ذكر موقع "يورو نيوز" الناطق بالألمانية, أن هناك وسائل علمية نستطيع بها حاليًا استخراج أهم المعادن الأرضية النادرة من بقايا المخلفات بأقل التكاليف الاقتصادية, مشيرًا إلى أن في إطار مشروع بحث أوروبي جديد، طوّر الباحثون اليونانيون تقنية جديدة لاستخراج العناصر الأرضية النادرة من المعادن المستهلكة بطريقة مستدامة وصديقة للبيئة. وسلط الموقع، الضوء على أحد مصانع "الألمنيوم" في اليونان, والذي أجرى فيه تجارب البحث الأولية, حيث إنه يدمج مع كثير من المخلفات المحلية من خام البوكسيت, كل طن من الألمنيوم يولد 1.6 طن تقريب من مخلفات البوكسيت، غالبًا ما يسمى ب"الطين الأحمر", كما أنه يعد أحد أكبر هذا النوع من المرافق في أوروبا، هذا يعني استخراج 2000 طن من هذا الطين الطازج يوميًا. وتابع: أنه "لا يمكن أن يتصور أحد أن بقايا النفايات تصبح كنزًا في يومًا ما, لكن بالنسبة لنا هي معدن المستقبل, فمخلفات البوكسيت هذه تحتوي على الحديد، والسيليكون، والمعادن الأرضية النادرة, حيث إن في المستقبل، سيكون هو الخام الرئيسي لإنتاج كل هذه العناصر"، وفقًا لما قالته فيكي فاسيليادو، مهندسة تعدين تعمل في مصنع "ألمنيوم" في اليونان. وتحت مقولة "طريقة رخيصة ونظيفة لاستخراج المعادن الثمينة", أوضح الموقع أن العالم في حاجة لوسيلة رخيصة ونظيفة لاستخراج هذه العناصر الثمينة, وهذا هو أحد أهداف مشروع البحث أوروبي, الذي يتطلع إلى تقليل الاعتماد الكلي في أوروبا على الأتربة النادرة المستوردة, ولذلك طوّر مهندسو أثينا طريقة بسيطة لإذابة وإزالة العناصر الأرضية النادرة من الطين الأحمر. ومن هذا المنطلق, صرح مهندس تعدين في كلية التعدين والهندسة المعدنية, ومنسق مشروع "EURARE ", إيوانيس باسبالياريس، بأن "الميزة الرئيسية لهذه العملية هي إمكانية أخذ العناصر الأرضية النادرة بشكل انتقائي, لا نقوم بحل المادة الصلبة كلها بل العناصر التي نحتاجها فقط, وهذه ميزة اقتصادية وبيئية في غاية الأهمية". وأضاف الموقع، أن الباحثين وزنوا كميات من مسحوق الطين الأحمر، فوجدوا أنها تحمل نفس وزن المخلفات الجافة لإنتاج الألمنيوم, حيث قال باحث في علم المعادن الهيدروجينية, باناجيوتيس دافريس: "نحن نستخدم السائل الأيوني لإذابة عناصر الأرض النادرة, وهذا يستغرق بضع ساعات, وبعد ذلك يصفي المزيج لإزالة البقايا الصلبة التي يمكن إعادة تدويرها لاحقًا, وأخيرًا تضاف بعض الأحماض إلى استعادة الحالة الأولية للسائل الأيوني لاستخدامه مرة أخرى, ما تبقى هو استخراج العناصر القيمة من الأرض النادرة". يذكر أن "البوكسِيت" يصنع منه معظم الألمنيوم, كما يتم خلط البوكسيت بالصلصال لصناعة الطوب الذي يبطن أفران صهر الصلب، وتستخدم مركبات البوكسيت الكيميائية في صناعات الورق والنفط والنسيج، ويدخل في صناعة الأدوية ومواد التجميل والأصباغ, وتعود تسمية البوكسيت إلى مدينة لي بوكس بفرنسا، التي اكتشف بالقرب منها خام البوكسيت أول مرة عام 1821م.