قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فتح الله عليكم مصر بعدي، فاتخذوا منها جنداً كثيفاً، فإنهم خير أجناد الأرض قال أبو بكر ولم ذاك يا رسول الله؟ قال لإنهم وأهليهم في رباط إلى يوم القيامة وكما ورد في فضل مصر في صحيح مسلم عن أبي ذر مرفوعاً إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً الرحم باعتبار السيدة هاجر، والذمة باعتبار سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، والذمة هنا بمعنى: الحرمة التى للأسف (إنتهكت )والحق (الذى لن يضيع). لقد شرّف الله الجنود المصريين بشرف أنهم خير أجناد وذلك لحسن معتقدهم وإيمانهم وتفانيهم فى الدفاع عن دينهم ومقدساتهم وعرضهم ومالهم إبتغاءً لوجه الله سبحانه وتعالى وهذا ما يجعلهم مختلفين عن غيرهم من جنود الأرض لأنهم أهل تقوى ورحمة ومن أجل ذلك منحهم الله بأساً فى القتال لم يعطيه لغيرهم وحبب إليهم الفداء مثلما لم يحببه لمثلهم كما أسبغ الله عليهم نعمة أنهم وأهليهم فى رباط إلى يوم القيامة وهذا هو رأس الأمر وعموده وسنامه وهذا هو ما يجمعهم على قلب رجل واحد وهو ما جعلهم لا يفرقون بين مسلم ومسيحى بل كلهم يد واحدة فى مواجهة الظلم والطغيان لكن ما رأيناه يوم 17 و18 الماضيين من بعض أفراد القوات المسلحة كان أمراً مخزياً ومؤلماً فى نفس الوقت مما جعل كل منا يسأل نفسه هل هؤلاء مصريون هل هم خير أجناد الأرض هل هؤلاء فى رباط مع أهليهم إلى يوم القيامة بالطبع لا وألف لا فما حدث من تجاوزات من قبل هؤلاء الأفراد يؤكد أنهم ليسوا خير أجناد الأرض ولا ينتمون إلى قيم وشرف العسكرية المصرية بأى حال من الأحوال فلا يمكن أن نصدق أن الجندى المصرى يقتل أخاه ويهتك عرض أخته ويمتهن كرامة بنى وطنه ولم يدر بخلد أى إنسان فى يوم من الأيام أنه سيرى جندى من أبناء القوات المسلحة يتبول على إخوانه من الشعب المصرى فى منظر أقل ما يمكن أن يوصف به أنه وضيع و منحط وغير أخلاقى ولا أعرف كيف لم يحاكم من أتى بهذا الجرم الأحمق إلى الآن والذى أساء بتصرفه هذا إلى أنبل وأعرق مؤسسة فى مصر على مر التاريخ قطعاً هؤلاء لم ينهلوا من قيم ومبادئ العسكرية المصرية لقد نهلوا وتشبعوا بقيم نظام مبارك الذى كان السبب فى هدم كل القيم والمبادئ السامية التى تربى ونشأ عليها الإنسان المصرى نعم نظام مبارك هو الذى جعل الأخ يقتل أخاه ويعذب الأخ أخاه ويهتك الأخ عرض أخته بدون أى خجل أو وازع من ضمير ذلك النظام الذى أدمى القلوب وأنتهك الأعراض وأثكل الأمهات وإستباح الحرمات ونشر الفساد وأمرض الأجساد وضيق الرزق على العباد فما حدث من هؤلاء القلة التى للأسف أنها محسوبة على القوات المسلحة هو الناتج والإفراز الطبيعى لذلك النظام العفن الذى نخر الفساد كل أعمدته إننى مازلت أؤمن وسأظل مؤمناً أن الجندى المصرى هو خير أجناد الأرض وأن راية القوات المسلحة ستظل عالية خفاقة بأخلاقها وقيمها ومبادئها وإننى أعلم علم اليقين أنها بكل أبنائها ترفض هذه التصرفات المشينة والتى يندى لها جبين الأمة كما أننى أؤمن أن هؤلاء القلة ليسوا من خير أجناد الأرض بل هم أسوأ ما أنجبت تلك الأرض ياخيرأجناد الأرض مصروشعبها أمانة فى رقابكم سهم الحق لابد أن يصيب