وسط سكون الليل.. عكف7 من الرجال الأشداء علي الحفر أسفل منزل مهجور, وكلما خارت قواهم برقت أعينهم فجأة بالذهب والتماثيل التي سيخرجها باطن الأرض, ليدق كل منهم علي نواجذه ويكمل الحفر, ولكن الذي لم يعلموه جيدا أنهم حفروا قبورهم بأيديهم بعد ان تنهار الحفرة أو السرداب علي أم رؤسهم. هذه السطور هي سيناريو مكرر هناك في صعيد مصر بحثا عن الكنز الوهمي أو السراب المسمي باللاقية تتعدد الحكايات عن وصول الكثيرين الي مآربهم, ولكنهم يلفظون أنفاسهم فوقها, البعض يسميها لعنة الفراعنة, والآخر يسميها ضريبة الثراء السريع وأيا ماكان المسمي فإن ولع الباحثين عن الآثار لم يتوقف علي الحفر تحت منازل فقط, بل امتد الي الاعتداء علي المناطق الاثرية. ففي جبال حمرة دوم مسقط رأس خط الصعيد التي اكتسبت شهرتها منه, تضم مغارات أثرية بطول الجبل ممتدة مع قرية أبوحزام, وان كان الأهالي قد اقتحموا تلك المغارات خاصة البعيدة عن حراسات خفراء الآثار. وفي مركز دشنا بجبل أبومناع امتدت ايدي العابثين أيضا حتي تطول المناطق الأثرية وأراضي الآثار, وهو ما أصبح يثير القلق بين القائمين علي الآثار في ارجاء المحافظة, وطلبهم الملح من الجهات الأمنية نحو الحفاظ علي المغارات الاثرية الممتدة عبر جبال البحر الأحمر, والتي تضم العديد من المقتنيات والشواهد الأثرية التي لم يكشف عنها بعد وحمايتها من محاولات النهب. حتي معبد دندرة الأثري لم يسلم من محاولة المتعدين بالحفر من حول المعبد وحرمه في خفاء الليل, وجهر النهار, كل يبحث عن الكنز, دون كلل أو ملل أو ان تتاح له الفرصة في الوصول الي سراديب لمقابر النبلاء والملوك. وبحسب عدد من الأهالي لقرية دندرة فإن المنطقة المحيطة بالمعبد أصبحت مصدرا لجلب خبراء البحث عن الآثار في المحافظات أسفل المنازل والحوائط والحفر لا ينتهي. ورغما عن هذا فإن اعدادا غفيرة تقف جنبا الي جنب مع الخفراء والأمن لحماية المناطق الاثرية في محافظة قنا لردع محاولات اللصوصية التي أصبحت تهدد الآثار والمقتنيات.