كان قرار الإخوان فى 10/02/2011م صادراً عن مجلس شورى الجماعة.. وحينما يُعلق مسئول على قرار صدر بعد الشورى أنه قرار خطأ، فهذا يفتح الباب للتعليق على قرارات صدرت أو تصدر بعد ذلك, وخاصة حينما علق الدكتور مرسى حول خبر صحفى يتعلق بأن مجلس شورى (مصر) يرغب فى مناقشة قانون يتعلق بتطهير الصحافة من الرموز الذين ساندوا النظام السابق.. فقال: لا يجب معاقبة أحد على رأى.. وأنه يحترم الرأى والرأى الآخر.. وأنه لن ينام حتى يقرأ انتقادات حول شخصه.. وهذه التصريحات تفتح بابًا للتساؤلات, فحين يقول د.مرسى أن قرار (عدم الترشح) الذى حاز أغلبية تقترب من الإجماع فى مجلس شورى الإخوان كان خطأ, فهل يمكن القول إذن إن قرار تقديم الإخوان مرشحًا للرئاسة قد يكون قرارًا خاطئًا؟ وقد يتبين ذلك فى القادم من الأيام؟ وقد يقر بذلك أحد قيادات الإخوان يومًا كما أقر د.مرسى.. وخاصة حينما نعلم أن قرار الترشح للرئاسة قد حاز أغلبية ضئيلة للغاية (56 صوتًا من 108). لقد كتبت مقالات بعنوان: (نعم أخطأ الإخوان)، و(لا تشقى الصف يا زرقاء)، و(ابسطوا الرداء يا إخوان)، واستشهدت بموقف النبى صلى الله عليه وسلم حين بسط رداءه ليسمح بمشاركة كل ممثلى القبائل المختلفة فى رفع الحجر الأسود فى مكانه فى الكعبة.. وكان ذلك تعليقًا على سوء تشكيل الجمعية التأسيسية, وفى استضافة على قناة الجزيرة مباشر مصر أكدت أيضًا على ذلك, فى سياق دفاع متصل عن كثير من مواقف الإخوان, لكننى قلت: تمنيت أن يكون تشكيل الجمعية أكثر استيعابًا لقوى الوطن, وقلت: لم أكن أتمنى أن يكون د.الكتاتنى رئيسًا للجمعية التأسيسية للدستور جامعًا بينها ورئاسة مجلس الشعب.. لكن الذى حدث بعد كتابة هذه المقالات هو هجوم كاسح من بعض الإخوان على شخصى الضعيف لدرجة أن طالبنى بعضهم بالاستقالة من الجماعة!.. وقد دافعوا عن تشكيل الجمعية التأسيسية التى أقر د.مرسى بخطأ تشكيلها أخيرًا (وهى شجاعة محمودة) - فهل يمكن أن يتباطأ بعض الإخوان قليلاً فى هجومهم على إخوانهم ومحبيهم إن أسدوا لهم نصحًا, أو وجهوا لهم نقدًا,عسى أن يتبين لهم بعد ذلك صحة ما كان من المحبين لهم؟ مصطفى كمشيش [email protected]