الجبل المزين لضفة النيل الغربيةبالأقصر، والذي يحوي معابد الدير البحري، ومقابر الملوك والملكات والنبلاء، وغيره من جبال الضفة الغربية بالمحافظة من إسنا جنوبًا وحتى قامولا شمالاً، أصبحت دروبه الوعرة طرقاً ممهدة، وكهوفه منازلاً للباحثين عن الآثار والحالمين بالثراء السريع. "المصريون" التقت الشاب ه.ح بمدينة أرمنت، جنوب غرب المحافظة الذي جاور العديد من الباحثين عن الكنوز، كما أنه يسعى لتحقيق حلم الوصول إلى الثروة لما يزيد على عشر سنوات، دون أن يصل إلى مبتغاه، والذي يبدأ حديثه بقوله: قد تجد رواياتي غير منطقية ولا تصدقها، إلا إني وغيري عشنا الكثير منها ولا زلنا بين المغارات. الشاب اصطحب "المصريون" لشخص آخر يدعى "جمعة" له دراية بالمغارات الجبلية التي داستها الأقدام وأنهكها التنقيب، مدعيًا أنه عثر ذات يومٍ على معبد يتوسطه مسلة له بابان إذا دخل من إحداهما أغلق الآخر، وأنه عرض عليه عشرة ملايين من الدولارات حتى يوصل بعض الناس لهذا المعبد، ولكنه عندما هم بأن يوصلهم إليه لم يجد المعبد، مدعيًا أن هذا المعبد يسمى بالطائر والذي يظهر ويختفي بين الفينة والأخرى. فيما أضاف "أ.ص" عجوز تعدى عمره الستين، ضاع منها ما يقارب الأربعين عامًا في كهوف الجبال باحثًا عن كنز يغنيه، والذي يبدأ حديثه بقوله: 40 سنة بين الكهوف ومدقات الجبل، أحفر عشان أوصل للمقبرة، مرت عليا كتير وشفت كتير، وأنا بعرف كويس أحفر وأعمل في وسط الحفرة نفق تاني بالعرض، على حسب قوله. وعن خطورة العمل في وسط الكهوف يؤكد أن تلك الجبال كبيرة وممتدة، مما يجعل البحث عنك من قبل الشرطة شيئًا مستحيلاً، إلا أن الخطر الحقيقي يكمن في الذئاب، ولكن مع إشعال النيران لا تستطيع الذئاب الاقتراب. وبسؤاله عن احتمالية انهيار أي جزء من الجبل عليه وهو يحفر، وخاصة أن العام الماضي قد لقي 6 شباب مصرعهم في مركز إسنا بعد انهيار كتلة جبلية كانوا يحفرون بها، اعترف بإمكانية حدوث ذلك معه، ولكن يقوم بأخذ احتياطاته أثناء الحفر، معتقداً أن نوعية الجبال التي يحفر فيها وعمق المغارات يصعب عملية انهياره، على عكس ما حدث في إسنا. كما أشار إلى أن تجار المخدرات يسلكون نفس المدقات، ويبيتون أحيانًا بذات المغارات، وكذلك مهربي السلاح والسمك، والذين يعلمون جيدًا أماكن الكمائن الأمنية، فيبعدون عنها بالسير في المدقات الجبلية، والاختباء بين الجبال والكهوف.