أعلم أن الجرح كبير، والإحباط يسيطر على السواد الأعظم من المصريين الذين تحترق قلوبهم حزنًا على بلدهم التى تضيع أمامهم بسبب لعبة المصالح السياسية بين القوى والتيارات السياسية والدينية التى لا تراعى الله فى هذا الوطن لأن هدفها هو الرقص فوق جثة مصر. وعندما نتحدث عن الحضن الكبير الذى يجمعنا ورفرف علينا بأمنه واحتوانا بحنانه وأعطانا بلا مقابل.. عندما نتحدث عن مصر العظيمة.. فعلى الجميع أن يصمت وينحى جانبًا مصالحه الشخصية, فمن طاوعه قلبه ليرشق جنديًا بالحجارة والمولوتوف، وتناسى أن هذا الجندى هو شقيقه أو قريبه أو جاره أو شريكه فى هذا الوطن.. من ارتكب ذلك ليس مصريًا, من يتحدث بلغة التخوين عن أبناء بلده من قادة القوات المسلحة هو الخائن والعميل والمأجور, فرجال مصر الشرفاء من جنودنا البواسل من الجندى الصغير وحتى المشير هم من حموا الثورة ووقفوا بجوارها ورفضوا إطلاق رصاصة تجاه أى متظاهر فى وقت وجدنا فيه مذابح فى سوريا وليبيا تورط فيها الجيش. أين الهتاف الجميل الذى ظل المصريون يهتفون به "الجيش والشعب إيد واحدة"، يجب أن ننتبه إلى أن هناك من يخطط لتحويل مصر لعراق جديد بالوقيعة بين الجيش والشعب ويعبث بأمن بمصر ولا يريد استقرارها وكلما قطعنا خطوة نحو مستقبل أفضل يظهر هذا الشيطان لكى يشعل النار ويبث الفرقة, فالمتأمل لأحداث العباسية سيجدها نسخة "كربونية"، وبنفس السيناريو لما حدث فى شارع محمد محمود قبل انتخابات مجلس الشعب أى أن هذا المجرم يسعى إلى إجهاض انتخابات الرئاسة لكى تستمر الفوضى فى مصر. ولست هنا بصدد الدفاع عن الجيش المصرى وجنوده، فقط سأكتفى بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا فتح الله عليكم مصر بعدى، فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض"، قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: " إنهم فى رباط إلى يوم القيامة". ومما ورد فى فضل مصر ما أخرجه مسلم فى صحيحه عن أبى ذر مرفوعاً: "إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً". أرى أن الساعة فارقة وحاسمة ولا يوجد وقت للمزايدات ونفاق الشارع السياسى يجب أن يكون موقف كل مواطن شريف يسعى لخير واستقرار هذا الوطن حازمًا، وأن يتصدى بقوة لمن يدعون أنهم يسعون للحرية والديمقراطية ولكنهم فى الحقيقة لا يهدفون إلا لخراب مصر وحرقها. وفى الوقت الذى نسعى فيه جميعًا للتهدئة لعبور أزمة العباسية نجد إعلاميون فى قنوات مشبوهة ينفخون النار فى الرماد لكى تواصل الاشتعال, هؤلاء هم المأجورون والذين يبيعون بلدهم بالدولارت, ولكن بين الظلام نور هناك من يستحق التحية والتقدير مثل الإعلامى القدير سيد على، تحية لهذا الرجل الشجاع الذى يقول الحق، فقد عودنا دائمًا على ذلك بعموده بالأهرام وكذلك منبره الفضائى الذى لا يتبع قنوات تنفذ أجندات ضمن مخطط قذر لتدمير مصر.. سيد على صوت وحيد وسط منافقين ومزايدين ينفخون جيوبهم بملايين ولو على حساب أمن واستقرار بلادهم. [email protected]