شهدت أحزاب المعارضة الرئيسية ، بعد إعلان نتائج الجولة الأولي من المرحلة الأخيرة للانتخابات البرلمانية المصرية ، حالة من الارتباك والاتهامات المتبادلة بين قيادات الأحزاب وأعضائها ،فحزب التجمع اليساري المعارض خرج من الانتخابات بمقعدين فقط بعد أن كان له ستة أعضاء في البرلمان السابق وفقد زعيمه الروحي ورئيسه السابق خالد محيي الدين وثلاثة من أهم رموزه البرلمانية منذ الثمانينات أمثال أبو العز الحريري نائب رئيس الحزب في الإسكندرية والبدري فر غلى النائب العمالي المخضرم في بورسعيد وزهدي الشامي في دمنهور . وعلى أثر هذا تم تحديد موعد الخميس المقبل لعقد اجتماع الأمانة المركزية للحزب التي تضم 53 عضوا بمن فيهم قيادات الحزب وأمناء المحافظات العامة لمحاسبة المسئولين عن فشل الحزب في الانتخابات البرلمانية . واتهم حسين عبد الرازق القيادة العليا للحزب بالمسئولية عن هذا الأداء لكنه في الوقت ذاته أكد على مسئولية الأمناء لأنهم اختاروا المرشحين ،كما تم تحديد يوم الاثنين بعد القادم لاجتماع المكتب السياسي الذي ينتظر أن يشهد انقلابات وتغييرات كثيرة خاصة في ظل وجود مجموعة الحرس الجديد الراغبة في الخروج من سيطرة وتأثير الحرس القديم . وعلى جانب آخر ، كشفت مصادر داخلية بحزب العربي الناصري وجود اتجاه لاجراء انتخابات داخلية في الحزب بعد الفشل في الانتخابات البرلمانية وعدم قدرة الحزب على تحقيق ولو مقعد واحد ، بينما ما زال رئيسه ضياء داود يطمح في النجاح بعد وصوله لجولة الإعادة في دائرة فارسكور بدمياط شمال القاهرة . يأتي هذا في الوقت الذي اجتمعت فيه القيادات الناصرية من خارج الحزب لتقرير مصير التيار الناصري والحزب وإقالة المسئولين أو تجنيبهم من المسئولية بعد النتائج السيئة التي وصلوا إليها في الانتخابات البرلمانية . ويتزعم هذه المجموعة الدكتور عزيز صدقي رئيس الوزراء السابق وسامح عاشور نقيب المحامين ودكتور حسام عيسي ابرز القيادات الناصرية والسفير محمد وفاء حجازي رئيس لجنة المصالحة السابق . أما ثالث الأحزاب الكبرى ، وهو الوفد الذي رفع رصيده في البرلمان إلى خمسة مقاعد ومازال أمامه فرصتين في نجاح أي من مرشحيه محمود أباظة في الشرقية ورجب داود في كفر الشيخ ، فقد شهد الحزب انقلابا مبدئيا بإبعاد منير فخري عبد النور من منصب نائب رئيس الحزب إلى مستشار سياسيي لرئيس الحزب وهو ما أدي لتكاتف أكثر من عشرة من الهيئة العليا للحزب وعددا من الأعضاء على رأسهم فؤاد بدراوي عضو الهيئة العليا وعضو مجلس الشعب السابق من أجل الإطاحة بنعمان جمعة رئيس الحزب بعد الانتخابات بسبب أحكامه وقراراته الديكتاتورية ضد الأعضاء والقيادات والتراجع الذي شهده الحزب على يديه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية . وكانت أحزاب المعارضة الرئيسة قد نجحت فقط في الفوز بعشرة مقاعد في البرلمان في حين حصلت جماعة الإخوان المحظورة على 76مقعدا في الجولتين الأولي والثانية ومازال أمامها 35 مقعدا للإعادة في المرحلة الثالثة وحقق المستقلين 78 مقعدا بينما حقق الحزب الحاكم 212 مقعدا بعد ضم عدد كبير من المستقلين . وتجرى الجولة الثانية من المرحلة الثالثة والأخيرة من الانتخابات البرلمانية المصرية يوم الأربعاء القادم وسط حالة من الاضطرابات الأمنية والسياسية بعد أحداث العنف والبلطجة التي شهدتها مراحل الانتخابات السابقة واعتبار الجولة الأخيرة جولة المصير بالنسبة لجميع القوي السياسية .